عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في مسألة مدينة الإنتاج الإعلامي

أخيراً انتهت مشكلة اختيار رئيس جديد لمدينة الانتاج الاعلامي بعد اسابيع من عدم التوافق بين مجلس الادارة لاختيار رئيس للمدينة من بين أعضائها.. وما جرى في ذلك الأمر وانتهى باختيار أسامة هيكل وزير الاعلام السابق كرئيس لمدينة الانتاج الاعلامي قد كشف عن عدة أشياء بعضها جيد وبعضها سيئ.. ونبدأ بالجيد فهو أن مجلس الادارة لم يستسلم لأي ترشيح جاء من جهات عليا.. مثلما حدث مع ترشح وزيرة الاعلام السابقة درية شرف الدين لرئاسة المدينة.. ومعروف

للجميع أن من كان يقف وراء ذلك الترشح هو السيد رئيس الوزراء الذي يبدو أنه الوحيد صاحب القناعة بكفاءة درية شرف الدين التي كانت محصلة انجازاتها كوزيرة للاعلام هو «صفر كبير».. فهى لم تفعل شيئاً للتليفزيون المصري أو الاعلام الرسمي للدولة.. بالرغم من اختيارها كوزيرة اعلام مرتين.. ولولا أن الدستور الجديد ينص على عدم وجود وزارة اعلام لكانت درية شرف الدين وزيرة للاعلام حالياً رغماً عن عدم انجاز أي انجاز!
ومحاولة ترشيح درية شرف الدين لرئاسة المدينة جاء رغماً عن أن القانون لا يجيز ترشح أي شخص ليس عضوا بمجلس الادارة لرئاسة المدينة.. ولأن الترشيح ضد القانون ولأن درية شرف الدين لم تترك بصمة في عملها كوزيرة للاعلام ومن هنا وقف مجلس الادارة ضد ذلك الترشح خاصة اعضاء المجلس التابعين لاتحاد الاذاعة والتليفزيون.. وهو الأمر الذي ربما يكون قد أغضب السيد رئيس الوزراء.. وهو الأمر الذي بما يدفع ثمنه رئيس التليفزيون الحالي عصام الأمير لأنه لم يخضع للأوامر العليا!!
أيضاً وقوف بعض اعضاء المجلس خاصة ممثلي البنوك والمساهمين ضد ترشيحات أخرى.. هو بمثابة اشارات ايجابية بأن المجلس لم يعد يستسلم لأي ترشيح كالسابق، وأصبحت له وجهة نظر في محاولة لوقف نزيف خسائر المدينة الذي فشل رؤساء المدينة السابقون في ايقافه، بل انهم ساهموا في زيادة تلك الخسائر لأنهم كانوا بلا طموح ويفتقدون الخبرة اللازمة لادارة مثل ذلك الكيان الضخم، وكانت المسألة مجرد تسكين مناصب أو توزيع التورتة دون النظر للصالح العام.
وإذا كان اختيار اسامة هيكل قد جاء انتصاراً للصالح العام.. فان المحاولات السابقة من مسئولين كبار لتعيين اشخاص بعينهم هو الأمر السيئ لأن هؤلاء المسئولين لايزالون يعملون بالعقلية القديمة باعتبارهم أصحاب القرار حتى ولو كان ضد الصالح العام، من أجل المجاملة، حتى لو كانت تلك المجاملة تضر بالمؤسسات الوطنية وتدفعها للخسارة بدلاً من الانطلاق لتحقيق أرباح.
فالمدينة قد عانت كثيراً من جمود في الأوضاع وتزايد الاهمال وتوزيع مكافآت

وأرباح على الكبار.. في الوقت الذي لم ينجز فيه هؤلاء الكبار شيئاً.. فانتاج مدينة الانتاج الاعلامي قد تقلص ولم تنتج المدينة مسلسلاً واحداً بالانتاج المباشر.. وكل انتاجها الموسم الماضي كان بالمشاركة.. تساهم فيه المدينة مع القطاع الخاص بمعداتها واستديوهاتها.. في الوقت الذي يصل فيه موظفو قطاع الانتاج بالمدينة الى المئات ظلوا جميعاً بلا عمل ويتقاضون مكافآت وأرباحاً وحوافز.. في حين أن الهدف من انشاء مدينة الانتاج الاعلامي في الأصل كان بغرض انشاء العديد من الاستديوهات واماكن التصوير المفتوحة لتستخدمها المدينة في انتاجها المباشر الذي وصل في بداية انشاء المدينة الى ما يقرب من عشرين مسلسلاً.. أما الآن فالحصيلة هى «صفر كبير» في الانتاج الدرامي المباشر!
وأيضاً مدينة الملاهي في مدينة الانتاج الاعلامي التي ظلت مغلقة لسنوات بسبب خلافات وصل للمحاكم وأضاعت الملايين على المدينة من تشغيل مدينة الملاهي.. وكذلك الخلافات بين الشركة الأجنبية التي قامت بانشاء بعض استوديوهات المدينة واختلفت مع ادارتها فأقامت الشركة الاجنبية قضية في المحاكم الدولية وحصلت على تعويض بملايين الدولارات لاتزال المدينة تسدده من قروض البنوك حتي الآن!
ناهيك عن فرص الاستثمار المهددة داخل المدينة وعدم استغلالها الاستغلال الأمثل.. مما أضاع ارباحاً أخري بالملايين واقتصادياً كيف يمكن لكيان استثماري وصلت تكلفته الى ملياري جنيه، ألا تتجاوز أرباحه خمسة ملايين جنيه فقط.. حتى ان مدن انتاج اعلامي اخرى مشابهة اقيمت في قطر وغيرها حققت مئات الملايين كارباح ولم تتكلف نصف تكاليف انشاء مدينة الانتاج الاعلامي، لذلك أرى أن اسامة هيكل قد ورث تركة ثقيلة أعانه الله عليها، وأرجو أن يتحقق على يديه ما كنا نتمناه لهذا الصرح الاعلامي الانتاجي.