رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مبروك لمصر.. من شرم الشيخ!

نجح مؤتمر شرم الشيخ.. نجح بدرجة امتياز لدرجة أذهلت الكثيرين من ذلك التجمع غير المسبوق اقتصادياً في مصر أو حتى في العالم كله باستثناء مؤتمر «دافوس».. ونجح مؤتمر شرم الشيخ سياسياً أيضاً، ونجح على المستوى الشعبي.. ونجحت القيادة السياسية لمصر أن تثبت للعالم كله أنها لم تكن قيادة انقلاب كما تصفه أبواق الاخوان وأردوغان، ونجح السيسي في تدشين نفسه كزعيم حقيقي لمصر - زعيم افتقدته مصر من أيام جمال عبد الناصر - وحتى عبد الناصر الذي نجح اقتصادياً وسياسياً، فقد كانت هزائمه العسكرية مُرة.. ولكن السيسي الذي نجح اقتصادياً وسياسياً في وقت قياسي مذهل من بداية توليه الرئاسة - تسعة شهور فقط - ونجح أيضاً عسكرياً ضد الارهاب في ظروف شديدة القسوة.

مجدي صابرنجح السيسي إذن على كل المستويات.. بالرغم من قسوة الظروف التي سبقت المؤتمر من ارهاب تضاعفت عملياته على يد الاخوان ومن حملات للتشويه عالمياً.. قادها الاخوان واردوغان وحتى قطر - رأس الدبوس - لحث المستثمرين على عدم المجىء لمصر.. وحتى أمريكا شاركت في المؤامرة بداية من رفض التدخل العسكري الأممي في ليبيا - كنوع من الادانة غير المباشرة للضربة الجوية المصرية لداعش في ليبيا - وانتهاء بأنها مارست ضغوطاً هائلة على الكثير من بلدان أوروبا لتقليل تمثيلها في المؤتمر - ولكن بالرغم من ذلك - وأمام الحشد العالمي للدول وللشركات العالمية في شرم، اضطرت أمريكا مرغمة لأن تشارك بوزير خارجيتها وارغمتها مصر على اعلان قرب انتهاء الحظر على المساعدات الامريكية العسكرية لمصر، فالسيسي قد لعبها ببراعة، وأقام خطوط اتصال متعددة مع الجانب الروسي في صفقات سلاح أو صفقات اقتصادية وهو الآمر الذي اجبر الجانب الأمريكي على مراجعة موقفه ضد مصر خشية أن يفقد ما تبقى له من نفوذ في مصر أمام الدب الروسي.. وأعتقد أن الفترة القادمة ستشهد صراعاً أمريكياً روسياً على ارضاء مصر عسكرياً أو اقتصادياً.. فقد تمكنت مصر من عبور عنق الزجاجة الى آفاق رحبة تمثلت في تلك الاستثمارات الضخمة التي اعلن عنها في مؤتمر شرم الشيخ، وقد نالت امريكا صفعة لا شك فيها.. وأدركت أن زمن الهيمنة قد ذهب بلا عودة أمام المارد المصري، الذي خرج من القمقم، وراجعوا كلمة وزير الخارجية الأمريكي في مؤتمر شرم الشيخ لتتأكدوا من صدق كلامي.
فالشكر لفرنسا التي منحت مصر صفقة طائرات

«رافال» التي جعلت للقوات الجوية المصرية يداً طويلة وباترة، خاصة وقد وافقت فرنسا مشكورة علي أن تحصل علي ثمن الطائرات بعد خصم كبير، وبالتقسيط علي سنوات طويلة، والشكر لرئيس وزراء إيطاليا الذي أصر علي الحضور بنفسه ضارباً عرض الحائط بالتعليمات الأمريكية.
والشكر من قبل دول الخليج - إخوتنا وأشقائنا في السعودية والإمارات والكويت والبحرين - الذين لم يتأخروا عن مصر أبداً.
لقد دشن مؤتمر شرم الشيخ الرئيس السيسي زعيماً.. لا مصرياً فقط.. بل وعلي المستوي العالمي.. ليعيد للأذهان زعامة جمال عبدالناصر، وما كانت أمريكا تخشاه من هذه الزعامة الوليدة قد تحقق، وأصبح لمصر علي يد السيسي زعامة ومكانة عالمية، وها هي ألمانيا تعلن رغبتها في استقبال السيسي في صفعة أخري علي وجه أمريكا.
وحسناً فعلت مصر برفضها المشاركة القطرية والتركية في المؤتمر، فلا مكان علي أرض مصر لعميل أو عدو.
وعلي المستوي الداخلي، فأظن أن كل المصريين قد ترقرقت دموعهم مع رئيس الوزراء المصري بسبب نجاح المؤتمر رغم كل المعوقات التي واجهته قبل انعقاده، وكانت ضربة معلم من السيسي بتغيير وزير الداخلية قبل المؤتمر بأيام قليلة، بالرغم من خطورة الأمر، إلا أن الأحداث أثبتت أنه كان قراراً صائباً، فقد تقلصت العمليات الإرهابية قبل المؤتمر إلي حد كبير، أما شرم الشيخ فكانت حصناً منيعاً علي الإرهاب الذي لم يستطع الاقتراب منه، لدرجة جعلت المخابرات التركية والقطرية تعلن عجزها عن اختراق شرم الشيخ.
فتحية من القلب للزعيم المصري الذي أثبت حبه وولاءه لهذا الوطن، وتحية أخري لكل من شارك فيه وأعلن ثقته في الشعب والاقتصاد المصري.