عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العبور من التنافسية الفردية إلى العمل الجمعي

إن من السلوكيات الخاطئة التي تسبب فشل المؤسسات في عالمنا العربي هو العمل في إطار فردي تنافسي بين العاملين في الشركات و المؤسسات مما يخلق مشاعر سلبية  مثل  الكراهية و العداء و البغض و الغيرة تؤثر على نجاح المؤسسة و تضيع الكثير من الفرص على الدولة . فمعظم مدراء الأقسام و المشرفين  غالبا ما يكونوا هم سبب البيروقراطية التي تعاني منها البلاد ، لأنهم بكل بساطة يقفون حجر عثرة أمام المبدعين و المفكرين من الشباب العاملين في إدارتهم لأنهم يخشون أن يبدع أحدهم  فيخطف منهم منصبهم.

  و لهذا  نجد  أن نظم العمل في معظم المؤسسات لا يمكن أن تتطور نتيجة انشغال كل موظف بالتفكير في إفشال عمل زميله أو بالتفكير في أن يحقق نجاحا  يتفوق به على زملائه بل و ربما يرشح المشرف مساعدا فاشلا لهحتى يظل دائما متميزا عليه  دون النظر إلى مخاطر ذلك على المؤسسة و استمرارية نجاحها .
إن الحضارة الغربية فطنت لعيوب هذا النوع من الإدارة التنافسية الفردية المتصارعة و عملت على أن يتخلص المجتمع من عيوبها بشكل تام و ذلك عن طريق غرس قيمة التعاون في نفوس الطلاب الصغار . إن التعاون و العمل في إطار جمعي يعد واحدا من أهم الأسس التي وضعها خبراء التعليم في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية . و قد أسهم غرس هذه القيمة في نفوس أبناء الشعب في تقدم و ازدهار اليابان ووضعها في مصاف الدول العظمى في أقل من ثلاثين عاما من تدمير هيروشيما و

نجازاكي بالقنبلة النووية .
و يتلخص التعلم التعاوني في أن يدرس الطلاب  في الفصل داخل مجموعات متعاونة يكون كل فرد فيها مسئول عن نجاح المجموعة و تعليم أفرادها ، فيقوم الطلاب بالتعاون في حل الواجبات و في عمل الأنشطة و في التحصيل و فهم الدروس، و يتعامل المعلم مع كل مجموعة و كأنها كيان واحد و يكون التنافس بين الأفراد هنا لإنجاح المجموعة و ينسب النجاح في النهاية للجميع و ليس للفرد .
إن مدارسنا في حاجة شديدة لكي تتبنى هذه الاستراتيجية مع الطلاب داخل الفصول لكي تخرج جيل جديد متعاون محب لبلاده و عاشق لوطنه . إن المناهج الحديثة تعتمد كل الاعتماد على طريقة التعلم التعاوني و لكن ما ينقصنا هو متابعة تطبيق هذه الاستراتيجية داخل الفصول و التدريب عليها بشكل صحيح و فعال . إن التحدي الحقيقي أمام تقدم البلاد هو العبور من العمل في إطار فردي تنافسي متصارع إلى إطار جمعي متعاون . عاشت مصر الحبيبة ، عاشت أمتنا العربية .