رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سامحينى يا أمى!!

 

 

يسألني قلبي يوماً بعد يوم.. متي يتوقف شلال دموع الوطن.. متي نلتقي يوماً مع ضحكاتنا البريئة.. ونجبرها ألا تسافر بعيداً عنا أياماً طويلة.. فلم نعد نراها إلا في لحظات نادرة..

فقد تاهت بين دروب المحن.. ربما تلك الرسالة لا تصل في وقتها.. وربما تأتي معي في الكفن.. هذا حال شهدائنا الذين يموتون يوماً بعد يوم بيد الإرهاب الأسود لكن حتماً سوف ننتصر، فالدموع لابد أن تجف حتي لو كانت أنهاراً متدفقة، والقلوب لابد من أوجاعها أن تخف حتي لو كانت ناراً محترقة، وعلينا أن نواجه بقوة جماعات العنف والتطرف والإرهاب فمصر كانت ومازالت حامية العالم ولن يرهبنا التتار الجدد، وصليبيي هذا الزمان، فلن نقبل العزاء في الشهداء المغدورين قبل أن نقتص للوطن ممن يتوهمون استباحته، سوف نستكمل مسيرتنا لتحقيق التقدم والاستقرار، فحتماً سينتصر شعبنا الداعم لقواته المسلحة وشرطته مهما كلفنا ذلك من تضحيات، فقد عرفت الأوطان قبل معرفة الأديان، لكن قبل ذلك علينا بناء الإنسان.. إنسان يمتلك الوعي، وتمت تربيته عبر خطاب ديني معتدل، ويعيش حياة آدمية، وينعم بتعليم جيد وسكن آدمي وعلاج مجاني وفرصة عمل مناسبة، ويعيش في دولة لا تتركه فريسة في أيدي جماعات العنف والتطرف، إنسان يراهن علي الإنتاج والتعمير وليس القتل والتدمير.
قال في رسالته الأخيرة: «متبكيش وسامحيني يأمي.. لو جه العيد ومجتش.. متزعليش.. فراقك كان غصب عني.. سامحيني مش بخاطري أفارق حضنك.. ياما حكيت أنا وصحابي «دفعتي» عن حنانك.. فاكرة لمتنا جوه البيت.. فاكرة ضحكتنا أنا وإخواتي علشان نهون عليكِ حزنك يوم وفاة جدتي.. فاكرة زعلك علي زعل أبويا يوم ما مات عمي حسين.. يومها كان حزين قوي وعلمنا أن الإخوة مش بس دم.. يمكن الصحاب يكون أعز من الأخ.. ياما بقول لزمايلي في الكتيبة أنتم أحسن حاجة طلعت بيها من الدنيا.. صحاب بجد.. رجالة تهد جبال.. فاكرة لما قولتيلي إياك والغدر.. بقينا بنخاف الغدر ييجي من اللي نفتكرهم إخوات.. قالولنا زمان إن العدو قدامنا ونطمن وإحنا ضهرنا للوطن.. النهاردة الطعنة بتييجي من الضهر.. هو ليه الزمن بقي غير الزمن.. علشان مطولش عليكِ.. ما أحلي الموتة من أجل الوطن.. سامحيني.. وخلي بالك من إخواتي.. وصيهم يفتكروني.. ويقولوا عليا إني كنت ولد طيب وجدع.. كان نفسي أفرحكم.. بس نصيبي إني أكون ليكم وجع.. بس أمانة متسبيش تاري.. والتار مش بس تقتلي اللي قتلني.. التار الحقيقي أنك تربي إخواتي إزاي يطلعوا رجالة يصونوا العرض ويحافظوا علي الأرض.. علميهم إزاي يواجهوا الغدر.. قولي لأبويا ابنك كان راجل.. ومات واقف علي رجليه.. سامحيني