رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الانتخابات البرلمانية.. ومصطفى النحاس

ها هى الانتخابات البرلمانية تقترب والتي تمثل الاستحقاق الثالث للجمهورية الثانية - الليبرالية المدنية - بعد تجربة مريرة بدأت عام 52، ويحق لنا أن نذكر المرشحين بأخلاق الفارس النبيل وأبو الليبرالية المصرية مصطفى النحاس.

شق حياته بعزيمة وشجاعة وبدأ حياته العملية عامل تلغراف بمدينة سمنود إلى أن تقلد منصب رئيس وزراء مصر بعد انتخابات ديمقراطية اكتسحها مع حزب الوفد العريق بعد أن عرف الشعب عنه تمسكه بالأخلاق والزهد عن الماديات، عُرف عنه أثناء عمله بالمحاماة رفضه للقضايا التي يشتم فيها إدانة موكله فيعتذر عنها مهما كانت المغريات ويتمسك بالقضايا العادلة، يحكي توفيق الحكيم أنه هاجم النحاس بضراوة في بداية الأربعينيات بسبب موقف كان فيه النحاس على حق وبعيد النظر، بعدها بقليل رُشح «الحكيم» لرئاسة دار الكتب المصرية أمام قطب وفدي كبير فانحاز مجلس الوزراء الى المرشح الوفدي إلا أن النحاس حسم الموقف مؤكداً أن الحكيم هو أصلح من يشغل الوظيفة المرموقة وهى إحدى دروسه العديدة للأمة لزرع قيم التسامح وإعلاء المصلحة العامة.
ومن مواقفه الوطنية التي لا تنسى نذكر منها:
1- رفضه التوقيع على فصل السودان عن مصر قائلاً تقطع يدي ولا أفعل ذلك إلى أن وقعها عبد الناصر عام 54 كأول استحقاقات تأييد أمريكا لحركة الضباط.
2- تقدم النحاس بمشروع يتضمن محاكمة الوزراء الذين يخالفون الدستور أو يبددون الأموال العامة وعندما رفضه الملك فؤاد تقدم باستقالته ثم قاد المظاهرات بنفسه وتم اسقاط وزارة اسماعيل صدقي التي ركزت السلطات في يد الملك وعاد النحاس للحكم.
3- بلغ من تواضعه النوم على كرسي محطة قطارات بني سويف وهو في السلطة بعدما اشتد عليه التعب والاجهاد.
4- جرت عدة محاولات لاغتياله بتدبير من خصومه سارقي قوت الشعب وفي احدى المرات ألقى سينوت باشا حنا بنفسه عليه وأصيب إصابات بالغة.
5- اعتدى عليه أحد العامة في الطريق وكاد الحرس وقوة قسم الشرطة أن تفتك

بالمعتدي ولكنه أبعدهم عنه وطلب عمل محضر والإفراج عنه بضمان محل إقامته وفي ذهنه أن تربية الشعوب وتحضرها تتطلب العدالة وعدم إساءة استعمال السلطة.
6- كان من آثار معاهدة 36 التي أبرمها النحاس «وألغاها بعد ذلك» أن سمحت للجيش المصري أن يتسع وهكذا أتاحت الفرصة لعبد الناصر والسادات أن يلتحقا بالجيش الذي كان قاصراً على أبناء الطبقة العليا فكان أن ردوا الجميل بأن حكموا عليه بالموت الأبدي وحرّم ناصر على أجهزة الاعلام أن تذكر اسمه أو تنشر صورته حتى مماته في 65.
7- حارب الاتجار بالدين ورفض أن يؤدي الملك فاروق اليمين داخل الأزهر، فالأمة هى مصدر السلطات وهى تختار حاكمها وتعزله.
8- النحاس باشا هو الأب الحقيقي لليبرالية المصرية ويجمع بينهما وبين الصلوات الخمس في حينها وتمنى في حديث له مع نهرو - راعي الليبرالية الهندية وأكبر الديمقراطيات في العالم - تمنى أن يحول مصر الى دولة علمانية ليبرالية.
ما أحوجنا ونحن نستعد للانتخابات البرلمانية أن نتذكر هذا الراحل النبيل وأن نستوعب الدروس التي ضربها لنا وأن نضع مصر وطننا فوق الأطماع والمصالح الشخصية الضيقة.
يقول أحمد شوقي:
لم يبق في مصر ومصر عزيزة/ من قائل هذه البلاد بلادي
بلد رعاني في الصبا وأحلني/ بعد الشباب مراتب القواد
مستشار اقتصادي