رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بناء الثقة .. ودفع التنمية

إذا كان لنا أن نخرج من الحالة المتأخرة التي نحن بصددها فإن ذلك لا يمكن أن يتم سوى ببناء الثقة على كافة المستويات في الدولة وهو الأمر الذي يؤكد عليه كافة قادة الإدارة في العالم والخبراء بما يتطلب بذل مزيد من الجهد لتحقيق هذه المهمة الصعبة.

وفي ذلك أشير إلى ما أكد عليه نخبة من القادة السياسيين وخبراء السياسة ، أن العالم بحاجة ماسة إلى إعادة بناء الثقة في القادة، وفي أنظمة الحوكمة،  وبين الدول، إذا كان المجتمع الدولي يرغب بتشكيل نماذج جديدة واعتماد نهج تعاوني لمواجهة التحديات العالمية. فقد اختبرت الأزمة الاقتصادية العالمية والاضطرابات المالية في أوروبا العلاقات بين الدول وثقة المواطنين في حكوماتهم.
وفي ذلك يقول روبن نبلت، مدير شاتام هاوس في المملكة المتحدة: « أرى انهياراً حقيقياً للشعور بالثقة بين الدول. إننا بحاجة للتركيز بشكل أكبر على بناء الثقة بين المجتمعات بدلاً من تأسيس أي هياكل جديدة للتعاون العالمي. وقد أتردد في القول بأن علينا أن نهمل جميع المؤسسات». بدوره وافق بيل ريتشاردسون الثالث، رئيس مجموعة الاستراتيجيات السياسية العالمية في شركة أبكو العالمية على هذا التوجه مضيفاً بقوله: « إن بناء التحالفات بين المؤسسات الحالية الراغبة والساعية إلى ذلك هو النموذج الذي يجب اتباعه.
فبدون الثقة، سيكون التعاون الفعال لمعالجة المشاكل العالمية مستحيلاً في وقت نشهد فيه حاجة ماسة للتعاون. وفي هذا الإطار، تقول لينا موهوهلو، محافظ ورئيس مجلس إدارة بنك بوتسوانا: «إن التنسيق والترابط بين الأسواق يعد أمراً بالغ الأهمية». وأما لانا نسيبة، الوزير المفوض ومدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة فتقول «يجب أن يكون التعاون والتنسيق المعيار الجديد الذي يعتمده الجميع».
ولكن إعادة بناء الثقة في القادة وبين الدول وبين القادة والشعوب  تعتمد على تحسين جودة وكفاءة أنظمة الحوكمة الوطنية. وأوضح هي يافي، السفير والممثل الدائم للصين لدى للأمم المتحدة ومنظمات دولية في جنيف: «السياسيون بحاجة لحشد الشجاعة الكافية للتغلب على التوجهات قصيرة المدى، والعمل على اتخاذ تدابير طويلة الأجل لتحقيق إصلاحات هيكلية. نحن بحاجة اليوم للعمل وليس التردد، للجرأة وليس الجبن. وأشارت موهوهلو إلى أن العامل

الرئيس في بناء الثقة هو الشفافية. «ينبغي أن يكون الجمهور مدركاً لما يجري، ويجب أن يفهم الناس العواقب الكاملة لقرارات الحكومة كذلك“ ينبغي أن يشارك الشباب على وجه الخصوص في صنع القرار، فالشباب بحاجة إلى أن يكونوا أصحاب القرار بشأن مستقبلهم، وكذلك اشار كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي بالقول: تمثل عملية بناء ركيزة أساسية للابتعاد عن نهج التفكير التقليدي». وأضاف مهنئاً أعضاء شبكة مجالس الأجندة العالمية على نجاح أعمال القمة: « لقد أتينا إلى هنا مترابطين في عالمنا الصغير، والآن بات بإمكاننا أن نرى نموذجاً لعالم الغد مع كل تحديات.
فبالنسبة لمصر فيعتبر بناء الثقة بين الحاكم والمحكوم من اهم العوامل التي  تشجع أي مستثمر سواء كان مصريا او عربيا أو أجنبياً في المضي قدما في اتخاذ قرار بالاستثمار ولن يتم ذلك من خلال الشعارات والمؤتمرات التي تدعو الى الاستثمار ولكن من خلال منظومة متكاملة يشعر فيها المواطن والمستثمر بأن الاقوال تترجم الى افعال - حيث تدعو هذه المؤتمرات التي تعقد منذ العديد من السنوات  الى الاستثمار ثم يعود المشاركون الى المربع الاول حيث يصدمون بالإجراءات والعوائق والبيروقراطية.
واخيرا  لو حدث أي خلاف او نزاع  يستطيع  المستثمر ان يلجأ الى القضاء للفصل فيه وذلك في اقصر وقت ممكن وهذا يتطلب تطوير المنظومة القانونية التي تحدد العلاقة بين الفرد والفرد كذلك العلاقة بين الفرد والدولة.
  مستشار بالمنظمة العربية للتنمية الإدارية