عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة وطن فى أذن الرئيس

مؤامرة الربيع العربى أو مؤامرة الشرق الأوسط الجديد سمها كما شئت, فالمهم أن المحتوى والأهداف والتخطيط أصبح معلوماً وواضحاً لشعوب منطقتنا العربية المستهدفة بتلك المؤامرة, والآن أصبح التساؤل الأهم هو أين نحن من تلك المؤامرة؟.. أو بتعبيرٍ آخر ما الأهداف أو المراحل التى تحققت من تلك المؤامرة, وما السيناريو القادم المحتمل فى ظل الأحداث الجارية؟

وحتى لا تنحرف بنا العواطف, نستطيع القول إن تلك المؤامرة, قد حققت بعض أهدافها مثل احتلال قطر وغزو وتدمير العراق وتقسيم السودان إلى دولتين بصفةٍ مبدئية, أما باقى البلدان المستهدفة فما زال الشيطان الأمريكى يعبث فيها بآلياتٍ مختلفة لتحقيق أهداف مؤامرته الاستعمارية العنصرية، ودون مبالغة أو تهوين نستطيع الجزم بأن حجر العثرة الذى أعاق ذلك المخطط التآمرى عن استكمال منظومته وأهدافه بالمنطقة وفقاً لآليات ومراحل تنفيذه, كان مصر التى أدركت - بحضارتها العريقة وفراسة وصلابة شعبها - أبعاد ذلك المخطط الآثم, فتصدت له بالحكمة والصبر عند تعرضها لموجته الأولى فى يناير 2011, ثم استطاعت دحره وتقليم أظافره بثورتها الرائدة فى 30 يونية 2013.
لقد كانت هذه الثورة دليلاً على عبقرية هذا الشعب, حين استطاع أن ينفض عن بصيرته غبار الخداع والتضليل فتبين له الحق من الباطل, وأن يسترد إرادته التى سُلبت منه زوراً وبهتاناً فاتحد على قلب رجلٍ واحد وهَّب بثورته للحفاظ على أمن وطنه واستقلاله, وإسقاط حكم من تآمروا عليه مع أعدائه وتعاونوا فيما بينهم على الإثم والعدوان إضراراً بهذا البلد الطيب من أجل مغانم شخصية أو أوهامٍ سياسية لا طائل منها، ولقد كان من سمات عبقرية هذا الشعب إصراره على مواجهة كل الاعمال الإرهابية التى انتهجتها تلك الجماعة المتآمرة بقصد ترويعه وتركيعه لحكمها، ثم استطاع أن يرسم لنفسه طريقاً للمستقبل يعيد بناء الدولة على دعائم قوية حديثة ويحقق آمالها الثورية المنشودة، ولكن هل يمكن لتلك الجماعات الإرهابية أو المتطرفة والموالين لهم والمتعاطفين معهم أن يتركوا سفينة الحياة لتصل إلى بر الأمان؟.. بالطبع لن يتركوها أبداً ما دام عندهم بارقة أمل فى استعادة الحكم ولو على أنقاض الوطن وأشلاء أبنائه.
وشرحاً لذلك فإن ثورة 30 يونية إذا كانت قد أوقفت المخطط الأجنبى ومنعت تنفيذه فى مصر, فإنها لم تسقط المخطط ذاته ولم تقض عليه نهائياً, وبالتالى يظل الأمل قائماً لدى أعداء الوطن, فى إمكانية تنفيذه داخل مصر إذا تهيأت الظروف المناسبة لذلك.. ومن جانبِ آخر فقد كان وعى الشعب وصلابته وتوحده خلف قيادته الوطنية، هو القوة الحقيقية التى منعت أى تدخل عسكرى لفرض ذلك المخطط الآثم على مصر , كما أنه كان وسيظل حائط الصد المنيع ضد كل الأعمال الإرهابية التى تستهدف نفس الغرض, ومن هنا أدرك أعداء الوطن أنه لا سبيل أمامهم لتنفيذ مخططهم إلا عرقلة خُطوات خارطة المستقبل التى رسمها الشعب لنفسه, وحيث

فشلوا فى الخطوة الأولى والثانية, فلم يبق أمامهم إلا الخطوة الثالثة وهى الانتخابات البرلمانية القادمة.
نصل بذلك إلى بيت القصيد حيث أتفق مع رأى الكثيرين بأن الانتخابات القادمة هى أهم وأخطر انتخابات برلمانية فى تاريخ مصر الحديث, بل وأعتقد أن النظام القائم بكل الآمال القومية المعقودة عليه, مرهونٌ بمجلس النواب القادم حسب الأطياف السياسية التى سيضمها, فإذا حصل التيار الإخوانى على 20% فأكثر, فإن ذلك - لا قدر الله - سيكون فى ظل الصلاحيات الدستورية الممنوحة للمجلس وما يملكه هذا التيار من إمكانيات مادية وإرهابية, بمثابة القشة التى تقصم ظهر البعير.
فى إطار هذا المنظور أرى أن التحالفات والتحركات السياسية الجارية الآن بقصد الحد من تسرب عناصر التيار الإخوانى إلى مجلس النواب, ليست كافيةً بالمرة لتحقيق هذا القصد, بل وأظن أنها يمكن أن تؤدى لنتيجةٍ عكسية، وفى واقع الامر الملموس فإن الوجدان المصرى قد لفظ تلك العناصر وباتت قناعة الأغلبية على رفض انتخابها, ولكن المشكلة تكمن فى عدم قدرة البسطاء على تمييز تلك العناصر المرفوضة والتى يمكنها التستر بأقنعة مختلفة، لذلك أقترح على أولى الأمر لمساعدة هؤلاء البسطاء أن تضطلع جهة مثل هيئة الاستعلامات بإصدار ما يمكن تسميته بالبطاقة الخضراء لمن يطلبها من المرشحين كشهادة عن سمعته السياسية, وبطبيعة الحال فإن هذه البطاقة لن تصدر إلا لمن يثبت عدم انتمائه لأى تيار متطرف وفقاً لمعلومات الهيئة ومراجعتها للجهات الأمنية المختصة, وفى هذه الحالة ستكون تلك البطاقة احدى الوسائل الدعائية التى يستخدمها المرشح أياً كان انتماؤه الحزبى, وفى نفس الوقت ستكون دليلاً للناخب لفرز ذلك المرشح عن ذاك، كما أن استنان هذه البطاقة الخضراء لن يشوبه أىُ عوارٍ قانونى, لأنها لا تمنع أحداً من الترشح ولا تحجر على رأى أحدٍ فى الانتخاب, وإنما هى مجرد إحدى الوسائل الدعائية التى قد تتوافر لشخصٍ دون آخر.


E-MAIL :[email protected]