وطن.. بين شاطئين
بين شاطئين نحيا.. بين ماء عذب وبين ملح يرفض العذوبة تمر الأيام!
الشاطئ العذب.. يرتسم في أشكال قلوبنا الطامحة إلى الحياة.. ويرسم صورة الحياة في عقولنا الرافضة بالفطرة للقلق.. الطاردة بقوة دفع ذاتية للشوائب والملوثات.
الشاطئ المالح.. ربما نتلمس ونلتمس عبيره في صيف ساخن، نتدارس ما كان منا وما يسكن فيه، لكن رماله وأحجاره وأشكاله وأمواجه ومياه بقيت بطعم الملح رغم مياه أمطار هطلت ولا تزال.. شاطئ ضد التغيير.. والعبور إلى المستقبل الذي تريده!
كنا بين شاطئين نتلمس في مياه راكدة بأعالي النيل قصة مستقبل لم يأت بعد!.. المالح بين ناظرينا تنتشر أخباره.. تتناقل الطبيعة أحواله.. مرارة في الحلق تشكو أفعاله، أما العذب، فقد كان بين أيدينا.. طوع التشكيل والتحويل والانتقال من صورة إلى أخرى بأبسط الأدوات والأشياء!
مصر التي في خاطرك لا تزال بين شاطئين.. بين عذوبة شعب وملوحة حفنة من بشر يقاومون التطور الطبيعي للوطن.. يريدونه ذكرى في كتاب.. قصة خارج الزمن!
مصر التي كانت بالأمس – ولا تزال - تحارب الإرهاب، مدعومة بقوة جيش وطني وبتلاحم البسطاء الذين لا يريدون منها ولها سوى الحياة الكريمة!
مصر التي بين يديك الآن.. أمام عينيك
مصر تغسل عقلها، فطبيعتها العذبة أكدت أنها وطن يقبل الحياة رغماً عن الأزمات المفتعلة والإرهاب الأعوج الذي رفض أن يغسل عقله إلى الأفضل!
السفينة أمامك الآن مستقرة وإن كانت على شاطئ مالح.. قرّرت الترحال إلى النيل العذب، هل أنت مستعد؟!
كن إيجابياً.. شارك وطنك غسيل العقول والبناء.. اختر الشاطئ الذي يناسبك!.. تحيا مصر.