عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الضبابشة» وأخواتها!

«الضبابشة».. قرية في قلب الدلتا تطلب العدل مثل قرى أخرى كثيرة في بر مصر تتشابه معاناتها وأحلامها الضائعة على أبواب البيروقراطية الحكومية التي تعكس حالة من التخبط والتخطيط العشوائي.

باختصار، تشهد الضبابشة و«أخواتها» ما يلي:
- وحدة صرف صحي تم البدء في تنفيذها منذ أكثر من 5 سنوات، ليكتشف القائمون على المشروع بعد الانتهاء من أعمال ربط الشبكة.. أن قدرة المحطة الرئيسية في قرية نهطاي - 3 كيلو مترات من قرية الضبابشة - لن تستوعب القرى المستفيدة من المشروع، ما تسبب في مزيد من التأخير في تسليم المشروع، لاسيما أن المحطة - وبحسب أهل القرية - قد تقرّر أن تشهد عمليات إعادة تأهيل، في وقت ارتفع منسوب مياه الصرف الصحي في القرية مهدّداً عشرات المنازل بالانهيار على رؤوس أصحابها!
- ترعة «العطف» وهي أحد أكبر المسارب الفرعية المهمة لنهر النيل وتغذّي مياهها العذبة ما يزيد على 50 قرية تابعة لمركز زفتى تحولت بفضل التأخر في تنفيذ مشروع الصرف الصحي الموعود إلى واحة لتسريب مخلفات الصرف الصحي، الأمر الذي يهدد بمخاطر متزايدة على الصحة العامة والإنتاج الزراعي، كما أن هناك إهمالاً واضحاً وصريحاً من جانب الأجهزة التنفيذية متمثلة في الوحدة المحلية ومحافظة الغربية.
- طريق دولي تم البدء في تنفيذه منذ ما يقارب 7 سنوات، ليقطع عدد كبير من القرى في محافظة الغربية، وعلى الرغم من نزع ملكية مساحات شاسعة من أجود الأراضي الزراعية في وسط الدلتا لخدمة الطريق الموعود والذي يمتد بطول 30 كيلو متراً، إلا أن المشروع - الذي لم يكتمل حتى الآن - صار موطناً للقمامة ومخلفات البناء بمختلف أنواعها وأشكالها، بل أصبح المشروع في الوقت ذاته ملجأً لقطاع الطرق ومتعاطي المخدرات في ظل غياب واضح لأجهزة الأمن!
يا دولة رئيس الوزراء، الذي أثق

في تفانيه في عمله وحرصه على ضمان الإنجاز في تنفيذ المشروعات المتأخرة.. يا وزير الداخلية.. يا وزير الإسكان الذي يدرك حجم معاناة القرى المحرومة من الصرف الصحي.. يا محافظ الغربية.. يا وحدة يا محلية، إليكم هذه القصة التي يحكيها أهل القرية:
يقولون إن شخصاً من أهل القرية استدعى رجلاً لبناء فرن بلدي بالطوب اللبن ويعمل بالنبات المجفف.. حضر الرجل حاملاً أدواته، غير أنه وبعد أن أنجز نصف المهمة اكتشف أن البناء قد قام على طرف جلبابه الفضفاض!
فكر الرجل في كيفية الخروج من المأزق، وبسرعة بديهة تحدّث إلى أصحاب البيت متسائلاً: أي أنواع الخبز تريدون من هذا الفرن الموعود إنتاجه؟.. أجاب رب البيت متعجباً: كل الأنواع بالتأكيد!.. سحب الرجل طرف جلبابه لينهار البناء وهو يردّد: «مش تقولوا قبل ما أشتغل، سامحوني فقد بنيت الفرن ليخبز فقط الخبز المعد من القمح.. الآن سأبني لكم فرناً لتصنيع كل أنواع الخبز؟!».
نحن نأكل من زرع هؤلاء الناس الطيبين، ولو تأخرت مثل هذه المشروعات – التي شهدت بالفعل نسب إنجاز مرتفعة -  لأكثر من ذلك، فإننا جميعاً مدعوون للوقوف في طابور مرضى السرطان والفيروسات الكبدية!.
الشعب يريد تحقيقاً فورياً عاجلاً ومحاسبة المقصرين!