رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

برنامج العاشرة مساء.. وجرس إنذار حاد!

أجدني مضطراً لعدم استكمال حديثي عن داعش وما فعلته باليزيديين والمسيحيين من قتل وبيع نسائهم وأطفالهم في عودة لعالم الرقيق والعبيد، وذلك لمناقشة ما جرى مع الاعلامي وائل الابراشي في حلقة برنامج العاشرة مساء التي أذيعت قبل بضعة أيام.. وتم قطع الارسال عن البرنامج مدة ثلاث ساعات.

وقد حدث ذلك الأمر عند مناقشة وائل الابراشي موضوع الحلقة الرئيسي وهو ما جرى لأحد الاطفال في إحدى المدارس بسقوط لوح زجاج فوق رقبته وكان سبباً في وفاته.. وحوادث اخرى مشابهة جرت في بعض المدارس بسبب سوء حالة هذه المدارس التي تسببت في وفاة بعض الطلبة أو حدوث اصابات جسيمة لهم، كذلك كان موضوع الحلقة سيتطرق الى انهيار بعض المصانع وسقوطها وهى تابعة لإشراف وزارة الاسكان.
وقد بررت ادارة القناة أن قطع الإرسال عن الحلقة كان بسبب عطل فني تسبب في قطع البث من مدينة الانتاج الاعلامي إلا ان البث المخفي عاد بعد الواحدة فجراً وبعد أن نام أغلب المشاهدين!!
غير أن الحقيقة لم تكن عطلاً فنياً.. بل عطلاً سياسي يعود بنا الى عصر مبارك عندما كانت تصدر التعليمات للقنوات المختلفة بعدم مناقشة موضوع ما.. فإذا لم تلتزم القناة كان العقاب القاسي ينتظرها.. وهو ما حاولت ادارة قناة دريم أن تتلافاه بقطع البث عن حلقة وائل الابراشي بعد صدور تعليمات بذلك، وهو ما كشفه وائل الابراشي نفسه في تصريحاته عندما اعلن ان ادارة المحطة أبلغته أن أكثر من وزير، منهم وزيرا التعليم والاسكان كانا غاضبين بشدة بعد اعلان القناة عن موضوع الحلقة وأبلغا القناة بعدم إذاعة أي مادة تتعلق باداء وزارتيهما سواء الأوضاع المتردية في المدارس أو المصانع التابعة لوزارة الاسكان كما حدث في مصنع العبور، وبالفساد المتفشي في وزارة الاسكان عموماً، وهو مارفضه وائل الابراشي وأصر على ضرورة فتح تلك الملفات وكشف الفساد في وزارتي التعليم والاسكان فكان ما كان.
والحقيقة أن ما جرى لبرنامج وائل الابراشي يدق جرس إنذار شديد اللهجة، بأن بعض الوزراء بعد ثورة 30 يونيو لايزالون يعيشون اجواء عصر مبارك فلا يتقبلوا النقد أو مناقشة أي أوضاع خاطئة أو فاسدة في وزاراتهم، والمدهش أن سلطة الوزيرين وصلت الى حد قطع الإرسال عن البرنامج، ولا أدري يقينا إن كان رئيس الوزراء قد تدخل في الأمر وكان ما جرى بتعليمات منه أم

لا؟ فإن كان لا يعلم فتلك مصيبة لأن بعض الوزراء لديه صاروا ديكتاتوريين لا يقبلون كلمة نقد، وإذا كان قد علم أو شارك فيما جرى فالمصيبة أكبر وأفدح، في أن رئيس الوزراء قد بدأ عهد ديكتاتورية جديدة غير مسموح فيها إلا بصوت واحد ينافق الحكومة ويمتنع عن نقدها، وكأنها حكومة ملائكة لا يمسها الباطل من قريب أو من بعيد.
وما جرى - كما قلت - لا يختلف عما كان يجري أيام مبارك أو حتى ما كان يجري في العام الذي حكم فيه الاخوان مصر، بل إنه حتى في ذلك العام لم يتم قطع البث عن برنامج ينتقد اداء الاخوان وحكومتهم ورئيسهم.
وكأن ثورتين لم يتفجرا.. وكأن نظامي حكم لم يسقطا بسبب تلك الديكتاتورية المعنية.
والحقيقة أن ذلك الحادث يكشف عن اننا نتجه باتجاه ديكتاتوري كارثي.. في عودة لتكميم الأفواه.. فالإعلام الذي يفترض فيه أن يناقش مشاكل الشأن العام.. صار مهدداً بإغلاق قنواته وتكميم الافواه وربما يكون القادم هو إلغاء تراخيص القنوات التي تخرج عن التعليمات الحكومية أو ربما مصادرة جرائد المعارضة أيضاً، وما أراه عن يقين أن ما يجري لم يكن متوقعاً على الاطلاق بعد ثورة 30 يونية وأنه يسحب من رصيد الرئيس السيسي الذي لست أشك أبداً انه يرفض مثل تلك الاساليب مع جموع المواطنين البسطاء الذين أتوا به الى حكم مصر.. وعليه أن يتدخل في أسرع وقت لعقاب كل من حاول تكميم الافواه وكبت الحريات ففي البلاد المحترمة حقاً فإن ما حدث كان كفيلاً بإسقاط الحكومة كلها!!