رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجيش الصهيوني يغير عقيدته العسكرية ، بعدما أصبح الداخل الصهيوني مكشوفاً امام المقاومة

ـــ   هل بدأ العد التنازلي لنهاية الاستعمار الصهيوني لفلسطين المحتلة ؟؟؟
ــ هل بدأ نجم الدولة العبرية الاستعمارية العنصرية طريقه نحو الأفول ؟؟؟؟
ــ هل بدأت دورة الصعود الحضاري الإسلامي والعربي طريقها متكئة على انجازات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق وأفغانستان ، وهل ثورات الربيع العربي هي المؤشر لبداية هذا الصعود؟؟ ــ لماذا يشعر قادة العدو ، والمؤرخون الجدد ، والكتاب والباحثون والمحللون والخبراء والمراقبون الصهاينة ، بهذا الحجم من القلق والخوف على مستقبل الدولة العبرية ؟؟؟؟
ـــ  هل أن تغيير أشكال المواجهة العسكرية مع العدو ، واستهداف العمق الصهيوني بالصواريخ بشكل مكثف للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي / الإسرائيلي ، ينذر ببدء تراجع القوة العسكرية الصهيونية ، وقدرتها على الردع ، وبالتالي قرب زوال الدولة العبرية عن الوجود ؟؟؟.
أسئلة كثيرة ، وحقائق جديدة بدأت تفرض نفسها على معادلة الصراع العربي / الإسرائيلي في المنطقة ، وحالة من الإرباك والقلق والتوتر  لم يسبق لها مثيل تعيشها الدولة العبرية ، منذ الانسحاب  الإسرائيلي الذليل من جنوب لبنان سنة 2000، ومن قطاع غزة سنة 2005 ، وذلك بفعل ضربات المقاومة الإسلامية في لبنان ، وضربات المقاومة الفلسطينية بفصائلها الإسلامية والوطنية في فلسطين عموماُ ، وقطاع غزة على وجه الخصوص .... وعكست حالة القلق والخوف الصهيونية هذه نفسها على القيادة الصهيونية ، وعلى المؤرخين الجدد ، والكتاب والصحافيين والمراقبين والمفكرين الصهاينة ، الذي بدأ بعضهم بالحديث بصوت مرتفع ، بينما بادر بعضهم الآخر بالصراخ للتحذير : من أن الدولة العبرية تسير نحو نهايتها المحتومة ؛نتيجة للسياسات الحمقاء التي ينتهجها قادتها ، ونتيجة مؤكدة للطبيعة العدوانية التي حكمت سياسات هذه الدولة العنصرية منذ اغتصابها لأرض فلسطين المقدسة ، وزراعتها كيانا إستيطانياًسرطانياً عنصرياً في قلب الأمة الإسلامية والعربية ( فلسطين ) ...
