رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التوك شو النازى!!

كنت أعتقد أن الكلام بعد ثورة 25 يناير، سيختلف عنه فيما قبلها.. فقد كنا نضحك كثيراً وطويلاً، على تصريحات ساسة ومسئولين كبار.. وكانت كلماتهم تفجر السخرية بأكثر من النكتة فى ذاك الزمان.. للحد الذى كان يجعلنا نتندر بالقول: «سمعت آخر واقعة»!!.. وبعد ان نرويها نستلقى على قفانا من الضحك..

لكننى قرأت عجباً مؤخراً على لسان الدكتور «وسام عبدالوارث» رئيس قناة «الحكمة» ومقدم برنامج «مصر الحرة».. أول توك شو إسلامى بعد الثورة ـ لاحظ ان البرامج التليفزيونية أصحبت تتلون بحيث يكون بعضها شرعياً والبعض الآخر يحق فيه الرجم بالإلحاد أو الفكر.. الى آخر قائمة قذائف من جعلوا من أنفسهم ـ وهم قلة ـ المسلمين فى مصر فقط.. وغيرهم لا يستحق أن يكون مسلماً.

أعود الى تصريحات رجل قناة «الحكمة» فهو يقول إنه أجرى سلسلة حوارات مع مرشحى الرئاسة المحتملين.. وعلق على حواره مع المستشار «هشام البسطاويسى» بأن المشاهدين اعترضوا عليه.. ثم أضاف انه يجد صعوبة فى استضافة «حمدين صباحى» بسبب جمهور القناة.. أى ان القنوات التى تزعم أنها إسلامية تعمل بمنطق «الجمهور عايز كده».. أى انهم بلغة السينمائيين يقدمون ما يريده «شباك التذاكر»!!.

عشنا وشفنا «توك شو» إسلامى.. وقد نرى ما هو أعجب من ذلك فنسمع عن خطوة إسلامية أو نظرة إسلامية أو أداء حركى إسلامى أو نبرة صوت إسلامية.. الى آخر ما ابتدعه أولئك الذين يرون الدنيا فى فسطاطين.. فسطاط للكفر.. وفسطاط للإسلام.. ثم يدعون انهم يحترمون إرادة الشعب ويزعمون انهم يسعون الى ترسيخ الديمقراطية واحترام قواعد لعبتها.. الحقيقة المؤكدة اننا نلعب مع مجموعة من الأحزاب «فقستها» جماعة الإخوان المسلمين ـ بينها السلفى والوسطى والجماعة الإسلامية ـ وكل هذه الأحزاب تسعى لأن تكون لها قناة تليفزيونية لتقدم برامج إسلامية.

لا غبار على حرية أى تيار سياسى فى أن يمارس حقه ديمقراطياً.. لكنه ليس من الديمقراطية على الإطلاق ذبح من لا ينتمى الى التيارات الإسلامية بأنه غير إسلامى.. فلو افترضنا ان التيارات الاسلامية تملك «20» مليون مواطن ـ جدلاً مبالغاً فيه ـ فهذا معناه ان اكثر من ثلاثة ارباع الشعب المصرى خارج هذه التيارات.. وذلك يضعهم في خانة المشتبه فى دينهم وعقيدتهم.. وتلك جريمة يرتكبها كل من لا يعتقد فى اسلام غير المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين والأحزاب التى «فقستها»!!

من هنا اختصر لأذهب الى صلب الموضوع.. فنحن ـ كافة التيارات السياسية ـ نستخدم القنوات التليفزيونية والصحف أسوأ وأبشع استخدام ممكن.. فهذه القنوات «المدهونة» بالليبرالية والعلمانية، تبالغ فى نفاق الأحزاب التى «فقستها» جماعة «الإخوان المسلمين».. وتقدم بصورة غير واجبة فلول النظام الساقط.. بينما لا تجهد نفسها فى تقديم الذين جار عليهم زمن الرئيس المخلوع مع عصابته الحاكمة.. وعلى الجانب الآخر نجد ان القنوات الإسلامية ـ حسب تعبير رموز هذا التيار ـ تمارس التجريد والتطهير فلا تقدم غير المنتمين لتيارهم الإسلامى... والسبب خوفهم من عدم اقبال الجمهور.. وهذه المعادلة فيها ماهو ايجابى لأن وسائل الإعلام «المدهونة» علمانية وليبرالية تكشف رموز التيار الاسلامى يوماً بعد يوم ـ بتوريطهم فى كلام ينكرونه فيما بعد ـ لكن السلبى انها تعطيهم مساحات غير عادية للتأثير على الرأى العام.. الى جانب استخدامهم للمساجد في جميع أرجاء الوطن.. وعلى الجانب الآخر فغير الاسلاميين يخسرون بعدم ظهورهم على الشاشات الاسلامية، لأنهم يبعدون عن مخاطبة المؤمنين بالطاعة العمياء.. لكنهم يكسبون عندما يتأكد الرأى العام ان الاحزاب والقنوات الاسلاية لا تحب ان تسمع غير صوتها وأصوات مؤيديها.

تلك الحالة تجعلنى أقول أن «جوبلز» وزير الدعاية النازى.. لو كان قد امتلك قنوات فضائية وبرامج «توك شو».. ربما تغير وجه الدنيا.. فسلاح «التوك شو النازى» كان سيمارس الكذب غير المشروع حتى يصدقه الناس وفق منهجه..لكن الحظ والتكنولوجيا لم تسعفه.. لذلك أعتقنا الله من أن تسود النازية.. وندعوه ألا تكون برامج «التوك شو» بما تروجه من أكاذيب هى طريقنا الى التهلكة!!

[email protected]