عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شـوارع العمـر ! دخلت البيت ..

خلعت قناعي من على وجهي عند الباب . وألقيته على شماعة الملابس . عدت إلى ركني المهجور إلا من منضدة مليئة ببقايا السجائر . ووسادة فراش بارد . تنام عليها شجون وهموم . وآثار دموع تسقط رغماً عنى وأنا نائم !
عدت من الشوارع ..

شارع الفاترينات المملة المضيئة . شارع الزحام الذي ضاق بمن لا يشعرون بأزمة الحياة . بعد أن طحنتهم وحولتهم إلى أشباه بشر لا حول لهم ولا قوة .
مشيت في شوارع تشبهني ..
وشوارع لفظتنى وكل من ليس يحمل تأشيرة دخول !
ورجعت إلى شوارع تعرفني..
شارع على شاطئ نهر . فيه جاءت بي أمي إلى هذه الدنيا . وعرفني الشارع طفلاً جاهلاً بريئاً. وانعطفت إلى شارع صباي الحالم . وشارع الحب . وشارع الأحزان . وشارع الآمال . فلم أجد سوى ذكريات قلب كسير !
ومثل كل نهار ..
ينقضي يومي في نهاية رحلة شوارع العمر . بمزيد من وجع القلب . الذي هو بالأساس موجوع . فأعود إلى نفس ركني  البارد المهجور .
لا من صديق . ولا من قريب . ولا حبيب . الهاتف لا يدق سوى بالكذب . ولا من إنسان حقيقي يطرق باب البيت أو القلب . أو ساعي بريد يحمل رسالة من عند الله !
ويزحف الليل كمن يتسلل على استحياء . إلى حجرة مريض واهن . كآنية زهور زجاجية كسروها . فهل ينفع أن تلتئم شظاياها أبداً ؟
لا ينفع ..
لا ينفع ..