وليست التحديات العسكرية التي فرضتها المقاومتان اللبنانية والفلسطينية  ، هي وحدها ما يقلق قادة الدولة العبرية ، إنما أيضاً تقلقهم الصواريخ الإيرانية والسورية بعيدة ومتوسطة المدى ، والتي يمكن تزويد بعضها برؤوس حربية غير تقليدية ، وأشد ما يقلق الدولة العبرية هو البرنامج النووي الإيراني ، حتى لو بقي برنامجاً مدنياً ، فإن مجرد امتلاك ايران للتكنولوجيا النووية ، هذا يعني بالنسبة للدولة العبرية ، أن ايران الدولة الإقليمية الهامة والمؤثرة في المنطقة ، والتي احتضنت المقاومة اللبنانية منذ انطلاقتها عام 1982، ثم احتضنت المقاومة الفلسطينية لاحقاً ، أصبحت تمتلك عوامل قوة جديدة بيدها ، ومن خلال بوابة التكنولوجيا النووية ، تكون قد دخلت الى التكنولوجيا المتقدمة ، والصناعات المتطورة من أوسع أبوابها ، وما يعني حتماً تقدمها في كافة الصناعات عموماً ، والصناعات العسكرية خصوصاً ، وتتزامن هذه المخاوف الصهيونية مع ربيع الثورات العربية التي انطلقت لتشمل أكثر من دولة عربية ، وسقوط النظامين التونسي والمصري ، بينما أنظمة القذافي وعلي عبد الله صالح وبشار الأسد تترنح أمام اصرار الثوار والجماهير على التغيير والحرية والديمقراطية  ، ومازالت ثورات الربيع العربي مستمرة ، وتنذر بتغيير المعادلة العربية والإقليمية وفرض واقع ( جيو ــ  سياسي ) جديد ، لن يكون مريحاً للدولة العبرية و الولايات المتحدة والغرب ...و  لذلك كله حاولت الدولة العبرية محاكاة مجموعة الأخطار الخارجية التي تهددها جملة واحدة ، ونفذت في شهر مايو/ آيار الماضي مناورة حملت اسم ( تحول 5) ، وحاكت المناورة حرباً افتراضيةً على الجبهات الأربع التي تمثل الخطر الحالي على الدولة العبرية وهي  : إيران وسوريا ولبنان وقطاع غزّة. ونفذت المناورة على مرحلتين: الأولى، شاركت فيها القيادات السياسية والعسكرية العليا، للتأكد من كفاءتها بإدارة الحرب المقبلة التي باتت وشيكة جداً. ونفذت المرحلة الثّانية الوحدات التابعة لقيادة الجبهة الداخليّة، من شرطة، وفرق إنقاذ، وطواقم اسعاف واطفاء، ومشافي ، لفحص قدرتها على  مواجهة آلاف الصواريخ، بما فيها المزودة برؤوس غير تقليدية. وتدريب المستوطنين على طرق الإخلاء السريع، والإحتماء بالملاجئ ، وعمليات الإجلاء من المناطق المعرَضة للنار، باتجاه صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة ، ورافق الإجراءات «الوقائية»، اختبارات لمنظومات الاعتراض الصاروخي الملحقة بسلاح الجوّ الصهيوني  المعروف عنه طابعه الهجومي. وتصدت بطاريات الباتريوت الأميركية ، وحيتس الإسرائيلية ، وغيرها من منظومات اعتراض الهجمات الصاروخية ، لرشقات صواريخ ، وأجريت المزيد من الاختبارات على منظومة القبّة الحديديّة المخصصة للتّعامل مع الصواريخ التي يقل مداها عن  70 كلم ، وتتألف  من جهاز رادار عالي الدّقة، ونظام رصدّ وتعقب، وبطارية رمي مكوّنة من 20 صاروخاً اعتراضياً. وكان الجّيش الصهيوني  اختبر القبّة الحديديّة في آخر عدوان شنه على قطاع غزّة ديسمبر / كانون أول 2008، واشترت الدولة العبرية اربعة بطاريات من هذا السلاح، بتمويل أميركي، نصبت إحداها لحماية مستوطنة سديروت القريبة من قطاع غزة  . وتسعى الدولة العبرية لربط منظومتها الصاروخيّة بمثيلتها الأميركيّة على متن الأسطولين الخامس والسادس،  وأتت «نقطة تحول 5» في سياق المناورات السابقة التي شهدها الكيان الصهيوني بعد عدوانه ضد لبنان سنة 2006 اثر استخلاص الدروس منها، وأقلقت شواهد تلك الحرب الإسرائيليون، خصوصاً عدم وجود الفوارق بين الجبهة العسكرية و الجبهة الداخليّة، بشكل لم تعرفه الحروب العربيّة - الإسرائيلية سابقاً، حيث  أمطرت المقاومة الإسلامية في لبنان في حرب تموز2006شمال ووسط فلسطين المحتلة بمئات الصواريخ، ما أدى الى اصابة الاقتصاد الإسرائيلي بشلل كامل طوال أيام الحرب. وبهذا الشكل أصابت المقاومة الإسلامية العقيدة العسكرية للعدو بمقتلٍ؛ حين تمكنت لأول مرة في تاريخ الحروب العربية / الإسرائيلية من استهداف الداخل الصهيوني، ونقل كرة النار إلى أرض العدو.
