رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المؤتمر الاقتصادي يتحرش بالفقراء أم ينتصر لهم؟!

لست من هواة التفاؤل لدرجة تعمينا عن الحقيقة وتفصلنا عن الواقع فنعيش الوهم، ولست من دعاة التشاؤم المغرض والمأجور والساعي لهدم مؤسسات الدولة والتقليل من أي انجاز يتحقق علي أرض الوطن لصالح أعداء الداخل والخارج، لذا فانني مع نظرة موضوعية للمؤتمر الاقتصادي الذي شهدته مصر خلال الأيام الأخيرة، نظرة صادقة تعترف بالايجابيات والمكاسب وأيضا ترصد المخاطر والتهديدات حتي نتحرك بثقة وثبات نحو «مصر المستقبل» ذلك الشعار الذي رفعه المشاركون في المؤتمر، وحتى نبني الوطن الذي نحلم به جميعا والذي يقوم علي أسس ديمقراطية سليمة ويعلي من دولة الدستور والقانون ويمنح جميع أبنائه حياة كريمة

بصراحة حققت مصر الدولة والنظام عدة مكاسب من هذا المؤتمر. أولها ان حجم المشاركة الدولية الواسعة والتي تخطت 80 دولة وعشرات المنظمات الدولية أعطت النظام المصري قبلة الحياة واعتراف بشرعيته من مختلف أنحاء العالم وهي لطمة قوية لجماعات العنف والتطرف بقيادة الاخوان والحلف الصهيوأمريكي في المنطقة وأذنابه تركيا وقطر، وهو مكسب سياسي لو تعلمون عظيم أخرج مصر من مخطط تقسيم المنطقة المشبوه ووضعها في أمان الي حين، ولم تتوقف المكاسب السياسية عند هذا الحد بل تأكد بما لا يدع مجالا للشك قوة وصلابة الحلف العربي الذي تكون بعد ثورة 30 يونيو والذي. يضم كلاً من مصر والسعودية والامارات والكويت والبحرين والذي حاول الاخوان ومن خلفهم الايحاء بانهياره خاصة بين القاهرة والرياض بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - لتؤكد المشاركة القوية من البلاد الأربعة وقوة وفودها وتقديم ثلاثة منها 12 مليار دولار جديدة لمصر رسالة. للجميع علي استمرار هذا التحالف المهم فدول الخليج تدرك انه بدون مصر القوية الصلبة فإن وجودها سيتعرض للخطر دائما لذا من مصلحة الطرفين الحفاظ علي الآخر.
كما أن قوة التواجد الروسي، الصيني، الايطالي، الفرنسي أثبت نجاح السياسة الخارجية المصرية خلال الفترة الأخيرة في تنويع العلاقات الخارجية وعدم الارتماء في حضن أمريكا فقط، وهو ما جعل واشنطن تعلن تمسكها بعلاقات قوية مع القاهرة، فأمريكا لا تستطيع خسارة حليف قوي ومحوري مثل مصر حتي لو كانت لا تريد له الخير، لذا فان نجاح الادارة المصرية في ترويض واشنطن شهادة نجاح تضاف للنظام الجديد وهو ما انعكس بوضوح في مشاركة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في فعاليات المؤتمر ولم تفضح نواياه الا زلة لسانه بدعوة الجميع للعمل من أجل مستقبل اسرائيل بدلا من أن يقول مصر وهو الأمر الذي أثار سخرية المشاركين لكنه عبر بصدق عن مكنون الرجل ودولته التي تريد تحويل الشرق الأوسط لجحيم من أجل عيون تل أبيب، كما أن التواجد الافريقي والآسيوي واﻷوروبي أعاد لمصر محوريتها اقليميا وعالميا.
الحقيقة أن هذا المؤتمر. يمثل قبلة الحياة للاقتصاد المصري الذي عاني من فساد كبير في عصر مبارك ومن انهيار وتراجع واضح بعد ثورة يناير وحتي الآن بسبب الاضطرابات السياسية والجماعات الارهابية وبالتالي اعلان الحكومة عن ضخ نحو 150 مليار دولار في الاقتصاد المصري نتيجة أعمال هذا المؤتمر فإنه نجاح كبير يساهم في اخراجنا من البحيرة الراكدة الي آفاق العمل والتقدم حيث يعلم الجميع ان مصر بلد واعد للاستثمار اذا حسنت الأهداف والأعمال والتعاون، لكن في المقابل هل سنكتفي بنجاح التنظيم وإقبال الشركات ومجتمعات قطاع الأعمال علي الاستثمار في مصر، هل نحن كمصريين سنكتفي بالتصفيق وأحلام اليقظة بالمليارات والارقام

الخيالية؟ وهل سيستفيد المواطن البسيط من نتائج هذا المؤتمر أو بمعني ادق هل سيتم الزواج بينه وبين 90 مليون مصري 40% منهم يعيشون تحت خط الفقر، فبدون عدالة اجتماعية وقضاء علي البطالة وتوزيع الأرباح علي الجميع فاننا سنعود الي المربع صفر، فجميعنا يذكر ان النظام المباركي وصل في آخر أيامه الي معدل نمو 8% سنويا وهو معدل جيد جدا لكن للاسف لم يكن يستفيد منه الا 5% من الشعب المصري وهم رجال الأعمال ومنتفعو النظام مما تسبب في غضب شعبي نتج عنه ثورة يناير، وبالتالي فاننا نحذر من تكرار أخطاء الماضي فنحن نريد اقتصاداً يستفيد منه الجميع، مشروعات تخدم أبناء مصر كلهم بلا استثناء، وتساهم في القضاء علي الفقر والبطالة وانهاء الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وتساعد في توفير حياة ادمية للجميع.
ورغم انني لست ممن يتخذون أحكاما متسرعة وفقا لمصالح شخصية ضيقة لكن في الوقت الذي تحدث المشاركون عن مشروعات ضخمة كالعاصمة الادارية الجديدة - والتي اعترض علي اسنادها بالأمر المباشر لاحدي الشركات - وتنمية الساحل الشمالي وغيرها فإنني لم أشاهد أحداً يتحدث عن القضاء علي العشوائيات في مصر، كما ظل الصعيد رقما منسيا في أعمال المؤتمر ولم يعلن عن مشروع واحد لتنمية الصعيد خاصة بلدي محافظة سوهاج التي تعد أقل محافظات مصر في معدلات التنمية والسؤال الي متي يظل الفقراء رقما منسيا أو مجرد اياد عاملة تبني لتأكل فقط دون ان تعيش حياة كريمة، فنحن لسنا ضد الاستثمار الوطني ومع تشجيع الاستثمار الأجنبي بما يخدم مصالح الوطن لكن نرفض ان يكون مجرد شو لنهب ثرواتنا وبالتالي أن ثقتنا في الرئيس والحكومة تستوجب علينا ان نحذر من اهمال الفقراء أو عدم تحسين أوضاعهم ومنحهم فرص للعمل والترقي والنجاح، فان المؤتمر الاقتصادي لا يجب أن يتحرش بهم أو يسلبهم حقوقهم.. ولابد ان يكون النجاح للجميع فالفقر العدو الأول للوطن ولا تنمية حقيقية دون القضاء عليه، وحسنا ما أعلنه الرئيس السيسي بقوله «تحيا مصر .. مش أي حد تاني» ردا علي من قالوا «يحيا السيسي» فهي رسالة قوية لو تعلمون من رجل يرفض النفاق فبحياة مصر يعيش الجميع بلا استثناء وليس فئة واحدة وهو ما نريده.

[email protected]