رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المؤتمر الاقتصادى والتعديل الوزارى

نجاح المؤتمر الاقتصادى هو أقوى بداية لمستقبل المصريين فى العصر الحالى، ولا يمكننا أن ننسى أن المؤتمر مبادرة عربية من المغفور له خادم الحرمين الملك عبدالله، ودعوة جلالته فى حد ذاتها توضح ادراكه لقيمة مصر ومكانتها، الدول العربية والأجنبية والمؤسسات الدولية والمستثمرين, الجميع قدم أفضل ما لديه والحكومة بدأت فى المتابعة من اليوم التالى لانتهاء المؤتمر, الدور الآن على الشعب, وتحية لحكومة محلب على إنجازها وكل مصرى مخلص يجب أن يساند الحكومة التى تعمل لصالح شعبها.

إن أداء الحكومة فى عقد هذا المؤتمر بهذا المستوى من الحضور والأداء والعطاء والتفاعل هو مثال على ما يمكن أن نفعله عندما نقرر العمل بجدية وإرادة صادقة، كان هذا المؤتمر مثالًا لما يمكن أن ننجزه وننجح فيه.
أما ما أود الحديث بشأنه فهو تباين أداء الحكومة بين الأداء الممتاز فى المؤتمر وبين التعديل الوزارى الأخير الذى عكس اهتمام الحكومة بالجانب الاقتصادى فقط ظنًا أن التنمية هى اقتصاد وفلوس ومعدلات نمو، لكن التنمية الحقيقية هى تنمية الإنسان بالتعليم والثقافة، ولكننى صدمت باختيارات وزراء التعليم والثقافة، وزير التعليم آخر عمل له رئيس هيئة محو الأمية وتعليم الكبار فهل سمع أحد منكم عن إنجاز فى محو الأمية أو انخفاض نسبتها، وما هو الإنجاز الذى دفع محلب لاختياره وزيرًا لوزارة مستقبل مصر؟ ولماذا تلجأ الحكومة لاختيار موظفين لمناصب سياسية وتترك الشخصيات العامة التى أفنت عمرها فى التعليم؟
كنت أتمنى أن تختار الحكومة أحدًا ممن نعرف فى مجال التعليم، واحد فاهم ولديه رؤيته التى ناقشها فى مؤتمرات وأبحاث, واحد له رأى وحاضر ومشتبك مع قضايا مجتمعه، أو سياسى متمرس شارك فى إعداد دراسات ومناهج وأبحاث أو حتى واحد متصل بمناهج التعليم فى الخارج ولديه قدرة على تطوير مناهجنا، لسنا فى حاجة إلى موظفين بل نحن فى أمس الاحتياج لأصحاب رؤى وإرادة، لكن رئيس الوزراء ترك كل المبشرين فى مجال التعليم واختار ترقية رئيس هيئة إلى درجة وزير لأخطر وزارة فى مصر تتعلق بمستقبل أبنائنا، وسيدفع المجتمع كله جراء هذا الاختيار والأيام بيننا.
أما وزير الثقافة فهو أستاذ تاريخ فى جامعة الأزهر، وقد سألت كل من أعرف من أصدقائى المثقفين والعاملين بالثقافة فلم يعرفه أحد، والله حرام أن نترك كل المهتمين بالثقافة وكبار المثقفين ونأتى

بوزير ثقافة لانعرفه ولايعرفنا، كنا نتمنى وزير بقامة ثروت عكاشة أو صاحب فكر ومواقف مثل جابر عصفور أو حتى فنان وإدارجى مثل فاروق حسنى أو شاب ونشط مثل أحمد مجاهد أو مثقف مثل حلمى النمنم ولكن محلب راح للصندوق القديم من أيام حسنى مبارك وطلع منه أتنين وزراء بنفس أسلوب الاختيار القديم، وبصراحة لولا المحبة للسيسى والحرص على الاستقرار والوقوف صفًا واحدًا لمحاربة الإرهاب لدعوت للوقوف فى وجه هذه الاختيارات مثلما فعلنا عندما اختار محمد مرسى شخصًا مجهولًا اسمه علاء عبدالعزيز وعينه وزيرًا للثقافة, فما كان من كل المثقفين والفنانين إلا محاصرة وزارة الثقافة ومنع الوزير من دخولها وعقدوا بداخل الوزارة ندوات ولقاءات فنية وفرق غنائية حتى سقط نظام الإخوان.
التعليم والثقافة هو من ينقل بنى آدم من فئة المخلوقات لدرجة الإنسان، وليتخيل كلًا منا ماذا كان يمكن أن يكون مصيره لو لم يدخل المدارس ويتعلم، ولو نظرنا للعالم المتقدم سنجد أغلب الفارق بيننا وبينهم فرق تعليم فى الأساس لأن التعليم هو الذى يصنع الفرق، هاتان الوزارتان هما المستقبل الحقيقى لمصر وعن طريقهما يمكن أن نتغلب على كثير من مشكلاتنا الحالية، وعندما أصدر طه حسين كتابه عن مستقبل الثقافة العربية كان يتكلم عن التعليم، وإذا كنا نستثمر فى البنية الأساسية لتحقيق نمو اقتصادى فإن الاستثمار المضمون هو فى الإنسان فهو البنية الأساسية لهذا الوطن، الإنفاق على التعليم والثقافة هو أفضل استثمار للمستقبل. ونحن فقراء للدرجة التى لابد فيها أن ننفق بسخاء على التعليم.