وما يضاعف من قلق العدو أنّ المقاومة الإسلامية في لبنان ، وإيران وسوريا، يملكون أنواعاً من الصواريخ قادرة على ضرب أيّ هدف داخل الكيان الصهيوني. إضافة الى الصواريخ محلية الصنع ، والصواريخ قصيرة المدى التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ، حيث أصبحت الجبهة الداخليّة الصهيونية في صلب الإستراتيجيّة القتاليّة لحزب الله وايران وسوريا وحماس وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية، كهدف رئيسٍ في أية حرب مقبلة.وهدفت المناورة الشاملة  لتحضير الجبهة الداخلية الإسرائيلية نفسياً وعملياً لمواجهة الحرب المقبلة التي ستستهدف عدداً كبيراً من المدن الفلسطينية المحتلة ومستعمريها اليهود ، وتزعم  قيادة جيش العدو  أن (  الانتصار ) في الحرب المقبلة مرهون بقدرة الجبهة الداخلية الإسرائيلية على الصمود أمام الهجمات الصاروخية التي ستنهال عليها لأكثر من شهر من لبنان ، وسوريا ، وقطاع غزة ، ومن المحتمل أيضا إيران ، وتزامنت هذه المناورة ، مع تهيئة الأجهزة الأمنية الصهيونية الأخرى ، وماكينة الإعلام الصهيوني للأجواء عن احتمال انفجار الوضع مع المقاومة اللبنانية على الحدود الشمالية مع الدولة العبرية ،وكذلك ومع قطاع غزة ، وتعمل آلة الدعاية الصهيونية  داخل فلسطين المحتلة وخارجها ، على الترويج لأكاذيب مكشوفة ضد حزب الله ، وضد فصائل المقاومة في قطاع غزة ، وتحديدا ضد حركة حماس ، بهدف تهيئة الرأي العام الصهيوني والغربي لاحتمالات شن حرباً إسرائيلية شاملة ضد لبنان وحزب الله ، وفي نفس الوقت ضد قطاع غزة وحركة حماس ، مع عدم استبعاد توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية للبرنامج النووي الإيراني ، وبقدر ما يلعب التحريض الصهيوني العلني ضد حزب الله وحماس والمقاومة اللبنانية والفلسطينية وإيران ، دوراً في التهيئة النفسية للداخل الصهيوني وللرأي العام الغربي لاحتمالات انفجار الحرب في أي وقت ، فإن المناورة الإسرائيلية الأخيرة كانت بمثابة رسالة مزدوجة. موجهة إلى الداخل الصهيوني لرفع جهوزيته، والى الخارج وخصوصاً إلى إيران وسوريا ولبنان وغزة ، بأن إسرائيل مستعدة لكل السيناريوهات، و تعيش في ظل التهديد الدائم بالحرب، وأنها عرضة لخطر وجودي  كونها دولة يهودية استعمارية ، زرعت كغدة سرطانية في قلب العالم العربي والإسلامي ، وتعتبر  الدولة العبرية أن الأخطار الرئيسة التي تهددها تتمثل في الآتي :
1 ـ  خطر السلاح النووي الإيراني .
2ـ خطر الصواريخ بعيدة المدى التي تمتلكها ايران ، والتي يمكنها حمل رؤساً غير تقليدية .
2 ـ  خطر الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى التي يمتلكها "حزب الله" في لبنان ، وتستطيع بلوغ أي نقطة في فلسطين المحتلة .
3 ـ  صواريخ "سكود" التي تمتلكها سوريا والمزود بعضها رؤوساً حربية كيميائية.
