رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماتزرعه الرياح تحصده العواصف

الأيام التي لها التاريخ أقل من القليل، ومن بينها أخص بالذكر يوم السادس من اغسطس لسنة 1945 ففي ذلك اليوم حالك السواد، ألقت طائرة حربية امريكية «اينولاجي» دون سابق انذار قنبلة على مدينة هيروشيما باليابان ولم تكن القنبلة كغيرها من القنابل المستعملة طوال اعوام الحرب العالمية الثانية كانت قنبلة من نوع جديد اطلق عليه اسم القنبلة الذرية.

 

ومما حدث لهيروشيما أول مدينة تنكب بإلقاء القنبلة الذرية عليها، وما حدث لمدينة يابانية اخري «نجازاكي» ألقيت عليها قنبة ذرية بعد ثلاثة أيام من القاء القنبلة الاولي اصيب العالم المتحضر بحالة فزع من ذلك النوع من أسلحة الدمار الشامل، مايزال يعاني منها حتي يومنا هذا، فما الذي حدث لهيروشيما، ومن بعدها نجازاكي؟

قدر عدد الذين قتلوا بفعل القنبلة اثر انفجارها بمائة الف في هيروشيما وحدها، وفي دائرة قطرها ميلين، تحول كل شىء الى أنقاض، وزوار متحف المدنية المنكوبة، رأوا جلوداً اصبحت احجاراً وشعوراً سقطت من على رأس النساء وصور نمل ودود يخرج من بطن الأرض وصور اطفال كانوا في بطون امهاتهم ونزلوا عميانا.

وعن محنة هيروشيما، أبدع رائد الموجة الجديدة «آلان رينيه» اول فيلم روائى طويل له «هيروشيما.. حبيبي» المأخوذ عن سيناريو من تأليف الكاتبة الفرنسية «مارجريت دورا».

ولقد عرض الفيلم في مهرجان كان «1959» ولكن خارج المسابقة الرسمية، رغم أنه درة سينمائية، يندر ان يجود بمثلها الزمان، وذلك مجاملة للدوائر الحاكمة في الولايات المتحدة التي كان يزعجها أي انتقاد لاستعمالها القنبلة الذرية دون داع لأن اليابان وقتها، كانت على وشك الاستسلام.

هذا عن انتهاء الحرب العالمية في الشرق الاقصى بختام فاجع.. استعمال سلاح ذري يهدد الانسانية بالفناء، أما عن تلك الحرب، وكيف بدأت؟ فالتاريخ يقول لنا انها بدأت قبل سبعين عاماً وتحديداً في السابع من ديسمبر لسنة 1941 بهجوم غادر، وقبل اعلان اليابان الحرب رسمياً على الولايات المتحدة ببضع ساعات شنته القوات الجوية على ميناء «بيرل هاربر» بجزر هاواي.

وكان من نتيجة ذلك العدوان المفاجئ غرق معظم قطع الاسطول الامريكي الراسية في ذلك الميناء او تعطيلها عن العمل لزمن طويل، فضلاً عن تدمير 261 طائرة ومعظمها دمر وهي على الارض لا تزال.

وعن هذه الكارثة الكبرى في تاريخ الولايات المتحدة تدور احداث فيلم «تورا.. تورا.. تورا» 1970 ووقت انتاجه كان اكثر تكلفة من اي فيلم امريكي اخر في تاريخ هوليوود، اذ انفق على انتاجه والدعاية له حوالي خمسة وعشرون مليون دولار، وهو وحيد نوعه بين افلام مصنع الاحلام في ذلك الزمان، نصفه متكلم بالإنجليزية والنصف الآخر باليابانية كما يغلب عليه الطابع الوثائقي.

هذا ويتقاسم بطولته ممثلون امريكيون ويابانون كما يتقاسم اخراجه مع المخرج الامريكي ريتشارد فلايشر نفر من اليابانيين والفيلم يعرض في نصفه الامريكي للاهمال واللامبالاة اللذين اديا الى كارثة بيرل هاربور، في نهاية المطاف اما في نصفه الآخر اي الياباني فيعرض للتفاني والدقة في الإعداد والتدبير على نحو كان لابد أن يؤدي الى نجاح خطة الهجوم الياباني نجاحاً منقطع النظير.

ومع ذلك فعندما جاء الادميرال «ياماموتو» خبر نجاح خطة الهجوم علق قائلا رغم انه واضعها «لقد ايقظنا المارد الامريكي» ولم تمض سوى أربعة اعوام على مقولته هذه الا وكانت اليابان مهزومة مستسلمة تحتلها قوات امريكية يفرض قائدها الجنرال «ماك آرثر» على الميكادو «الامبراطور» دستوراً للبلاد!!