رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وكشفت الديمقراطية الأمريكية عن أنيابها

أبناء الجيل الذي سبقنا ومن قبلهم أيضاً، تندروا كثيراً علي جملة الرئيس الراحل أنور السادات، حين قال «الديمقراطية لها أنياب» وها هي الإدارة الأمريكية تطبق مقولة «السادات»، رغم انها تروج لنفسها- ليل نهار- ويحلو للمنتفعين منها أن يرددوا، انها تحمل التفويض الإلهي لتعميم الديمقراطية علي بلاد الغلابة أمثالنا التي ظنوا انها ليس لها صاحب في منطقة الشرق الأوسط! وظهرت أنياب الديمقراطية الأمريكية في ولاية ميزروي وبالتحديد بمدينة فيرجسون وبدأت بمقتل الشاب

مايكل براون علي يدي الشرطة الأمريكية وانغرزت الأنياب أكثر في أجساد المحتجين وأعراضهم في عرض الشارع ولم تنطق أي منظمة من منظمات حقوق الإنسان بشيء ضد السيد الأمريكي! ورغم حالة الضعف والاستكانة التي صبغت لهجة معظم المتحدثين باسم الإدارات والمؤسسات المصرية طوال عهود ضمت وكان معظم البيانات والخطابات، إما علي الهوي والمزاج الأمريكي أو في السياق الذي يسترضيها ولا يعارض إرادتها أو يتسبب من قريب أو بعيد في إثارة غضبها وجدنا بل رأينا وسمعنا أخيراً من يقول للغولة «ياغولة.. عينك حمرا».. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية للأمريكان «عيب احترموا حقوق الإنسان» ولم يأت هذا من فراغ أو مجرد استعراض عضلات صوتية لكن بعد خروج الشعب المصري في 30 يونية وقرار المشير السيسي والمجلس العسكري في 30 يوليو استجابة للرغبة الشعبية بإزاحة حكم الإخوان صنيعة السيد الأمريكي بعد تفويض الشعب له وإحباط خطتها في تقسيم مصر وتصفيتها كباقي دول المنطقة.
رد المصريون صفعة السوء التي أرادوها للوطن لوجوههم شر صفعة ولقنهم الشعب وقائده درساً لن ينسوه أبداً فبذكاء المصري ودبلوماسية رئيس لا يستهان بخبراته كان الرد «بالضربة القاضية» وظل هذا النهج النابع من الإصرار علي سيادة القرار المصري يتصاعد ليظهر جلياً في لهجة الخطاب للمتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية تعقيباً علي تصاعد الأحداث والاحتجاجات بمدينة فرجسون.
ولأول مرة نجد متحدثاً رسمياً مصرياً يحث الإدارة الأمريكية علي الالتزام بالمعايير الدولية وحقوق الإنسان عند فض التظاهرات واحترام رغبة المواطن في التعبير عن رأيه بالطرق السلمية والبعد عن سياسة القمع وتكميم الأفواه التي كانت السبب الرئيسي في اندلاع تلك التظاهرات التي تندد بقسوة الحكومة الأمريكية وبشاعة ردود أفعالها تجاه الاحتجاجات السلمية فلم يكن أي فرد من المتظاهرين الأمريكيين مسلحاً أو قام بأي عمل تخريبي فبمجرد أن رفع أحد أصدقاء مايكل براون من المتظاهرين يده ليظهر انه

مسالم ولا يحمل سلاحاً أو شيئاً صوبت نحوه النيران لتشهد العالم علي «الديمقراطية الأمريكية الزائفة» التي تتغني بها أطوال الوقت فوق جثث ضحاياها وفي أذن أبناء الدول التي تريد خرابها ولعل السؤال الملح الآن علي الأذهان أين منظمات حقوق الإنسان؟ لم نسمع لها صوتاً- هل أصابهم الخرس؟ وأين الإدانة الأمريكية التي صدعوا بها رؤوسنا أثناء وبعد فض اعتصام رابعة ولعلنا نتذكر أبرز ما تناولته الصحف الأمريكية آنذاك ولوح به «أوباما» شخصياً حول الادعاءات الكاذبة لتشويه واتهام الحكومة المصرية بانتهاك حقوق الإنسان واستخدام العنف ضد المتظاهرين الذين ادعت انهم من السلميين! ورغم ان قوات الأمن المصرية- آنذاك- أنذرت المعتصمين مرات عدة ثم فتحت لهم ممرات آمنة للخروج دون التعرض لهم بأي سوء وتحملوا الإهانات والسب وسقط أول ضحية من رجال الشرطة برصاص المعتصمين السلميين من أعضاء الجماعة الإرهابية ألا أن التصريحات الأمريكية لم تتوقف وبمنتهي البجاحة لتدين الإدارة المصرية ولعل آخر هذه النوعية من التقارير المغرضة ما جاء في التقرير الهزلي الذي أصدرته منظمة «هيومان رايتس ووتش» التي يديرها ويمولها يهود أمريكيون وأوروبيون خير شاهد علي أن «الكذاب نساي» فرغم قوله المتظاهرين السلميين تأتي بعدها بسطور قليلة جملة «وإن كان هناك بعض المسلحين داخل الاعتصام»! وأخيراً فإن ما قاله المتحدث باسم الخارجية المصرية حتي لو لم يكن بياناً رسمياً فإنه رسالة قوية لمن يعي أننا شعب وقائد علي كلمة واحدة وسنظل قادرين علي أن يكون مصيرنا بأيدينا ولا ننتظر تعليمات من أحد وسنقول «للغولة عيب يا غولة.. عينك حمرا».