رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لمبة جاز ولا غاز إسرائيل


كانت زيارة الرئيس بوتين لمصر ناجحة بكل المعايير وخاصة في هذه الأيام التي تتوالي علينا فيها المحزنات المبُكيات التي أسالت الدموع غزيرة علي ضحايانا في مذبحة العريش وحادثة مباراة الزمالك، ثم انفتحت أمامنا طاقة من التفاؤل بعد توقيع الاتفاقيات الثنائية بين مصر وروسيا الاتحادية لإقامة المحطة النووية بالضبعة لتوليد الكهرباء وكذا تزويدنا بالغاز وإقامة المنطقة الصناعية الروسية في شمال عتامة علي محور قناة السويس، وتعزيز التعاون في مجال السياحة الروسية الوافدة لمصر..

أما المحطة النووية المقرر إقامتها بالضبعة لتوليد الكهرباء فقد كنا نحتاج إليها حاجة ماسة لتعويض مصر عن إلغاء مشروع السادات بتوليد الكهرباء من منخفض القطارة الذي اتضحت خطورته البالغة بعد أن كشفت الأقمار الصناعية عن وجود فالق أرض خطير يثير الزلازل المدمرة فضلا عن تسرب المياه المالحة من قاع المنخفض إلي المياه الجوفية وزيادة ملوحتها بما يهدد الزراعة حتي منتصف الدلتا. وقد استجاب الرئيس مبارك لنتائج المؤتمر العلمي الكبير الذي انعقد في نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة المنصورة وكشف عن أخطار تنفيذ مشروع منخفض القطارة الذي كان يتمسك به وزير الكهرباء الدكتور ماهر أباظة بحجة أزمات نقص البترول في مصر.. وها هو رئيس جمهورية مصر يحصل علي موافقة روسيا الاتحادية لإقامة محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء دون حاجة إلي البترول الذي نعاني من عجزه الشديد هذه الأيام.
- ومع نجدتنا بالطاقة النووية النظيفة لسد حاجتنا من الكهرباء، فقد كنا نحتاج أيضا للمزيد من الغاز الذي أصابنا النقص فيه بأزمات قطع الكهرباء عن البيوت والمصانع لدرجة دفعت البعض من المسئولين للمناداة باستيراد الغاز الإسرائيلي الذي فجرته أمريكا من قاع البحر الأبيض في المسافة بين إسرائيل وجزيرة قبرص وانقلبت الآية من تصدير مصر للغاز من سيناء إلي إسرائيل مجبرة غير منحازة بعد إبرام معاهدة السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من كل سيناء بثمن غال جداً تمثل في تجريد مناطق حدودنا معها من القوات المسلحة المصرية مما أفسح المجال لتسرب الإرهابيين مصدر إزعاجنا هذه الأيام، فضلا عن إلزام مصر بتوصيل أنابيب الغاز من سيناء إلي إسرائيل.. ثم قلبت أمريكا ميزان القوي بيننا وبين إسرائيل في مجال استخراج الغاز الذي أصبح متوفراً عندها بزيادة كبيرة للتصدير إلي مصر وغيرها.. وقتها.. ياللعار.. أيدور بنا الزمان حتي نضيء بيوتنا وندير مصانعنا بغاز إسرائيل؟؟!!
- وحمدنا ربنا سبحانه وتعالي بنجاح الدبلوماسية المصرية في تطوير علاقتنا بروسيا الاتحادية سواء بزيارة الرئيس السيسي لها أو بزيارة الرئيس الروسي بوتين وما صحب تلك الزيارة من نتائج طيبة في سد عجزنا من الغاز، إذ تعهدت روسيا بتزويد مصر بما تحتاجه منه لخمس سنوات قادمة إلي أن يفتح الله علي مصر باكتشاف آبار جديدة للغاز من بحرها الأبيض وبحرها الأحمر وصحاريها الشاسعة في طول مصر

وعرضها والتي ركنت بمكوناتها إلي الكسل والخمول في تفجير آبار البترول والغاز التي تفجرت أمثالها مع الجار السعودي ومع الجار الليبي.. وثارت علامات الاستفهام.. كيف يتفجر البترول والغاز بكثافة هائلة شرق أرض مصر وغربها ويعاند ويقطاع مصر في وسطها؟؟
- وحسناً فعل رئيس مصر في تقوية علاقاتنا مع روسيا الاتحادية سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وفي مجال السياحة التي تحتاج فعلا إلي تنشيطها بعد الركود الطويل الذي أصاب العاملين بها بخسارة فادحة.
- وقد لا يفهم البعض سبب رفضنا المطلق للغاز الإسرائيلي إذا كان ممن لم يعاصروا معاناتنا من إسرائيل عند نشأتها غصبا عام 1948 وهزيمة كل الجيوش العربية أمامها بفضل الدعم الغربي اللامحدود سياسيا وعسكريا حتي ذقنا مرارة الهزيمة ثم تجرعنا المزيد بعدوانها علينا عام 1956 واستنزافنا في يونيو 1967 عندما انهزمنا أمامها واحتلالها لأرض سيناء كلها فضلا عن القدس والضفة الغربية ومرتفعات الجولان السورية إلي ان نفخ الله في صورتنا بانتصارنا عليها في 6 أكتوبر 1973 والتي لم يدم فخرنا بها عندما فاجأنا السادات بالذهاب إليها منفرداً عام 1977 ثم بإبرام اتفاق كامب ديفيد عام 1978 وتلاها بإبرام المعاهدة المسماة معاهدة السلام عام 1979 وأراد ان يفرض علينا تطبيع العلاقات معها وهو ما رفضناه رفضاً مطلقاً بقرارات المؤتمر العام لنوادي أعضاء هيئة التدريس في الجامعات المصرية، مما جعله ينتقم منا بالفصل من الجامعة في 3 سبتمبر 1981 ولكنه لم يستطع ان ينتزع منا روح رفض التطبيع مع إسرائيل العدوانية علي أمتنا العربية والإسلامية.
- إلي أن فاجأتنا الأنباء منذ شهر بمفاوضات لمد خط أنابيب للغاز من البئر الإسرائيلي في مياه البحر الأبيض إلي دمياط لتزويد مصر بالغاز الذي ينقصها مما أصابنا بالاكتئاب الشديد من خيبتنا الكبري التي جعلتنا نمد أيدينا لتسول الغاز الإسرائيلي وقلنا وقتها ما كتبناه في عنوان هذا المقال.