رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

احذروا.. تنظيم العائدين إلى البرلمان

منذ شهور، يراودنى إحساس شديد بالقلق تجاه المشهد الحالى للشارع المصرى؛ رغم التفاؤل بالنهوض الذى نراه جميعا فى شتى المجالات وعودة الأمن والاهتمام بالشئون الداخلية والخارجية، وما تتلقاه الجماعات الإرهابية

من ضربات موجعة جعلتها تكاد تندثر وتتراجع وتطهير سيناء والشريط الحدودى، والقضاء على بؤر إرهابية شديدة الخطورة واستعادة هيبة الدولة ودورها الريادى والمحورى بين دول العالم، وحكمة وحنكة رئيسنا والتفاف الشعب حوله بهذه الثقة، وتفانى رجال الشرطة والجيش مضحين بأرواحهم ، إلا أن المخاوف تتصاعد داخليا وداخل كل انسان يغار ويحرص على مصلحة وطنه وأبنائه فالشعب المصرى هو الذى أسقط نظامين ورئيسين؛ فى أقل من ثلاث سنوات من خلال ثورتين؛ الأولى كانت ضد نظام مستبد فساده تمثل فى إهدار المال العام واستباحة موارد الشعب والعشوائيات وإهمال التعليم والصحة وسيطرة أصحاب رؤوس الأموال على مفاصل الدولة وثرواتها، وثورة الشعب الثانية كانت ضد نظام فاشي جاهل لأبعد الحدود، عقيم الفكر لا مبادئ له سوى الانتهازية، فلا يعرف قيمة الوطن ولا المواطن، وهو ما انعكس على الدولة ومؤسساتها من خراب ساند ما قبله من فساد ونعاني آثار كليهما المدمرة الى الآن، وسيأخذ منا علاجه الكثير والكثير، لكن أمام إرادة شعب فولاذية، شعب قادر وها هو يعيش ويصر على البقاء والمثابرة تحت أقصي وأصعب الظروف رفض الاستعباد، ظل ومازال يبحث عن الأفضل عن الكرامة والحرية فقام بثورة 30 يونية والتف حول قائد وجيش وأطاحا بالعهدين الفاسد والفاشل، لتبدأ المسيرة نحو مستقبل اكثر استقرارًا بدستور جديد ورئيس جديد التف حوله الشعب بإرادته الكاملة موجهًا صفعة قوية للعالم متحدياً، به كل الازمات وحقق امله فى دستور ورئيس باختيار حر، دون فرض اى وصاية من احد وبقى له الهدف الثالث فى اختيار برلمان جديد يحترم آراء الشعب ويعكس صوته ورغباته بكل شفافية وصدق ليكون عوناً وملاذًا آمناً لكل فرد داخل المجتمع يبحث عن حقه.
وأتساءل: هل ما يجري الآن سيحقق إرادة الشعب؟ وبمَ نفسر ظهور رموز النظم السابقة علي الساحات والشاشات خصوصا بعد صدور أحكام البراءة لصالح كبار المسئولين وأصغرهم التى ترجمها الكثير منهم وغيرهم على كونهم صاروا أبرياء وضحايا، وليس المعنى أننا نشكك فى نزاهة القضاء ولكن نشك فى فساد الأدلة والمستندات وبراعة من يستطيعون الخروج من الأبواب الخلفية، ومهما كانت الأحكام فنزاهة القضاء المصرى فوق رؤوسنا، لكنى أظن أن المشهد بات مستفزاً لمشاعر المصريين عندما يظهر على بعض

القنوات والفضائيات من يتحدث عن ماضيه المضىء المشرف وإنجازاته ومع لحظة الانتصار هذه التى لم يكن يحلم بها من نهبوا اموال الشعب وهربوها ومن استباحوا دماء الشهداء، ولم يحاسبوا ان يندفعوا الى البرلمان المقبل، فلا شىء يمنعهم فالأموال ليس لها حد، ويستطيعون بها فعل ما هو أقوى من السحر ولن يفوّت الإخوان هذه الفرصة فالصفقات تستعد و«المصالح بتصالح» على رأى المصريين فلا رموز الوطنى ولا الإخوان يؤيدون النظام الجديد ولا يريدون له السلامة وليس من همومهم ارتقاء الشعوب، وبالتالي لن تكون أمامهم فرصة أفضل من دخول البرلمان، فاحذر أيها الشعب وكن يقظـًا، فالعودة ستكون بقوة الى الشارع المصرى، وها هى قد ظهرت بوادرها إن لم تكن فى الاعلام ففى القرى والنجوع والمحافظات الصغيرة والفئات المعدمة والبسيطة التى كانت ومازالت الطعم والورقة الرابحة أمام من يستغلون الفقر والجهل و حاجة الناس مستندين الى أموالهم ونفوذهم واصحاب النفوس الضعيفة سواء داخل المؤسسات او القاعدة الشعبية صاحبة المصالح، فمحاولاتهم مستميتة، بعد أن ظلوا أعواما فى السجون، جاءتهم بارقة أمل فى الظهور والاستماتة من أجل البقاء والفرصة بالنسبة للإخوان خيالية ولن تتكرر من أجل إفساد إنجازات المشهد الحالى واظهاره عاجزًا فاشلاً مثلهم، وإحراج خاصة ان شباب الثورة بعد أن ضحى كثيرون منهم بأرواحهم ودمائهم، وأصيب من أصيب، لا يملكون مالاً ولا فضائيات ولا مواقع يظهرون ويحشد لهم الحاشدون من خلالها، فهم حقا أصحاب الحق وخير من يعبرون عن آلام ومشكلات الشعب ومع أننى أشعر بالأسى من أجلهم و بالخجل ان طالبتهم بالمشاركة فإنني لا أعرف من أسأله «أين هم؟».