عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خليها.. لكم!

 

تعرضت فى حياتى إلى الكثير من المتاعب والمشاكل، مثلى مثل كثير من الناس، لكن أغلب هذه المتاعب سببها كان آخرون.

واجهت بمفردى ودون سند سوى رحمة الله بى، المكائد والدسائس، التى دبرها لى بشر لا شىء يربطنى بهم، ولا علاقة لى ولا خصومة معهم، لم أسع يوماً إلى الوقوف موقف الخصومة مع أحد، ولم أتمن فى أى وقت أن يكون لى عدو، أو أن أخوض حرباً ضد أحد، كنت دائماً - كما أعتقد - إنسانا مسالماً، حب الناس عندى له وزن كبير، حريصاً على التعامل باحترام وود صادق مع الكل، دون أن أنجرف إلى هوة النفاق، أو رذيلة الكبرياء.
وأتخيل أن بعض من أساءوا لى ظلماً ظنوا أن مسالمتى ضعف، وأن الطيبة غفلة وسذاجة، تضعنى فى ميزانهم فى موقف الفريسة السهلة!
فلم أكن أسعى إلى نفاق الكبار لأحصل على مكسب شخصى، ولا إلى الوقوف فى مظهر الذليل أمام الأقوياء لأكسب حماية أو أفوز بشىء لا أستحقه.
وكان من الطبيعى ألا أنضم إلى شلة، فى عالم لا يعترف إلا بالشللية وتجمعات القوى، وأن أرفض الأساليب الهابطة التى احترفها كثيرون، لكنها لا تتوافق مع شخصيتى وقيمى ومبادئى.
وأعترف أننى كنت فى - البداية - أفاجأ عندما تدبر لى مكيدة، أو ترسم حولى مصيدة، أو توضع فى طريقى عثرة، كنت أتخيل أنى لست عدواً لأحد، ولهذا كنت أدهش من حجم ونوع الكراهية التى يكنها لى البعض، رغم أنى لا أعرفهم بل أنهم لا يعرفوننى ولا يعلمون شيئاً عن حقيقتى، وعما إذا كانوا محقين فى إيذائى والهجوم علىّ بالحق والباطل!
ولا أكذب إذا قلت إننى طوال عمرى كنت أفتح قلبى لكل الناس، لكن كم من

إنسان ساعدته بصدق وتعاطف معه بحق، وأخلصت فى العطاء له دون انتظار لمقابل، فكان النكران ثمن العطاء، والجحود مقابلاً لكل مساعدة، هناك من تقاسمت معه رغيفى، فأعطانى خنجراً فى ظهرى.. وهناك من مددت له بكل الحب يد المساعدة، فنهش اليد التى علمته وساعدته وأعطته.
عشت طويلاً فى هذه الغفلة، وكأننى كان لابد أن أنتظر حتى يبيض كل شعر رأسى، لا تعلم دروس الحياة الواقعية، وأتأكد من وفاة البراءة التى ظننت أنها أصل الحياة.
كان لابد أن اصل إلى مشارف نهاية العمر حتى أفهم كالتلميذ البليد.. أن الحب كذبة كبيرة، وأن الصدق يذهب بصاحبه إلى النار، وأن المشاعر والأحاسيس وهماً خادعاً، مجرد كلمات لم يعد أحد يصدقها.
كان لابد فى لحظات الاكتشاف المذهلة، وأنا أرى صورة الواقع من حولى، أنه لا مكان فى هذه الدنيا إلا للقوى أو الكاذب، أو المنافق، أو بائع الضمير، كان لابد أن أسلم بهذا الواقع وأن أتجرع مرارتى فى قلبى، وأخفى حسرتى فى صدرى، وأدفن دموعى قبل أن تسقط فى بئر عينى.
ما كل هذا الحقد؟
ولماذا كل هذه القسوة؟
والصفاقة؟
والجرأة والوقاحة؟
والحيوانية؟
ماذا أقول غير.. «خليها لكم»؟!