رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجامعات داخلة الجُب.. ومعها ما معها

مقترحات السادة وزراء التعليم العالى.. يا قلبى لا تحزن، واحد داخل وواحد خارج، مرعوشين. هفتانين، مهزوزين، والضحية الجامعة والأخلاق والتعليم والبلد.. اطلعت على مقترحات اختيار القيادات الجامعية التى شربوا حاجة صفرا أو وضعوا فى غرف التعذيب ليخرجوا بها، صدمت ان يكون فى مصر من لم يحاول ان يتعرف على العالم المتقدم، لم يجتهد جهداً يسيراً ليرى أو يسأل كيف يتم اختيار القيادات الجامعية فيها،

مصر داخلة على مصيبة طالما ان الفوضى وتصفية الحسابات والانتقام حتى من الذات هو المسيطر بعد ان استبشرنا بسقوط نظام أذل شعبه، إذا بنا مسحوبون من قفانا الى نظام سيجرنا الى الفوضى والتخوين والتشهير، العيب على السادة الوزراء طبعاً وعلى من يرون أنهم متحدثون عن أعضاء هيئات التدريس، من الواضح أن الوزراء غلابة لدرجة تطاول أحد أعضاء هيئات التدريس على الوزير السابق علناً فى إحدى الفضائيات، أما من يتحدثون عنا رغماً عنا فلا يخرج همهم عن فرض مايريدون ولو كان فاقد المنطق وسلوكيات واجبة، إنهم علماء أجلاء ثوريون سدوا أعينهم وأقفلوا آذانهم عن العالم المتقدم علمياً، عمداً ومع كل الإصرار والترصد.

المقترحات الموصومة تقوم على انتخاب رؤساء الأقسام العلمية من خلال كل أعضاء هيئات التدريس بالقسم وإضافة نسبة «10٪» من عددهم للمدرسين المساعدين والمعيدين!! كيف ينتخب طالب أستاذه؟! كيف يحاسب رئيس القسم إذن من يتاجر فى الكتب ويمتهن الدروس الخصوصية؟! كيف يرفع عينه فيمن يتغيب عن العمل؟! كيف يمكن احترام أستاذ يلهث وراء أصوات تجلسه كسيراً خانعاً مطأطئاً رأسه على كرسى صورى؟! كيف يتمكن أستاذ من ترقية مدرس أوأستاذ مساعد وهويتسول كرسياً؟! هل وضعت هذه المقترحات بمعرفة تجار الدروس الخصوصية والكتب المنتسبين لأعضاء هيئات التدريس؟! ألا يحق للمجتمع الجامعى معرفة تاريخ كل من وضع هذه المقترحات الكارثية  دراسياً وسلوكياً ووظيفياً وأكيد نفسياً.

أما على مستوى العمادة، فمن المقترحات انتخاب العميد بمعرفة كل أعضاء هيئة التدريس بالكلية، وتضاف نسبة «10٪» من عددهم للمدرسين المساعدين والمعيدين، نفس المصيبة!! أضف اليها أن من يعين عميداً يجب ألا يحصل على أقل من «10٪» من الأصوات!! يا حلاوة عميد منتخب يرفضه «90٪» من أعضاء هيئة التدريس!! احنا فين؟! هل ترفع هذه المقترحات لمجرد فرض الرأى؟! هل الجامعات أندية اجتماعية أونفايات مهنية؟!

مع الأسف ان الجامعات فى حالة توهان، هناك من أساتذة الجامعات من أصبحوا ثوريين على كبر،

بعد أن شاخوا، بعد أن حصلوا على الأستاذية واطمأنوا على الترقية، بعد أن تيقنوا أن الثورية مهنة رائجة، بعد بردت نفوسهم وتأكدوا أنهم لا يضحون كما لم يضحوا، هناك منهم من تصوروا ان الثورة فوضى وانتقام وتصفية حسابات، خاصة مع الأكبر، مقترحات كتلك ما وراءها إلا ضياع الاحترام فى الجامعة، انعدام الانضباط الوظيفى والسلوكى، تدمير الجامعة تدمير لوطن بأكمله، طبعاً مش مهم.

حالة الفوضى والأنانية تلك، تذكرنى بواقعة تؤكد على نمط التفكير السائد فى طلب ما لا يطلب فوجئت برسالة الكترونية غاضبة من مصرى مقيم بالخارج ويعمل بجامعة متواضعة، كان غاضباً حانقاً لماذا يرفض له بحث فى مؤتمر أتولى تنظيمه، كيف ان الثلاثة محكمين لم يفهموا ما أبدع وافتكس، وان مصر هى لم تتغير بعد «25 يناير»، وأنه لا يصح ان أترأس هذا المؤتمر!! طبعاً فهو مصرى مقيم بالخارج ونحن بالداخل أقل منه فهماً وعلماً ومعرفة، هذا الشخص لم يجاوز الأربعين، واثنان ممن حكموا ما افتكس غير مصريين،لكن يبدو من ساعة الجيل الفاشل التى أطلقها أحد المصريين المقيمين بالخارج استظرافاً واستلطافاً واستخفافاً تأكد اننا ملطشة لمن يهبطون على البلد بالبراشوت!! وللأسف لمن بالداخل ويتصورون ان الثورة حكر عليهم الجامعات داخله للظلمات لتحت، والثوريون بالانتساب وضعوا الجامعات على أجندتهم يعنى لابد من تسييرها على هواهم ولو كان تدميرها هو الثمن، بالعربى كده.

الحمد لله أننى لم أنافق ولم أتبدل ولم أتغير وكتاباتى موجودة متاحة بالعشرات، وشكرى لكل صفحة اتسعت لها وأسفى على من تلوثوا وقصروا صفحاتهم على ما يظهرهم ثوريين مناضلين، بالأونطة.