وأد الفتنة لإنجاح الثورة
بعد مائتي يوم علي الثورة العظيمة الحلم الذي داوي الجراح التي خلفها نظام أهال التراب علي مصر فصارت عجوزاً كئيبة تتأرجح في خطواتها عقيمة، ثورة أعادت إلي الأذهان ملحمة العبور صلي الجميع في الميدان ورفع الشعار (مسلم مسيحي إيد واحدة).
لكن الاحتقان الطائفي الذي ظننا أنه أخمد إلي غير رجعة وكان للعهد البائد اليد الطولي في تأجيج هذا الاحتقان للتغطية علي كل أشكال الفساد مازال بين مد وجزر كدخان طال الجبال فهل تضيق مصر بأقباطها؟ هل لو خلت مصر من أقباطها ستصبح جنة؟ منذ بدأنا نصلي تحت الحراسة والمرارة في الصدور أما الأعياد فهي مناسبات يشوبها القلق والخوف خاصة بعد حادث كنيسة القديسين ليلة الميلاد كيف أصلي والأمن يحاصرني من كل اتجاه يحميني ممن؟ من شريك الوطن الذي أتقاسم وإياه الهواء والنيل الذي علمنا الوفاء، شريك صنعت معه تاريخ الوطن؟ إن غياب الثقافة والمدنية أفرزا المعاناة والخروج من المعقول إلي العدوانية لتتسلط الأفكار السوداء علي العقل فيندفع الإنسان إلي طريق الشر يزهق الأرواح ويريق الدماء، العالم من حولنا يقفز بسرعة الصاروخ نحو العلم والتقدم، يبحث كيف يمكنه التطور إلي الحد الذي جعله يبحث منذ الآن عن مستقبل وحياة أفضل علي كوكب المريخ، أما نحن فنقفز بنفس السرعة إلي الخلف، فمازال يطرح السؤال هل يجوز بعد ألف وربعمائة عام تهنئة القبطي في الأعياد وتعزيته في الأحزان؟ مازال البعض يري أن تفعيل قانون دور العبادة الموحد يستفز الكارهين للمنارات والصلبان، إننا في أشد الحاجة إلي غرس فكر يقدس المواطنة، ويضع وحدة الأمة في قمة الأهداف التي تسعي إليها مصر في هذه الظروف التي نسعي فيها لترسيخ قيمة
رحم الله شوقي حين قال:
ولو أني دعيت لكنت ديني عليه أقابل الحتم المجابا