رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فتيات مصر.. إلي أين؟

جيل الشباب من الفتيات اللاتي شاركن في ثورة 25 يناير أشعلن في نفوسنا جميعا الأمل والثقة في أن حال المرأة المصرية في السنوات المقبلة سيكون للأفضل وللأحسن من حيث التعليم والثقافة والمشاركة الفعالة في صنع القرار السياسي للمرحلة المقبلة من تاريخ الأمة المصرية الحديثة فحين كانت الثورة كانت الفتاة جنب الفتي،

والرجل الي جوار المرأة دون نظر الي جنس أو نوع وإنما كان الجميع في توحد ولحمة مصرية واحدة تدعو الي إسقاط الفساد وإعادة بناء مصر في ظل حرية وكرامة وعدالة اجتماعية.. ولكن المفاجأة أن الفتاة المصرية الجديدة اتخذت مسارا مختلفا عن مثيلتها في الماضي إبان ثورة 1919 أو 1952 وإذا بالفتاة المصرية الجديدة تنقسم الي ثلاث فئات أوأنواع أواتجاهات كلها تضر بحال الوطن والمجتمع ومستقبل مصر السياسي والاقتصادي وقبل كل شيء مستقلها الاجتماعي والإنساني.

الفئة الأولي.. الفتيات الشابات المتعلمات لكنهن بكل أسف يتبعن مفاهيم مغلوطة عن دور المرأة وينخرطن بشدة وبقوة في تيارات إسلامية دينية تحصر الدين والتدين في المظهر  والشكل الخارجي وتدعي أن دورالمرأة المسلمة هو خدمة أسرتها وبيتها وتحضيرالطعام ومداواة الجرحي وإسعاد الزوج ورعاية الأبناء وإن تعلمت فيكفيها العلم لأن تستغله بعد ذلك داخل أسرتها الصغيرة ولا يحق لها أكثر من هذا لأن فتاوي العلماء المسلمين تري أن كينونة الأنثي هي الأهم وهي المعيار الذي نقيس به دورالفتاة والمرأة ومن ثم فإنها لا تستحق أن تكون قاضية مثلا لأنها تنسي وتصيبها حالات صحية شهرية تمنعها من التفكير والقرار السليم لكن الرجل لا يصيبه الصداع أو الضغط أو جلطات القلب أو غياب الضمير الذي يدفعه للفساد وللرشوة وللهوي وللطموح الجارف الي منصب أو جاه أو مال أو سلطة مطلقة.

ومن هنا فإن هذه الفئة من التيارات الدينية المتعصبة تدعي أن للمرأة دور يكمن في التصويت للانتخابات وتحضير الطعام للاخوة والاخوات ولكن أن تكون المرأة قاضية أو وزيرة أومحافظة أو مديرة أو نائبة برلمانية أورئيسة لجمهورية فإن هذا ضرب من الخيال، وكل دعاوي التحرر ومدنية الدولة تذهب أدراج الرياح تحت دعاوي الفتاوي والاختلاف الفقهي في أهلية النساء والفتيات ومدي صحة قواهن العقلية والذهنية وهذا تأويل يحط من قدر المرأة كإنسانة ومواطنة ويتعارض مع فكرة المساواة أمام القانون في الحقوق والواجبات وأيضا مبدأ الكفاءة والجدارة وقبل كل شيء أن الخطاب الإلهي ساوي بين المرأة والرجل في التكاليف والعقوبات بداية من السارق والسارقة، نهاية بالزانية والزاني، ولم يكن المولي عز وجل ليفرق بين الرجال والنساء في ثوابه وعقابه وأركان دينه فهو يخاطب المؤمنين والمؤمنيات علي حد سواء.. ولذافإن تلك الفئة من الفتيات أغفلن العقل وأعماله والثورة مبادئها من الحرية والعدالة والكرامة ورضين بأن يكن من التابعات الصالحات عن يفكر ويقرر مصيرهن وأدوارهن في المجتمع.. فهل هذه ثورة جديدة أم ردة الي الوراء؟!

الفئة الثانية.. فتيات الثورة اللاتي ينتمين الي تيارات فكرية متحررة ومتقدمة معظمها اشتراكية والعديد منهن يفخرن في المقابلات التليفزيونية والأحاديث

الصحفية بأنهن سافرن الي الخارج لتلقي التدريب أولحضور مؤتمرات ثورية سياسية أو نسوية ولكن علي أرض الواقع فإن العديد منهن لايعرفن حتي الآن ما هو مستقبل المرأة السياسي والاقتصادي ولا يملكن حتي القوة في أني يقفن ليعلن عن موقفهن الحر وإنما هن الأخريات يرضخن للضغوط المجتمعية وفكرة العيب والحرام والخطأ والصواب من منظور الأعراف والتقاليد أو من منظور التكوين الانثوي وليس الوجود الإنساني وفكرة المواطنة بل ان العديد من هؤلاء الفتيات ليس لديهن أي ثقة في إمكانيات المرأة وقدرتها علي أن تشارك في القرار وفي الدستور وفي السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وذلك لأن القوي الضاغطة أقوي من الفكر الليبرالي الحر ولكننا مرة أخري نعود الي عصور الحرملك وسي السيد والهلال الأحمر والجمعيات الخيرية أيام الملكية حتي كانت النساء يخرجن الي العمل الاجتماعي في أوج تأنقهن ليجمعن الأموال لليتامي والأرامل والمرضي في المستشفيات، ونسي الجميع أن عدد الفتيات الحاصلات علي درجات الماجستير والدكتوراه في العلوم والهندسة والطب والصيدلة والقانون والآداب أصبح مساويا لعدد الشباب بل في بعض التخصصات يفوقهم عددا.

الفئة الثالثة.. هي فئة الفتيات اللاتي ينتمين الي تيارات الوسط وبالقطع الي الأسر المتوسطة ولكنهن لا ينخرطن في تجمعات سياسية أو جمعيات أو ائتلافات ثورية وإنما يمارسن الحياة الطبيعية فيتعلمن ويعملن ويطمعن في المنصب والدرجة العلمية جنبا الي جنب مع الزوج والبيت والأطفال والحياة الأسرية ولكن تلك الغالبية صامتة ساكنة تعمل في هدوء وتترقب الموقف في حذر ومع هذا تستمر في العمل والأمل والطموح وتساهم في تطويرمصر لكن من خلف الجدران ودون أن تصبح قوة في صنع القرار وتنفيذه وتشريعه.

وأخيرا مستقبل المرأة المصرية علي المحك والعودة الي الوراء قضية علي الساحة والثورة لم تؤت ثمارها بل علي العكس علي وشك أن تطرح الأشواك، ومصر مازالت تناقش قضايا حسمها العالم الغربي والشرقي من عشرات السنين وسبقتهم مصرنا منذ آلاف السنين لكنها عادت الي عهود قبلية صحراوية وضلت الطريق.