رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

والقافلة تسير

مرت علينا الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، وكعادة جماعة الإخوان المسلمون حاولت استغلال الذكرى لدفع الشعب للخروج على الدولة والسلطة لإحداث فوضى تكسر بها قوة الدولة وهيبتها للانقضاض على السلطة، ولكن كعادتهم لم يعوا درس يناير 2011.

إن الدولة المصرية الآن ليست هى دولة 2011 فدولة مبارك نخر فيها السوس وعم فيها الفساد، مما دعا الشعب للثورة وتلبية الدعوة لإزاحة النظام من السلطة، بعد أن فقد التعاطف والظهير الشعبى, فاستغل الإخوان دعوة الشباب وتلبية الشعب لها، وانقضوا على السلطة لأسباب عدة: منها عدم وجود قيادة موحدة للثورة، وتعدد الروئ والمواقف للمشاركين فيها.
أما السلطة فى مصر اليوم فتحظى بالتأييد والحب الشعبى، إن الإخوان المسلمين تنظيم فقد نصف عقله عندما وجد السلطة بين يديه فى غفلة من الدولة والقوى السياسية المختلفة، ثم فقد النصف الآخر بعد ضياع السلطة منه، فبعد استعداء الجيش والشرطة، واستهدافهم واستباحة دمائهم بدعاوى باطلة طوال سنوات الثورة، واليوم ومع الذكرى الرابعة للثورة يستهدف أيضاً هؤلاء المتأسلمون وحلفاؤهم من التنظيمات الإرهابية الأخرى الشعب المصرى ومقدراته، نراهم يقومون بحرق القطارات بمن فيها، ونراهم يحرقون عربات المترو بركابها، وأتوبيسات النقل العام.. إن هذا التنظيم الإرهابى أنهى علي أى محاولة للمصالحة والانخراط فى صفوف القوى السياسية، ليقوم بدوره فى إعادة بناء الدولة.. ونقول لمن ينادون بالمصالحة وحقوق الإنسان والحقوق السياسية للإخوان، أن يكفوا عن ترديد مثل هذه الأقاويل، فهذه الجماعة التى فقدت عقلها ورشدها لم و لن تنظر إلا لمصالحها وحدها، وكما قال منظرها (سيد قطب): «ما الوطن إلا حفنة من التراب» إنها الجماعة أولاً وأخيراً.
والآن بات جلياً أن هذه الجماعة لن يوجعها ويوقف جماحها نحو استهداف مقدرات الوطن سوى إصلاح ما يخرب ويضار على أيديهم من أموالهم المتحفظ عليها، ولن يوقف شهوة وشراهة القتل عندهم سوى تنفيذ القصاص العادل والعاجل فيهم، إن تجفيف منابع أموالهم بالداخل، وتوسيع دائرة الاشتباه للمتعاونين معهم يجب أن يكون من أولويات الأمن.
ويجب التشديد على منابع إمدادهم من الخارج، وبالأخص من تلك الدويلة التى أظهرت عداءها الشديد للدولة المصرية، التى بات من الواضح أنها تتربص بالوطن شراً، وتعمل على محاولة تكرار السيناريو الليبى والسورى بالدولة المصرية التى تقف حجر عثرة أمام التقسيم الجديد للوطن العربى والمنطقة، لتنال نصيبها بامتدادها وسيطرتها على المنطقة الشرقية للجزيرة العربية, وذلك على حساب أخوة الدين والعروبة.. إنها دولة لا تحترم تعهداتها التى التزمت بها للمبادرة السعودية الكويتية، فبمجرد وفاة الملك (عبدالله بن عبدالعزيز) عادت هى وقناتها لبث الفتنة والتحريض على الدولة المصرية.
لذا وجب علينا أن نغير من أساليب معاملتنا معها يجب أن تعى أن لأفعالها ردوداً تؤلمها وتؤجج مضاجعها، وأن لتدخلها

فى الأمن القومى المصرى فى ليبيا وسوريا ثمناً.. هذا ليس تأليب وتحريض عليها بل حفظ لكرامة الوطن وشعبه الذى بات يتحين الوقت لرد القيادة السياسية على هذه الدويلة.
وأخيراً يجب أن يعى الشباب الرافض لخارطة الطريق.. إن أهداف ثورة يناير لن تتحقق بخرق قانون التظاهر، الذى نطالب بتعديله، ولكن بالمضى نحو البناء على مكتسبات الثورة، التى نالها الوطن بفضل تضحيات شباب لم يبخل على وطنه بحياته.. إن الأطر السياسية التى حققتها الثورة: من إنهاء حكم الفرد، ووضع دستور يفصل بين السلطات، ويحقق استقلالاً للقضاء، وتغير عقيدة الشعب نحو قدرته على التغيير، ونزول المرأة المصرية للميدان بجوار الرجل حفاظاً على الوطن، وغيرها من المكتسبات، التى يستلزمها من التشريعات ما يحقق باقى مطالب الثورة.. ولن يتأتى ذلك إلا بمشاركة الشباب وبالأخص من منهم على درجة من الوعى والإدارك، شباب لم تهن عليه مصر، وهانت عليه أرواحه، انتفض لينفض غبار سنين من الفساد والخنوع والتردى.
ومن هنا أطلقها «رسالة حق» إن مشاركتكم فى الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق، متمثلاً فى الانتخابات البرلمانية هو تكملة لباقى طريق الثورة نحو تحقيق أهدافها، إن الدول لا تبنى بالثورات وحدها، ويكفيكم فخراً أنكم كنتم أداة التغيير التى حلم بها جيل سبقكم ولم يستطع.. إن وجودكم تحت سقف البرلمان لا يحسب بالعدد، إن الفرد منكم بإدراكه لمعنى كلمة (الوطن) قادر على الوقوف فى وجه رجال دولة مبارك، ومغيرى الأقنعة، لإثارة قضايا فسادهم داخل أورقه البرلمان.
فكثيراً ما نسعى لنيل نصيبنا من السعادة، مع يقيننا أن السعادة (رزق)، نسعى لحصد أكبر قدر منها ليعننا على مواجهة آلامنا، وبين سعينا إليها وتأملنا لها، يهبنا الله منها بعطاياه من حيث لا نحتسب، هكذا ثورة يناير ستظل عالقة بأذهان الحالمين للوطن، ولسان حالهم «فيها حاجة حلوة».


[email protected]