عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأنوناكي و الرماديين في عصرالمنجمين


على الرغم من أننا نعيش في القرن الواحد و العشرين و لدينا ما يكفي من علوم في مختلف المجالات و نقول أننا أصحاب حضارة و أصحاب عقول إلا أن الواقع يثبت أن حضارتنا الإنسانية الحالية في حالة من الجاهلية و التخلف تفوق ما كان عليه الناس في عصور ما قبل الحضارات . و الدليل على ذلك ما نشاهده من برامج تعطي أوقاتها و تفرد مساحات لمجموعة من المشعوذين و المجانين مسلوبي العقل و التفكير .

فنجد مثلا أحدهم يظهر في أحد البرامج الشهيرة ليتحدث عن حواره مع كائن فضائي  و نجده يجلس في بداية كل عام في جميع القنوات الفضائية ليتحدث بكل جراءة عن المستقبل و ما سيحدث في العام الجديد ، و كذلك نجد إحداهن تتجادل مع رجال الأزهر لكي تثبت أن التنجيم و ضرب الودع و قراءة الطالع من العلم الشريف الذي يجب أن نحترمه و نبجله . ثم نجد أحد رجال الإعلام الكبار يقوم باستضافة شخصية من هذه الشخصيات العجيبة لمدة عشر حلقات لكي تتحدث عن الأنوناكي و كائنات الرماديين و الأرض المجوفة وجهاز يتحكم في العقول و مشروع أفاتير .
و المشكلة أن لهذه الشخصيات جماهير تتابعهم و تتواصل معهم و تندمج و تصدق في كل ما يقولوه من أوهام و أحلام ، بل و على حسب كلامهم هناك بعض من مشاهير المجتمع يتواصلون معهم ويأخذون بكلامهم و مشورتهم . بل قد وصل الحال أن يتوقع أحدهم موت فلان و فلان على شاشات التلفاز و يتناقل المجتمع هذه الأخبار و ينتظر تحقيقها دون مراعاة لمشاعر الشخص الذي يستمع للنبوءات المخيفة التي تقال عن حياته ، فما هي يا ترى نفسية هذا الشخص المسكين الذي توقع  وفاته  هذا العراف أو ذاك ؟
إن هذه الشخصيات العجيبة يجب ألا يسمح لها بالظهور على الشاشات

حتى لا تضيع وقت المشاهدين و تحشو عقول الناس بأكوام من الوهم و الدجل . و إن من هؤلاء من يتكسب من هذا الخرف و يضحك على البسطاء من أجل الحصول على أموالهم . فأين دور الرقابة و دور رجال الدين في المجتمع ؟ أين دور علماء الأزهر في هذا التلاعب بمشاعر و عقول الناس؟
إن دور المدرسة في هذا الذي يحدث و يدور على شاشات الفضائيات هو دور كبير لكي تحافظ على عقول الصغار من هذا الخرف ، علي رجال التربية من معلمين و مشرفين و مدراء أن يسعوا بكل قوتهم كي يبصروا الأولاد بحقيقة هذه البرامج التي تريد الشهرة و المال عن طريق طرح الموضوعات العجيبة لكي تجذب أكبر عدد من المشاهدين . أعتقد أن الدور التوعوي للمدرسة سيكون أكثر فاعلية لو تم تدريس مادة عن الإعلام في المدارس بحيث يمكن للطالب التعرف على طبيعة البرامج و كيفية اختيارها و مدى مصداقيتها . لذلك أقترح على السيد وزير التربية و التعليم ضرورة تدريس وحدة دراسية في مادة الدراسات الاجتماعية بعنوان الإعلام . و بهذا نستطيع أن نحصن أبناءنا من هذا الهرج و المرج الإعلامي . عاشت مصر . عاشت أمتنا العربية .