رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماذا قدمت التيارات الأصولية للإسلام والمجتمع؟

ليس ثمة شك فى أن ممارسات الجماعات الأصولية فى دول المنطقة قد أساءت إلى صورة الإسلام، وشوهتها عندما قدمت تصورها ومفهومها على أنه الإسلام.
ومن البديهى أن الفكرة تحارب بالفكرة، والإنسان معاند لا يتخلى عن فكره تحت تأثير العنف، أو مجرد التسفيه القولى، وإنما بتعرية هذا الفكر الجامد الذى يقيد العقل وينحيه جانبا، ويمنعه من التفكر والاستنباط.

وتعرية الفكر تعد من الوسائل المؤثرة في تجفيف منابع الزيادة العددية لهم. تلك الزيادة التى يكتسبونها باستحضار الخصومة تجاه عدو وهمى وتنمية ملكات الاستعداء لدى من يستمع اليهم ليوافقهم شيئا فشيئا فى هذه الخصومة تجاه هذا العدو الذى يتوهمونه، ويتوهمون أنه يحارب الدين، ويمثل خطرا عليه؛ فمن الواجب محاربته ليل نهار سواء كان هذا العدو صاحب عقيدة مخالفة أو مذهب مخالف. ثم يتم توجيه الخصومة بعد أن تتمكن مشاعر الاستعداء فى نفس المستهدف لتتجه نحو السلطة التى لا تطبق شرع الله فى ظنهم، وهم ينظرون الى الجزء الفارغ من الكوب فقط؛ حتى أصبحت الشريعة فى أذهانهم هى تلك العقوبات المنصوص عليها (والمعروفة فقهياً بالحدود) ولا يلتفتون لقوانين الأحوال الشخصية، ولا للعقود ولا أحكام النكاح والطلاق والمواريث وغيرها من المعاملات. وهم بذلك يعتبرون المجتمع مجتمع جاهلية لا مجتمع إسلام، وزعم بعضهم أنها جاهلية أعظم من الجاهلية الأولى، ووضعوا تصورا لتطبيق الشريعة بتطبيق هذه الحدود، مضافا إليها اختياراتهم الفقهية - رغم شذوذ بعضها- التى يعتبرونها جزءا أصيلا من الشريعة التى يستهدفون تطبيقها، ولا يفرقون بين النص ومفهومهم للنص فكلاهما سواء؛ لأنهم يعتقدون أنهم يمتلكون الحق المطلق، وفهمهم للنص لا يقل قدسية عن النص، ويسعون لإلزام الجميع بالانصياع له.
وهم كذلك يقدمون الأحاديث ظنية الثبوت على النص القرآنى والأحاديث المتواترة قطعية الثبوت؛ لأنهم يجدون بغيتهم فى التعالم السريع عن طريق الأحاديث التى تروى بالمعنى؛ ففى خلال شهر واحد أو أقل يصبح الفتى الصغير عالما كبيرا. وبقدر حرصهم على تطبيق فهمهم الضيق للدين،

فهم يغفلون عن المقاصد العامة للشريعة. ولو نظرنا لمقاصد الشريعة فى تشريع هذه العقوبات لوجدنا من اللافت للنظر أن النص القرآنى لم يذكر عقوبة يطبقها المجتمع على تارك الصلاة كالجلد مثلا، ولا صرح بعقوبة حدية لمن يفطر فى رمضان، ولا لمن يتجاهل إيتاء الزكاة، وهكذا فى أركان الإسلام الأساسية. بينما هناك عقوبة للزنا والسرقة والقتل يطبقها المجتمع على الفاعل لأى جرم من هذه الجرائم. وهنا يظهر جليا لكل من أعمل فكره فى أن المقصود الشرعى من هذه العقوبات هو صيانة المجتمع؛ أى أن العلة فى هذه العقوبات علة اجتماعية وكم من سؤال يطرح نفسه أمام كل معتنقى فكر الجماعات؛ ماذا قدمت هذه الجماعات للإسلام ؟ بل ماذا قدمت للبشرية؟ هل حاولت الخروج من واقع كونها تعيش عالة على تكنولوجيا الغرب؟ . هل تستطيع أن تعيش بمفردها دون الحاجة الى السلاح الغربى، وتقنيات الاتصالات، ووسائل المواصلات؟ . هل كان الأولى لتلك الجماعات الدعوة إلى الإسلام؟ أم التنفير منه بهذه الممارسات التى تمارسها داعش! وهى التى لا تختلف كثيرا فى فكرها عن باقى جماعات العصر؟. هل خدمت هذه الجماعات الإسلام وقدمته بصورة لائقة أم أساءت إليه ونفرت منه؛ لأن تصورهم ليس مبنياً على أركان راسخة بل هو أوهن من بيت العنكبوت.