4 ـ سلاح المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ،  وتسعى آلة الدعاية الصهيونية مؤخرا لتضخيم خطر وحجم الأسلحة التي تمتلكها حركة حماس وفصائل المقاومة في غزة ، زاعمة أن أسلحة نوعية قد تم تهريبها من ليبيا الى غزة ،في الوقت الذي يعلم فيه الجميع ، ان الثوار الليبيين يعانون من النقص الشديد في الأسلحة ، وأنهم يقاتلون نظام القذافي بأسلحة تعتبر بسيطة وعادية  ، وفي بعض الأحيان عديمة الفاعلية .
وتتوقع دوائر التخطيط في الدولة العبرية أن يكون مسرح الحرب المقبلة المدن الكبرى في فلسطين المحتلة عام 1948، إضافة إلى المرافق والإنشاءات الحيوية العسكرية والمدنية والاقتصادية والحيوية الصهيونية، وبات واضحا للعيان أن هناك فجوة بين تحذيرات ومزاعم المسئولين السياسيين والعسكريين الصهاينة، وبين ما يفكر فيه المجتمع الصهيوني الذي أظهر لا مبالاة واضحة خلال المناورة الأخيرة على سبل مواجهة الحرب، لأنه لا يأخذ تحذيرات المسئولين الصهاينة  ، وتهويلهم بالحرب على محمل الجد ، خصوصا أن المجتمع الإسرائيلي يعيش منذ وصول نتنياهو إلى الحكم هدوءًا أمنيًا واستقرارًا سياسيًا و نمو ًا اقتصاديًا ملموساً، الأمر الذي يجعله يشعر بالاطمئنان. وعزز هذا الموقف تنامي شعبية نتنياهو طيلة الفترة السابقة ،رغم أن شعبيته بدأت بالتراجع مؤخراً ،ورغم الجمود السياسي، وعدم الاستقرار في المنطقة، فان غالبية الإسرائيليين لا يشعرون بالتهديد أو بالخطر.
والمناورة الأخيرة هي المناورة الخامسة منذ نفذت الدولة العبرية عدوانها ضد لبنان في يوليو/ تموز2006 ،وعدوانها ضد قطاع غزة في شهر كانون الأول / ديسمبر2008 ـــ كانون الثاني / يناير 2009، وكشفت المناورة حجم ونوع التغير  الذي طرأ على العقيدة الأمنية والقتالية والعسكرية الصهيونية ، والتحول البنيوي للكيان الإسرائيلي، وشملت كل الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ما يعني إقراراً صهيونياً عملياً أن الجبهة الداخلية الصهيونية باتت جزءاً من أي حرب مقبلة، وأن العمق الإسرائيلي  بات مهدداً ولا يمكن حمايته، وان الدولة العبرية فقدت القدرة على حماية الجبهة الداخلية عسكرياً، لذلك أنشأت وزارة للجبهة الداخلية"، وكشفت المناورة عن عدم قدرة جيش العدو على الحسم السريع، فالجيش الصهيوني الذي كان يرتكز في عقيدته العسكرية على الحسم السريع، ولا يذهب إلى معارك وحروب يمكنها أن تدوم مدة طويلة من الزمن ، بل يذهب إلى حروب لا تدوم إلا بضعة أيام، ولكنه لم يعد قادرا على حسم أية حرب مقبلة ، ويعمل على تهيئة الجبهة الداخلية لسيناريوهات حروب قد تطول بضعة أشهر.
والدولة العبرية ـ دولة عنصرية ذات طبيعة عدوانية هجومية ـ  تخطط دائما ًلشن حروب في المنطقة، وهي التي تبدأ الحروب ، وتتجهز حالياً لشن حرباً جديدة  سعياً منها إلى تغيير المعادلات في المنطقة ....  وكشفت مناورة العدو الأخيرة عن جملة من النواقص  منها :
1 ـ خمسة وثمانون في المائة من مدارس العدو غير مؤهلة لإيواء الصهاينة الذين يمكن أن تتعرض مساكنهم والمدن والمستعمرات التي يستعمرونها للهجمات الصاروخية من المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية ، او من الجبهتين الإيرانية والسورية .
