لا كرامة لنبى في وطنه
أدين لها بالفضل في فهم ما يحدث حولنا من أمور ودليلنا علي ذلك أننا نجد الكفاءات تتساقط واحداً تلو الآخر لانها لا تجد ضالتها بين أهلها، فذهبت بعيداً حيث الوحدة والعزلة برغم انها تجد نفسها الأحق بالرعاية -
بل لها حق في تنمية الكفاءات القادمة لتكوين كوادر المستقبل ولكن نجد أنهم بادروا بقطع الشجرة حتي لا يستظل بها أحد وهذا ما خلق جو من البوار الفكري والعقم الذهني، وإن كنت أخص بالذكر علي سبيل المثال لا الحصر مهنة الصحافة فبدلا من أن نحافظ علي من نبغوا رحنا بقطع أواصرهم بكل ما أوتينا من قوة، وتأخذني في هذا الموقف تلك الطريقة المهينة التي تستدعيهم للخروج فبدلا من الاحتواء بكلمات طيبة ونذكرهم بما فعلوه من أجل جريدتهم، رحنا نقطع أوصالهم من المنبت حتي لا ينبت أي جزء يمكن أن يعكر صفو البعض ممن يقف لهؤلاء بالمرصاد. فهذه مشكلة وطن بأكمله أنه لا يحافظ علي كوادره، وأخص هنا أصحاب الهمة التي يكون من ورائها النصح والتوجيه.
وفي ذلك الصدد أذكر واقعة غريبة وتثير قدراً كبيراً من الدهشة تتمثل في الاستغناء عن بعض الكفاءات بدعوي ترشيد الانفاق .. يحدث ذلك في مستويات مختلفة منها الإعلام.. حيث يتم استبعاد كتاب أحبهم القراء لأسباب مادة تتعلق بما يتقاضونه من مكافآت.. ولذلك علينا ألا نندهش إذا وجدنا أمثال هؤلاء الكتاب يهجرون الكتابة لأنهم لم يجدوا ما يؤازرهم فكريا ومعنويا في كلمة انتظروها - فملوا الانتظار وراحوا