إني محضرتش فرح أختي.. لازم تفرحوها وترقصوا وتعزموا كل الأهل والجيران.. وأمانة اوعي تبكي قدامها في يوم فرحها.. متزعليش أنا شهيد وفي الجنة بعيش.. لما تروحي الجنينة بتاعتنا اروي «العنبة القديمة» ووزعي عنبها ع الجيران زي ما علمتيني زمان.. ولو عملتي «صينية بسبوسة» متنسيش تدي بوسة لمحمد وبوسة لجرجس.. أنا اللي بشوف في لمتهم مع بعض دنيا عمرها ما تتهزم.. علميهم يعني إيه نشيد بلادي بلادي ويعني إيه رفع العلم.. علميهم إن الوطن أبقي من كل الشجن.. علميهم إننا بالوحدة هنعدي كل المحن».
خايف..
ياللي صوتك هو هتافي جوه زنزانتي.. خايف أموت.. خايف أموت قبل ما يجمعنا بيت.. خايف أموت قبل ما يفرح بيا أهلي.. وأخلف منك بنت بنفس اسمك وولد يشبهني.. خايف الحروف تنتهي قبل ما واصف بيها حبك.. ياللي صوتك هو هتافي جوه زنزانتي.. ياللي دمي نهر بيجري جواكي.. خايف تنتهي حكايتي.. قبل ما تعرفي أن ضحيت بروحي فداكِ.. خايف أبقي مجرد ذكري في الحياة.. تقولي مر من هنا راجل كان جدع.. وتمصمصي مر الأيام.. وتنسي قلبي اللي توجع.. خايف لما تفتكريني أكون فعل ماضي.. وتحزني علشان لحظات وبس.. وتقولي يا خسارة  حلم مكملش.. استحلفك وقتها تسامحيني.. وتعرفي حبي ليكي مروي بدمي.. حب ميتوصفش.. سامحيني لأني كنت بطل من غير جناحات.. واعذريني إني مكلمتش معاكي الطريق.. هو مين أتاخد إذنه قبل ما مات.. كلنا روحنا بتروح من سكات.
خايف.. أيوه أنا خايف.. خايف عليكي لتفتكري إني ندل أو جبان.. وإني سبتك لوحدك بخاطري.. صدقيني غصب عني.. قبل ما يموتوني سألتهم عن وعدي ليكي.. وقلتلهم.. اتفاقنا إننا منتفرقش.. قالوا معندكش اختيار.. مجبر ترحل لوحدك وده آخر قرار.. سامحيني حلمت بوطن يجمعنا بالعدل.. حلمت بضحكة تملأ بيتنا من غير ذل.. يااااه نفسي بلدنا تبقي بيضة زي قلوب جدتي اللي أنا فاكرها طشاش.. نفسي حقوقنا متتسكش علي قفاها طناش.. نفسي المحبة تبقي حقيقة مش حلم مؤجل وعمره ما جاش.. نفسي ألعب في جرننا تاني استغماية وأجري لحد «الريد».. وأموت من الضحك.. خايف أبقي مجرد سطر في قعدة صاحبي.. خايف أصعب ع الجيران.. وأخرتي كلمتين عن أيام زمان.. وافتكروله الرحمة.. ويمكن ييجي يوم ينسوا يقروا الفاتحة كمان.. أصلي خايف أموت من الخوف.. خايف تسكت الحروف.. خايف أموت من غير ما يجمعنا بيت.. خايف ميفرحش بيا أهلي.. ومخلفش منك بنت بنفس اسمك وولد يشبهني.. أيوه أنا خايف.. بس أنا عارف.. أنا بحبك.. والموت لو جه.. هقوله أنا ليا شروط.. يسبني ادعي ربي.. اللهم انصر بلدي.. اللهم ارحم أهلي.. واجمعني بيكي في جنة الخلد.. ياللي صوتك هو هتافي جوه زنزانتي.. اوعي تخافي ده الخوف يخاف لما هيلقاقي جوه قلبي.


[email protected]