عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التليفزيون المصري بين الريادة و الإبادة !!

عشنا لسنوات طويلة في حالة فشخرة مستمرة بريادة الإعلام المصري و طنطنة دائمة بتليفزيونه الحصري و ترعرعنا علي ان (مافيش اجمل من كده ) حتى لو كانت المذيعة تسمين مزارع تجلس في دلال داخل استديو معتم أشبه بديكور الترب  ..

أدمنا لعمر طويل نوادر مذيعات الربط و نفاق مذيعي العك  و أصيبت عقولنا بتخلف مزمن من مئات البرامج الأقرب لحصص التربية القومية او التربية الخداعية في حب فخامة الرئيس .. فمنذ البث الأول للتليفزيون المصري في 21 يوليو 1960 و حتى 11 فبراير 2011 و هو يخدم ما أطلق عليه استراتيجيات الدولة  سواء كانت تقدمية او تعسفية او (شوية حرامية ).. هو المداح الأول في حسن و جمال و شجاعة و إيمان الرئيس ولم يتغير سلوك هذا الجهاز العجيب علي اختلاف الرؤساء الذين حكمونا او القيادات التي حكموه فكان دائما يلعب دور (الهتيف) و المروج الأول لسلوك (خد علي دماغك و اشكر أسيادك ) بداية بالاتحاد الاشتراكي و مرورا بالانفتاح وانتهاء بالحزب (الواطي) .. لم تخل رحلته معنا من بعض النزوات الاعتراضية في السنوات الأخيرة  الا اننا اكتشفنا انها نزوات مدروسة واعتراضات محبوكة لحساب أشخاص وبعيدة كل البعد عن سيده الفرعون العظيم و اولاده الفراعين الصغيرة وحارس المعبد زكريا عزمي والست ام عيلاء  .. ظل لواحد وخمسين عاما يبث في عقولنا سحره الأسود الذي أعمى بصرنا و بصيرتنا جعلنا مثل المساخيط التي لا تعرف لنفسها طريقا الا بإشارة من الرئيس (أي رئيس ) حتى ان البعض كان يتساءل ماذا تفعل مصر بعد مبارك .. فالكثير منا تصور ان مصر مبارك كما كانوا يذيعون علينا كل يوم و يتغنون ( علشان الشعب يعيش مبسوط الريس حالف مش هيموت ) وصدق غناؤهم لأنه اتحبس ولم يمت  والشعب فعلا مبسوط .. الا قلة مازالت تعاني من بقايا سحره الأسود الذي جعل الناس تقدس دراكولا بلا أي تأنيب للضمير .. المهم في كل ذلك ان الجهاز العتيق مضطرب الان وتائه متخبط و تغمره الوساوس  فلقد تعود علي وجود رئيس ليخدمه فلما أطلق سراحه بقرار مفاجئ اخذ يبحث كاليتيم عن سيد له.. لقد خلق للمديح فلمن المدح اليوم .. الجهاز مرتبك بين المجلس العسكري ومجلس الوزراء والثوار والجماعات الإسلامية والسلفيين والعلمانيين فمن سيكون سيده .. ورغم انه مال واستمال لفخامة المجلس العسكري ولهيبة مجلس الوزراء وكثافة الجماعات الإسلامية.. الا أنهم جميعا لا يملكون الخبرة والقدرة علي الصرف عليه و إشباع قنواته الشرهة .. فالتليفزيون المصري يعمل الان علي حساب الشعب ( علي قفا الغلابة

) بلا ادني حد من الإعلانات والبرامج الدعائية  خاصة ان اصحاب الحملات الإعلانية ومموليه من رجال الأعمال دخل أكبرهم في السجون واختبأ الباقون  في الجحور وأصبحت المادة الإعلامية خالية من أي موارد مالية  .. حتي ان انجح المسلسلات الرمضانية تعرض الان في التليفزيون المصري بلا فواصل و لا إعلانات ولا راعي رسمية ( للهجس الوطني ) بل ندفع تكاليف هذا الجهاز المديح من ضرائبنا وميزانية الدولة المخرومة بالإضافة الي  ديونه التي تعدت 12 مليار جنيه .. فإذا كنا بصدد إصلاح حقيقي علي المستوى السياسي او الاقتصادي فعلينا ان نجعله يعتمد علي نفسه وان نتخلص من أعبائه المدحية والمالية .. لان المفترض ان الرئيس القادم لا يحتاج الي مداح او ساحر وان إستراتيجية الدولة اصبحت تنبع من الشعب ولا تأتي مبهمة من الحكومة .. فلنكتف بالقناة الأولي والثانية والفضائية المصرية لعلهم يأتون بما يغذيهم من إعلانات ولنحاول ان نصنع اعلاما جادا و محايدا وملتزماً بعيدا عن التقليد التافه لكل ما يذاع في الفضائيات العالمية او حتى الخاصة والاهم من كل ذلك ان يكف عن المديح و التهتيف و التزييف .. و لنحاول ان نطور قناة إخبارية حقيقية لعلنا نصل الي ربع ما وصل اليه الآخرون اما الكوميديا و الأسرة و الثقافة والدراما وما شابه فلا فائدة منها, لان بعض القنوات تبث الان بلا إعلان واحد شهريا و هذا في علم اقتصاديات الدول جريمة لا تغتفر فكيف ننفق اموال الدولة علي المسلسلات الهبلة و البرامج التافهة بدلا من العلاج او التعليم او حتى الصرف الصحي و في النهاية لا احد يتفرج عليه و لا احد يثق فيه فلماذا نصرف عليه المليارات حتى الآن ؟