رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التعليم.. وأيامه!

ويبقي السؤال الذي يخترق أذنيك كل صباح: هل هناك أمل؟!.
الأمل ينطلق من عصير أفكار المجتمع الطامح إلى الحياة.. المبادرة والمشاركة المجتمعية في حب المستقبل تحت شعار «فكرة بفكرة والبادي مبدع»!.

من أجل الأمل، تناولت في مقال الجمعة الموافق 26 سبتمبر 2014م تحت عنوان «وأصبح العالم مدرسة كبيرة!» أن «الفكرة المبدعة» باتت في عالم اليوم أولوية في حياة الشعوب، ومن قطاع التعليم - أحد أهم مرتكزات التغيير المجتمعي طويل الأمد- استندت إلى تجربة مبدعة مفادها أن «مدرستين متجاورتين في مدينة شيكاجو الامريكية، قادتا إلى ميلاد فكرة لأضخم شبكة للتواصل الاجتماعي للأغراض التعليمية وهي الفكرة التي استطاعت أن تجتذب أكثر من 41 مليون عضواً حول العالم في 6 سنوات»!.
لا أعرف لماذا تذكرت الآن الاخوان رايت.. مصطفى أمين وعلى أمين.. أم كلثوم ورياض السنباطي.. الأخوان رحباني.... الراحلين وردة وبليغ حمدي.. على الكسار وتوجو مزراحى.. إسماعيل يس وفطين عبد الوهاب.. شادية وحسين كمال.. نور الشريف وعاطف الطيب؟!
ربما لأنها ثنائيات حفرت أسماءها في ذاكرة كل منا .. ثنائيات نجحت في تحقيق التغيير والتأثير الإيجابي في مختلف قطاعات الحياة، في الإعلام والثقافة والموسيقى والعلوم والاقتصاد، من عقلين اثنين إلى البشرية؟!..
لكن، هل سمعت عن ثنائيات في التعليم بالوطن العربي؟!..
لقد كان قطاع التعليم في الوطن العربي- ولا يزال-  عملاً فردياً يفتقد إلى الطاقة الإيجابية في أيامه وأحلامه.. عملاً تحكمه بيروقراطية حكومية بلا منظومة حقيقية فاعلة قادرة على بناء «الثنائيات المبدعة» القادرة على قيادة التغيير على أرض الواقع!.
إذا كانت أوراق الإعلام والثقافة والفن – والتي تتفق أو تختلف معها - تعبر عن ساحات واسعة من عصير الأفكار المتبادلة، فإن المناهج التعليمية- على سبيل المثال- كانت ولا تزال بين يدي عقل واحد يفرض «الوصاية الفكرية» التي يجب أن تختفي في قطاع التعليم.
بين أروقة الحكومات العربية استراتيجيات متشابهة وخطط تبث الأمل بين أوراقها، غير أنه سرعان ما تتسرب  أحبارها «يأسا» مع لحظة التنفيذ، من دون أن تحقق الحد الأدنى من الأهداف!.
باختصار، إذا كانت الأفكار المبدعة تنشر ضياءها بقوة دفع ذاتية تمنحها القدرة على الحياة والتكاثر وإحداث التغيير على طريقة الأخوان رايت وأم كلثوم والسنباطي!، فإنني أدعو الحكومات العربية إلى مساندة التجارب المتميزة في التعليم والعمل في نشرها.. أدعو إلى دعم «الثنائيات».. كل معلم.. كل مدرسة في الوطن العربي.. أدعو إلى بناء شبكة المدارس والسعي نحو تبادل المعرفة والتجارب المتميزة فيما بينها.. أدعو إلى بث الطاقة الإيجابية في مجتمع يفقد السعادة مع تعليمه.. أدعو إلى الخروج بمسيرة التعليم من المسار التقليدي عبر تعزيز المشاركة المجتمعية التي تبدو مجتمعاتنا في حاجة ماسة إليها في رحلة البحث عن المستقبل.
أدعو إلى اعتماد مسار التطوير القادم من أسفل إلى أعلى وليس العكس، وذلك تزامناً مع منح المزيد من الصلاحيات والحريات للمدارس في كافة أرجاء الوطن العربي من أجل المبادرة وتشارك الأفكار المبدعة في أساليب الإدارة المدرسية والتعليم والتعلم.
إنها صناعة مختلفة لن تصبح واقعاً ملموساً إلا إذا كانت لدينا الإرادة الحقيقية لبناء مجتمع المعرفة!.. نقدر؟!