2ـ  خمسة وستون في المائة من الملاجئ تحتاج إلى ترميم.
3 ـ  وجود نواقص كثيرة في الجوانب والتجهيزات العسكرية المختلفة .
 ـ وهذه النواقص دفعت العديد من الكتاب الصهاينة المشهورين للتساؤل في الصحافة الصهيونية :
لماذا تتعمد القيادة الإسرائيلية في زراعة الرعب في النفـــوس ؟
وفيما كانت القيادة العسكرية الصهيونية تضع اللمسات الأخيرة لتدريباتها «نقطة تحول-5» ، كان رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية  أفيف كوخافي يجري مباحثات سرية مع المسئولين الأميركيين في واشنطن ن ويضعهم في صورة القلق الإسرائيلي من أبعاد التطورات التي تشهدها سورية عل وجه التحديد ، وما تدعيه الدولة العبرية من نقل أسلحة متطورة ومعدات عسكرية من سورية إلى لبنان، خشية سقوط نظام بشار الأسد وفقدان «حزب الله» هذه الأسلحة.
وتناولت المباحثات الصهيونية الأميركية الملفين السوري واللبناني، وخصوصاً وضع «حزب الله» وقدراته العسكرية. وكشفت التصريحات الأميركية والصهيونية حقيقة مغايرة عما يعلنه المسئولون الإسرائيليون عن أهداف التدريبات العسكرية عموماً، وتدريبات «نقطة تحول-5» بشكل خاص، وأهم هذه الأهداف أن الدولة العبرية لن تتردد في توجيه ضربة عسكرية واسعة النطاق لحزب الله ولبنان في حال حصول أي تدهور دراماتيكي في المنطقة. وتزعم تقارير الاستخبارات العسكرية الصهيونية أن «حزب الله» حول غالبية القرى في الجنوب اللبناني إلى «قرى متفجرة» وعزز قدراته العسكرية فيها ،وزودها بوسائل قتالية ، وأنهى تجهيز مقرات القيادة التابعة له. وإن التخطيط الصهيوني للحرب على لبنان يتضمن توجيه تعليمات للمدنيين اللبنانيين بإخلاء بيوتهم بدعوى أن الدولة العبرية ستسعى في ضرباتها إلى تقليص إصابة المدنيين ، بينما الحقيقة انها تريد خلق قوة ضغط شعبية ضد حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان من خلال تهجير سكان القرى والمدن والبلدات الجنوبية ، في الوقت الذي ستكثف فيه الدولة العبرية ضرباتها ضد قيادة «حزب الله» ومقاتليه ومحاولة القضاء عليهم في غضون وقت قصير !!!!.
وأثارت مناورة العدو «نقطة تحول -5» الشكوك في النوايا الحقيقية منها ، وأعلن وزير الحرب الصهيوني إيهودا باراك ، البحث عن ( خطة قومية ) لضمان منظومات دفاعية «تحمي سماء الدولة العبرية »،وكشف باراك عن حجم  القلق الصهيوني  من الأوضاع في المنطقة، واعتبر وزير الجبهة الداخلية متان فلنائي محاكاة التدريبات لاحتمال سقوط ستة آلاف وسبعمائة صاروخ في كل يوم من الحرب أمر واقعي ، وأكد على ضرورة أن

يكون الاستعداد بشكل كامل لكيفية التصرف في حال وقوع حرب تتعرض فيها الدولة العبرية  لقصف صاروخي مكثف من مختلف الجبهات ، وركزت سيناريوهات التدريبات على الحرب الشاملة المتوقعة  التي أقامها جيش العدو في الجولان السوري المحتل ، وجبال الكرمل الفلسطينية المحتلة في حيفا ومناطق أخرى في الشمال الفلسطيني المحتل تشبه جغرافيتها البلدات اللبنانية في الجنوب اللبناني ،على إعتبار «حزب الله» اللاعب المركزي في الحرب المقبلة ، وكشف فلنائي أن الجيش الإسرائيلي يتدرب على سيناريو احتلال أجزاء من سورية وجنوب لبنان . والقلق الحقيقي لدى المجتمع الصهيوني يدور  حول جاهزية الدولة العبرية لأي حال طارئ؟
