رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنا لست إنسانًا

غيرتنى الحياة.

لم أعد نفس الإنسان الذى أتصور أننى كنته. ضاع الطفل داخلى وتاهت براءتى. قلبى الأبيض جرحوه. وألقوا بسواد نفوسهم داخله. وجعلوه صندوقًا لقمامة رغباتهم وشرورهم.
كانت حياتى سهلة بسيطة بريئة. النهر كان صديقى. والفجر شاهد أحلامى الناعمة. أفرح للمطر إذا جاء. وأحزن عندما تذهب الشمس للنوم ساعة الغروب.
اجتهدت فى أن أحب كل الناس. هؤلاء الذين يمشون فى الشوارع ولا أعرفهم ولا يعرفوننى. ما تقاعست يومًا عن مد يدى لأى محتاج أو ملهوف.
أحببت الناس والطيور والحيوانات. أحببت السماء والبحر والسحابات البيضاء. عشقت الشتاء وانتظرت الصيف فى شوق. خفت من البرق والرعد. واحتميت فى صدر أمى.
الذى كان فى قلبى كان على لسانى. لكنهم علمونى الكذب وأجبرونى عليه. تعاملت مع الناس بقلبى ومع نفسى بعقلى. وحاسبت نفسى حسابًا عسيرًا. لكن لم أجد أحدًا يعرف معنى الرحمة. مشيت على الطريق المستقيم. ووجدت كل من حولى لا يعرف إلا

الالتواء واللف والدوران.
لم أكن ملاكًا لكنى أبدًا لم ألعب دور الشيطان. أخطأت ولم أتهرب من سداد فاتورة أخطائى. وأجبرنى البعض على دفع ثمن أخطائه وخطاياه .
كنت أحلم بأن يكون لى جناحان وأطير فى السماء. لكنهم استدرجونى معهم إلى تحت سابع أرض. وحلمت أن أسافر عبر البحار. فأغرقونى إلى القاع. حتى لا أتنفس وأغرق.
ملامحى الجميلة التى خلقنى الله بها. شوهوها وجعلونى مسخًا مثلهم. خلقنى الله أعرف كيف أزرع الورود.؟ وعلمونى صناعة السيوف وخناجر الغدر.
لم أعد نفس الانسان الذى كنته وعرفته.
أنا انسان أو « كائن» آخر لا أحبه ولا أريده.
أنا.. لست أنا!