المؤتمر فكرة ملك وإعلاء مجد
في شرم الشيخ بمصر كان المساء شدو عندليب أسمر ؛فإذا الناس قلوب مفتوحة والصبح منارة زهو والنهار مضاء بفكرة صاحبها حط الندى على شفتيه ، وهطل المطر على جبينه الساطع فتناثر ذهب المسرات وأورقت مؤتمراً اقتصادياً عالمياً ؛ وإن كان هو رحل عن دنيانا إلا أن الأقلام تركض لتحظى بشرف الكتابة عنه ، وتنحني له الكلمات إجلالاً وتقديراً واحتراماً لأنه كان عنواناً للبعد الإنساني
،إنه الراحل عن دنيانا المغفور له – بإذن الله تعالى – ملك الإنسانية الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي كانت له بصمة وضاءة في كل خير ،فلله دره ما كان أعظمه جعل للخير النصيب الأعظم من أهدافه وعاهد نفسه على حب مصر ؛فكان ما قدمه لمصر وسيظل على مدى أجيال سامقاً عطراً بمكارمه ، فخراً للتاريخ وعلياءً للأمة العربية ، ولقد كشفت لنا المواقف تباعاً عن جعبته الملأى بالمكارم ، فلتنم أيها الملك الجليل في نعيم الجنة مزفوفاً بكريم عملك وعظيم صنعك فلطالما سكبت من إبريق مكارمك ما هو بلسم شاف لجراح المكلومين والمحتاجين في جهات البسيطة الأربع، لقد رحلت أيها الملك الجليل لكننا مغرمون بكريم أفعالك ذائبون في حبك وفعلك الذي هو حديقة من المكارم أسلمت ريها لخادم الحرمين الشريفين الملك الهمام جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز الذي اختاره الله للأرض ربيعاً دون الفصول ، إنه رسول مسعف لم يقتصر فتحه لنوافذ الخير في السعودية فحسب وإنما شرعها في جهات الأرض الأربع ، واتخذ من القضايا الجوهرية جوهر تطلعاته ومحور انطلاقاته باتجاه الحلول لمشاكل الأمة بأسرها ، ولقد واصل مكارمه لمصر التي دافع عن ترابها وكان من بين جنودها وارتدى زيها العسكري في حرب السادس من أكتوبر 1973م ، وها هي محطات مكارم البيت الملكي السعودي نتمرغ نحن المصريين فيها ، وها هو الملك سلمان يُعلي المجد ليظل شامخاً بإرساله رسالة للمؤتمر الاقتصادي تلاها سموّ الأمير مقرن بن عبد العزيز ، أكّد فيها الموقف الثابت للسعودية تجاه مصر وشعبها لتثبيت الأمن والاستقرار ووضع اقتصادها على مسار التعافي والازدهار؛ انطلاقاً من العلاقات الراسخة والمصير المشترك ، مواصلاً دعم المملكة لمصر بإقامة المشاريع على الصُّعّد كافة ، ومنحها أربعة ملايين دولار ، وما هو أفضل قيمة من المال وهو التضامن الأخوي والثقة التي قال عنها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ، رئيس مجلس الوزراء ، حاكم دبي "حرصنا خلال تنفيذ مشاريعنا على توجيه رسالة للعالم مفادها أن مصر بخير وجاهزة لتنفيذ المشاريع " فمصر كنانة الرحمن وموطن السلام وقلب العروبة ، وفيها خير أجناد الأرض وبها ومعها يُصنع التاريخ ، مصر القوية قادرة على بث الحياة في الأمة وتجديد نهضتها كما قال سموّه والذي قال أيضاً " إن وقوفنا مع مصر ليس كرهاً لأحد بل هو حب لشعبها ، وليس منة على أحد بل هو واجب في حقها
صحفي مصري مقيم بأبوظبي