وجميع الدلائل والمعطيات وتصريحات رؤساء السلطات المحلية والجهات المختصة من خارج المؤسسة العسكرية والأمنية الصهيونية تشير إلى أن الدولة العبرية غير جاهزة للطوارئ ، وهذا ما أكده أيضاٌ تقرير مراقب الدولة العبرية ، من أن الجبهة الداخلية غير جاهزة لحال طوارئ ، ولم تتمكن المناورة الأخيرة من تقديم إجابات مقنعة للخبراء والمختصين الصهاينة ، وللجمهور الصهيوني عن  جملة من التساؤلات الهامة تتعلق بالجبهة الداخلية اثناء الحرب المتوقعة مثل :
1 ــ كيف سيتم حل مشكلة خليج حيفا على اختلاف تهديداته؟
2 ــ هل البنية التحتية لإنتاج الكهرباء محمية؟
3 ـــ هل سيُشل مطار  اللد ؟ وهل يوجد بديل معقول يتضمن ترتيب النقل منه وإليه؟
4 ـ هل سينفق الأثرياء اليهود أثناء الأزمة على مدن خيام لمن سيهربون من مناطق الخطر؟
5 ـ هل يوجد جسم حكومي ناجع قادر على تلبية حاجات المدنيين الذين سيختارون نقل مكان سكنهم؟
6 ـ  هل يعرف الجمهور لمن يتوجه في زمن طوارئ كهذا؟
 7 ـــ هل ستُضمن نوعية حياة في الحد الأدنى لهؤلاء ؟
8 ــ ماذا عن العلاج الطبي والطعام وجهاز التعليم؟
9 ــ كيف سيتم تجنيد واسع لقوات الاحتياط؟
10 ــ  ماذا عن الاحتياطي من منتوجات حيوية كالوقود وماء الشرب والغذاء؟
ومن ناحية أخرى اعتبر عدد من المراقبين والكتاب الصهاينة أن التهويل بلغ ذروته خلال التدريبات على مواجهة تهديد السلاح الكيماوي ، معتبرين أنه في الواقع أن هذا التهديد محدود جداً في المساحة التي يستطيع تغطيتها ، وكان يكفي ـ حسب رأيهم ـ أن تعلن الدولة العبرية أن الثمن سيكون باهظاً لمن سيستعمل سلاح كهذا، وفي الوقت نفسه يتم تمكين السكان من شراء أقنعة واقية. واعتبر المراقبون أن إقامة هذا التهديد في كافة مراكز التدريب للجبهة الداخلية، وتصوير فرق التطهير التي تغسل «المصابين» الذين يظهرون أنهم بذلك يُمَكنون من أداء معقول في المشافي، وسائل ترمي إلى تخويف الجمهور أكثر من أن تزرع فيه الثقة» ، وعندما وصلت  التدريبات ذروتها دعت القيادة الصهيونية السكان للمشاركة في التدريبات لدى إطلاق صفارة الإنذار بالتوجه إلى الأماكن الآمنة والملاجئ. في مدينة حيفا، التي تعرضت لأكبر عدد صواريخ  بسبب عدوان الدولة العبرية ضد لبنان في تموز/ يوليو 2006، تعامل السكان باستخفاف واستهتار مع هذا المطلب  ، إضافة  إلى عدم جاهزية المدينة. ووصلت السخرية اقصى درجاتها في في السوق الشعبي في حيفا المعروف بـ «سوق تالبيوت» حيث تواصلت نغمات تجار الخضار بدعوتهم الناس لشراء خضارهم، ورغم إطلاق صفارة الإنذار ارتفعت أصواتهم وازدادت المنافسة في ما بينهم على تخفيض الأسعار. وبعضهم قال: «لن يحمينا شيء من الصواريخ إذا سقطت»، وآخر قال: «كلها