رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحــــرب

هى حرب فرضت علينا ولم نسع إليها، نعم مصر فى حرب ضد الإرهاب وضد الجماعات الإرهابية وللحرب قوانينها وظروفها ومقتضياتها، هى حرب مختلفة عن الحروب التقليدية بين الجيوش بل هى حرب عصابات بيننا كشعب مصر وجيشه وشرطته ضد العصابات الإرهابية، لا تستهدف هذه العصابات الجيش والشرطة فقط ولكن تستهدف الدولة المصرية والمصريون جميعاً دون تمييز ودون استثناء .

إذن فرض علينا القتال دفاعاً عن أنفسنا وأولادنا وأسرنا وبلادنا وحياتنا ومستقبلنا بل وأمن واستقرار المنطقة ولا أبالغ إذا قلت نحن ندافع عن أمن وسلام شعوب العالم حتى وإن كانت حكومات كثير من الدول لا تعى أن الإرهاب سوف يطال بلادهم وشعوبهم .
هذا وقت الاصطفاف الوطنى ومهما كانت مواقف البعض من الحكومة أو الرئيس أو الأحزاب أو أى شىء آخر، ولكن مصر هى التى على المحك وليس فردا أو قيادة، ولن نقبل أى فذلكة سياسية أو مهاترات. هذا وقت تمتحن فيه الشعوب فإما أن نكون أو لا نكون، وقد نختلف حول طريقة محاربة الإرهاب ولكن غير مقبول أن نختلف على الهدف وهو محاربة الإرهاب، هذا وقت الحرية فى الاجتهاد لنصرة مصر ونحتاج كل جهد وعقل وعمل فى وسائل محاربة الإرهاب، ولكل منا دوره فى الحفاظ على الدولة، ولابد أن نتذكر ماذا حدث لبلاد حولنا فى المنطقة.. انهارت العراق وتمزقت سوريا وليبيا تحت سيطرة الإرهابيين وفى اليمن انقسمت البلاد وأزيح رئيسها وبلاد أخرى على شفا حفرة من النار، هل نرضى هذا لبلادنا ومجرد تخيل حدوث هذا لمصر يقض مضجعى وأثق أن هذا شعور كل مصرى مخلص.
وللإعلام دور مهم جداً فى مرحلة الحرب وليراجع كل إعلامى نفسه فيما يقول وفيما يكتب، وبرامج الحوار تدقق فى ضيوفها ولا يمكن باسم الحرية أن نهدم الأوطان أو نساند المتطرفين ونبرر للإرهابيين فلا توجد حرية تهدم بل الحرية هى لتنوع البناء واحترام اختيارات الإنسان، والكلمة مثل الرصاصة تقتل وتغتال ولا يكبنا على وجوهنا فى النار إلا حصائد ألسنتنا.
ولا نحتاج دعوة لنصرة بلادنا فكلنا أصحاب مصلحة وكلنا يملك هذا الوطن ولا نعرف لنا وطناً غيره ولامكاناً سواه، وقد سبقنا أبطال دافعوا عن هذا الوطن وافتدوه بأغلى ما يملكون قدموا أرواحهم شهداء لنعيش نحن اليوم، ولولا تضحياتهم ما كنا لنجد وطناً نعيش فيه أو كنا مثل شعوب لم تقف لحظة الحسم ولم تدرك الخطر ولم تقدر على التضحيات فباتت شعوبها لاجئة أو شتاتا فى الأرض، فهل نرضى هذا لأنفسنا ولأولادنا؟
أعداؤنا خونة من بيننا استخدموا كل وسائل الحرب علينا، أطلقوا النار على المصريين وزرعوا القنابل وأحرقوا أتوبيسات ومنشآت وقتلوا رجال الشرطة وهاجموا قوات الجيش واستعدوا علينا حكومات الغرب، كل هذا ليعودوا لحكم مصر... هيهات لقد كانوا فى الحكم وأسقطهم الشعب للأبد، ويمكن أن يتملكنا الغضب على الخراب الذى أحدثوه والحزن على الشهداء الذين قتلوهم ولكننا أبداً لا نخاف ولا يخطر الخوف ببالنا بل سنحول غضبنا لوقود يلهبنا فى حربنا ضد الإرهاب حتى ندحره مثلما انتصرنا على كل من مد يده بسوء لمصر.
أما الدولة فلابد أن تنهج نهج الحرب فلا مكان لمتخاذل أو متكاسل، ولا مكان للمتآمرين سوى السجون ومن يرفع يده بالسلاح فى مواجهة الدولة والشعب لابد من قتله سلاحاً بسلاح ودماً بدم، ولا يمكننا أن نساوى بين دماء شهدائنا وبين دماء القتلة المجرمين، شهداؤنا فى عليين وقتلاهم فى أسفل سافلين، وكل أجهزة الدولة ووزاراتها ملزمة بالعمل وفق أقصى درجات الاستعداد وأعلى مستويات الأداء وتفعيل كل مواد القانون ولن تأخذنا شفقة بقاتلينا ولا تهاون مع المتآمرين علينا، وعلى الحكومة توفير كل متطلبات أجهزة الأمن والمخابرات للحصول على المعلومات الدقيقة الموثقة لتكون ضرباتنا موفقة، أما المظاهرات والوقفات الاحتجاجية والمطالب الفئوية مهما كانت مشروعة فإن الوطنية تفرض علينا تأجيلها حتى ننتصر على الإرهاب ونحافظ على الوطن وإلا لن نجد وطناً أصلاً. 
نعلم أن المعركة طويلة وتضحياتها عظيمة وتكلفتها كبيرة، ولكن ليس لنا مفر سوى القتال بكل قوة حتى نقلل الخسائر ونختصر الوقت، سنحارب بيد ونبنى بيد، وهذا وقت نفرز فيه ونعرف الوطنيين من الخونة، ليس هذا وقت الاختلاف بل وقت الاصطفاف ومن ليس معنا فهو علينا.