عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليه يا سمارة؟

سأضطر علي قطع ما بدأته في هذا العمود الأسبوعي من شهادات، وذلك نتيجة للاستفزاز الشديد الذي تعرضت له بسبب بعض مسلسلات رمضان التي تذاع حاليا. ولأني لست ناقدا متخصصا فلن اتعرض بالنقد لأي من هذه المسلسلات.. إلا أنني سأتوقف فقط عند مقارنة بين مسلسلين في استخدام الأغنيات كخلفيات للأحداث التاريخية باعتباري رأست كلا من الإذاعة المصرية وجمعية المؤلفين والملحنين لسنوات طويلة تتيح لي الخبرة بالتاريخ الثابت للتراث الغنائي المصري.

 

المسلسلان هما «الشوارع الخلفية» و«سمارة» الأول احترم التاريخ والتراث.. والثاني أهدرهما تماما.. فلاحظنا في مسسل الشوارع الخلفية اهتماما وتدقيقا في اختيار أغنيات الزمن الذي تجري فيه أحداث المسلسل، وهو بداية ثلاثينيات القرن العشرين وثورة الطلبة. فوجدنا في الخلفية أغاني «قوم يا مصري» لسيد درويش و«ان كنت اسامح» لأم كلثوم و«أحب أشوفك كل يوم» لعبدالوهاب.. وهي أغاني مطابقة بالفعل لزمن الحدث.

مسلسل «سمارة» كما جاء علي لسان بطله المعلم سلطان لأم سمارة انه سيهديها نوعا من البلح لا يتذوقه إلا الملك فاروق ذاته! يحدث اذن في الفترة من 1936 إلي 1952 بلا خلاف. وإني لأعجب كيف لمؤلف كبير مثل مصطفي محرم ومخرج قدير مثل محمد النقلي ان يهتما بجوار المسلسل وأزياء الممثلين وقصات الشعر والحناطير والطرابيش التي تغطي كل الرؤوس حتي رؤوس الحوذية أو العربجية، ثم لا يهتمان ربع هذا الاهتمام بالأغنيات التي تم وضعها في خلفية الأحداث.. ويهملان تدقيق تفاصيل العمل، مع ان الشيطان يكمن في التفاصيل.. فكيف إذن والأمر هكذا نفاجأ في خلفية أحداث المسلسل بهذه الأغنيات:

1- من حبي ليك يا جاري من إنتاج بداية الخمسينيات (ماشي)

2- قوللي عملك إيه قلبي   لعبدالوهاب من إنتاج 1955 (يعني)

3- قالولي هان الود عليك لعبدالوهاب من إنتاج 1964

ثم .. وخذوا هذه الكارثة:

4- ليلة حب (ياللي عمرك ما خلفت ميعاد في عمرك) لأم كلثوم وكانت آخر أغنية غنتها في حفل هي علي المسرح عام 1972!!

أليست كارثة ألا يعود المخرج إلي أحد المتخصصين في التاريخ الموسيقي والغنائي لضبط نسبة كل أغنية إلي زمانها الحقيقي في المسلسلات بدلا من هذه الفوضي المضحكة والمبكية التي تنم عن استهزاء بالعلم والتخصص والجدية حتي في مسلسل خفيف مثل سمارة.

ان هذه الدقة المفتقدة في أعمالنا الفنية هي التي تميز الأعمال الفنية المستوردة علي إنتاجنا المحلي.. انه فارق الاتقان والتقفيل السليم أو التشطيب. إن هذه الظاهرة تسمي في النقد الأدبي أنا كرونيزم أي الخلط في الأزمنة. وأشهر من وقع في هذا الخطأ شكسبير حينما جعل حارسا في مسرحيته يوليوس قيصر يشارك زميله «كم الساعة في يدك الآن»! وطبعا لم تكن هناك ساعات يدفي عهد قيصر .. ولكني أري ان هذا الخطأ يهون أمام كم أخطاء مسلسل سمارة فنجد في الخلفية أغاني مثل ليلة حب.. وكويس انهم لم يضعوا أيضا في الخلفية أغاني ثورة 25 يناير.. كانت كملت!

[email protected]