عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قطر.. والمصالحة العربية

فى خضم المجهود الكبير الذى يبذله الملك عبدالله خادم الحرمين الشريفين للم الشمل العربى وفى ظل التحديات التى تواجه مصر من دولتى قطر وتركيا.
أتساءل: هل تستطيع قطر أن تنفذ مبادرة السعودية بوقف الحملات العدائية ضد مصر.. وهل يستطيع الأمير تمام بن حمد تنفيذ بنود هذه المصالحة؟ وأنا أنظر للموقف بعيون مختلفة عما يراه البعض وأري أن من مصلحة قطر التصالح السريع مع مصر ليس لحاجة مصر الى قطر ولكن فى سياق عربى عام فمصر العمود الفقرى تلتف حوله جميع الدول العربية ولا أبالغ إذا قلت وبعض الدول الأفريقية والآسيوية.. فمصر هي الصوت العالى الذي يدافع عن الوطن العربى.. ومصر هى القوة الناعمة التى تحدث الفارق في العالم وكل هذا معلوم ومعروف لكل قادة الدول العربية والعالمية.

أما عن قدرة قطر على تنفيذ هذه المصالحة فأتوقع أنه أمر من الصعب ولا أكون مبالغاً إذا قلت مستحيلاً لعدة أسباب أولها أن الأمير القطرى والذى لم يظهر موقفاً سياسياً يدلل على قدراته السياسية منذ أن تحمل مسئولية قطر كما أنه يستغل قناة الجزيرة كأداة لتواجده ثم أن موقف الأمير نفسه أمام الهاربين من مصر والذى فتح لهم أبواب بلده وأغدق عليهم الأموال والوعود بالمساعدة بالعودة الى حكم مصر مايثير الشكوك حول امكانيات تغيير موقفه.
فمن الصعب التراجع عن هذا الموقف وخصوصاً وهو يعرف الإخوان الذين قد ينقلبون عليه لتشويه صورته فى حالة المصالحة.
غير أن الحكمة تشير الى انه اذا كان الأمير ذا بصيرة سياسية فإن من الحكمة أن يقبل بتنفيذ بنود هذه المصالحة وإلا سيقف وحيداً بعيداً عن الصف العربى والذى إذا اتحد سيكون قوة لا يستهان بها،  وفى هذه الحالة فإن القيادة القطرية تكون قد وضعت نفسها فى موقف لا

تحسد عليه.
أما عن الموقف المصرى عن المصالحة فقد رحبت القيادة السياسية من اليوم الأول بها وهذا يعطى دليلاً على أن القيادة فى مصر واعية وتنظر الى القضية بعيون مصلحة الوطن وانها تسعى الى ان تقيم علاقات منفتحة على كل العالم حتى بمن فيهم من رفضوا هذه القيادة وان كان الشارع المصرى يرفض هذه المصالحة فهو يرفضها من باب الأخوة حيث لم يكن يتوقع أخيه الا ما هو طيب والحرص الدائم على مصلحة أخيه وعلى ذلك يرفض بعض المصريين هذه المصالحة وهناك فرق شاسع بين الاختلافات الشخصية والاختلافات الدولية، ولو أن الإخوان لديهم نظرة سياسية عميقة كما يدعون لكانوا استوعبوا هذا الأمر فى المرحلة الأولى، ولم يتخذوا قطر ملجأ لهم فقد ينقلب السحر على الساحر بين عشية وضحاها وها هم الآن يمثلون عبئاً سياسياً محرجاً على دولة قطر ويضعون الرجل الذى فتح لهم الأبواب فى حيرة كبيرة.
وفى النهاية على دولة قطر ان توضح موقفها وبسرعة إما ان تركب فى سفينة نوح أو تكون من الغارقين وليعلم من لا يعلم انه غداً ستشرق الشمس العربية لتقتل الجراثيم العالقة فى جسد الأمة لتعود عفية قوية.