مسخرة». أما أحد رواد السوق فقرر التجاوب مع صفارة الإنذار وراح يركض باحثاً عن ملجأ يؤويه من صواريخ «حزب الله»، فوجده وسط السوق ، وعندما حاول فتحه وجده مغلقاً وراح يقول: «هذا هو وضع الملاجئ في حيفا... لا ملاجئ». ولإقناع الآخرين بموقفه راح يتصل على هاتف الطوارئ المسجل على باب الملجأ، ولم يجبه أحد، مما اضطره للصراخ بصوت عال: «في مثل هذا الوقت يكون الصاروخ سقط وقتلني وقتل العشرات ، ولا مكان يؤوينا أو جهة تتجاوب مع صرخاتنا واستغاثتنا»، أما رئيس البلدية يونا ياهف طالب المسئولين لمنحه صلاحية هدم مئة وأربعة ملاجئ في المدينة وقال: «إننا أمام خطر كبير في حال وقوع حرب. فالملاجئ غير آمنة لدينا وحان الوقت لهدم الملاجئ القائمة إذ لم تجر عليها تحسينات وقد استخدمت في حرب لبنان الأخيرة ، وكانت بمثابة مصيدة موت لنا».ومن المعروف أن مدينة حيفا على وجه الخصوص، حيث مفاعل الأمونيا والكيماويات ومصانع تكرير البترول، تعتبر في حلقة البلدات المعرضة لأخطار كبيرة في حال وقوع حرب  ، وكشفت الإحصائيات أن  85 في المئة من المدارس الإسرائيلية غير مجهزة بغرف آمنة وملاجئ لحماية الطلاب في حال الطوارئ ، واكثر من ستين في المئة من الملاجئ غير صالحة. أما الأقنعة الواقية من الغازات فلم توفر منها وزارة الحرب الصهيونية إلا ستين في المئة من الكمية التي تحتاجها الدولة العبرية .
في المقابل فإن  القلق الصهيوني بات كبيراً حول مدى القدرة الدفاعية ، ولم تتمكن الدولة العبرية من توفير العدد الكافي من منظومة «القبة الحديد» لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى، وتحتاج على الأقل إلى عامين لضمان نشرها في جميع البلدات المعرضة لقصف الصواريخ. أما منظومات اعتراض الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى فما زالت قيد البحث.
وحاولت الدولة العبرية في معرض باريس السنوي للأسلحة تسويق بعض صناعاتها لهذه المنظومات على أمل بأن يساعدها ذلك في توفير الموازنة لاستكمال المنظومات وأبرزها منظومة ( العصا السحرية ) ومنظومة «معطف الريح» لاعتراض الصواريخ المضادة للمدرعات. وبغياب مثل هذه المنظومات والنقص الكبير في حماية الجبهة الداخلية، فإن الدولة العبرية ليست جاهزة بالفعل في حال قررت توجيه ضربة عسكرية إلى الى إيران أو لبنان أو قطاع غزة .ورغم ذلك يواصل جيش العدو الإسرائيلي تدريباته في جبال الكرمل، المنطقة القريبة في جغرافيتها لبلدات لبنانية، لاحتلال مدن لبنانية وسورية. وفي نفس الوقت يواصل الجيش الصهيوني تدريباته  في الجولان على كيفية مواجهة كمائن «حزب الله» فوق الأرض وتحتها، في المخابئ والمحميات التي يدعي أن الحزب أقامها. وهناك شكوك في امكانية  تزويد جيش العدو بحاجاته لمواجهة صواريخ محمولة على الكتف مضادة للطائرات ،  ونفس الشكوك قائمة حول امكانية تزويد جميع مدرعات العدو بمنظومة «معطف الريح» المضادة للصواريخ. ــ  وليس واضحاً لدى العدو في حال وقعت الحرب، كيف سيمنع الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى من السقوط على تل أبيب وغيرها من المدن الكبرى ؟
ــ وإذا سقطت فهل يمكنه حماية السكان؟
وهناك جملة كبيرة من الأسئلة الهامة يطرحها الخبراء والمراقبون والكتاب والباحثون الصهاينة ، حول مستقبل الدولة العبرية ، والمخاطر التي تهددها ، خصوصا أن المنطقة ـ حسب رأيهم ـ تجلس فوق برميل من البارود يمكنه أن يشتعل في أي وقت ، وأعتبروا أن التلويح الإسرائيلي بشن حرب جديدة لبنان وغزة وسوريا ، وتوجيه ضربة عسكرية ضد ايران سيجر الويلات على الدولة العبرية ، واعتبر هؤلاء الخبراء أن الثورة المصرية أسقطت نظاماً طالما عوّلت عليه الدولة العبرية لإحباط اي إجماع عربي معاد لها، وتحويل العداء كله إلى إيران وحلفائها.  وبدأ هؤلاء يتحدثون بصوت مرتفع عن الخطر الوجودي الذي رافق إنشاء دولتهم. ونظَروا كثيراً لفقدانهم دورهم في الشرق الأوسط. هذا الدور الذي اضطلعوا به لخدمة المصالح الإستعمارية القديمة والجديدة، عندما كان الغرب يعوّل عليهم في محاربة أي توجه وحدوي عربي، أو أي توجه يشكل خطراً على هذه المصالح. فضلاً عن ذلك شكل انسحابهم الذليل من لبنان عام 2000 وفشلهم في الحرب عليه عام 2006، وإنسحابهم الذليل من قطاع غزة سنة 2005، وفشلهم بالحرب عليه سنة 2008/2009 منعطفا مفصلياًً في تاريخ دولة ( استعمارية / استيطانية / عنصرية  ) عمرها لا يزيد عن عشرات السنينن، وتضاعف كثيرا إحساسهم بالخطر الوجودي، بعد انفجار ثورات الربيع العربي المطالبة بالديموقراطية والحرية والكرامة ، وهذا مادفع الدولة العبرية لإعادة حساباتها، والإشتراك في الثورات المضادة بطرق وأدوات مختلفة ، وإطمأنت قليلا الدولة العبرية عندما اكتشفت ان مصر تحتاج إلى سنوات كي تستعيد توازنها ودورها الإقليمي ، وسورية تحتاج إلى وقت طويل كي تستعيد عافيتها بعد الإستنزاف الذي يتعرض له النظام .وتميزت مناورة «نقطة تحول 5» عن سابقاتها، بحدوثها في ظلّ مشهد إقليمي مختلف تماماً عن السنوات الماضية، قد ينتج عنه متغيرات، تُعيد رسم جيو - استراتيجيّة المنطقة من جديد.
ويتوجب علينا نحن العرب والمسلمين أن نعيد ترتيب أوراقنا وأولياتنا ، ونضع نصب اعيننا أن الوحدة العربية والإسلامية ، هي أشد ماتقلق العدو الصهيوني ، وهي التي تشكل ضمانةحقيقة لنهضة الأمة وصعودها ، وصناعة مستقبل مشرق للأجيال العربية والإسلامية المقبلة ، ولنضع نصب أعيننا مخاطر التهويد التي تتهدد القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك ، وبقدر ماتتحقق فيه الوحدة الفلسطينية ، والوحدة العربية / الإسلامية ، فإننا سنكون قادرين على إحباط وافشال جميع مخططات العدو العدوانية اتجاه شعبنا الفلسطيني ، واتجاه لبنان وسوريا وايران وبقية الشعوب والدول العربية والإسلامية .
-----------
 ـ أمين عام الحركة الإسلامية في فلسطين ( الوسط )
ـ رئيس مركز القدس للدراسات والإعلام والنشر ( القدس برس )
ـ خبير إستراتيجي ومؤرخ فلسطيني / عربي