رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليت «داعش» وأخواتها يفهمون

شىء ما خطأ، إما فى فهمنا نحن، وإما فى غايات المدّعين !! فعندما تقرأ فى صحيح السنة أن النبى صلى الله عليه وسلم عقد معاهدات أمان مع يهود المدينة، ولم يحاربهم إلا بعد أن نقضوا وعودهم معه (ص)، وعندما تقرأ أنه (ص) عقد صلحاً مع مشركى قريش اشتُهر باسم «صلح الحديبية»، وعندما تقرأ تلك القاعدة التى

أرساها القرأن الكريم للمواطنة  «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير»، أى أن الحساب كله لله، وأن الأمر والنهى كله لله، ثم تجد هذه الآية الرائعة، «إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شىء شهيد» (الحج 17)، أى أن الله وحده هو الذى سيفصل بين الجميع، ليس لأحد هداية أحد، وليس لأحد الحق فى حساب أحد، فالحساب مكفول لله وحده، وهو أعلم بما فى صدور العالمين.
ثم تطالعك السنة النبوية بزيارة النبى الكريم (ص) لجار يهودى كان يؤذيه، ومع ذلك، لما علم النبى (ص) بمرضه ذهب إليه فى بيته زائراً !!لم يكن ذلك لعلة، وإنما كان إرساء لمبادئ المواطنة، ليعلم الجميع أن للمواطنة مبادئ وأن للجار حقوقا أرساها القرآن الكريم والسنة، ألم يخاطبنا القرآن بقوله «والجار الجنب والصاحب بالجنب»، وألم يخاطبنا النبى الكريم (ص) بقوله «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره» وقوله «ظل جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» وقوله «والله لا يؤمن والله لا يؤمن، والله لا يؤمن  قالوا من

يارسول الله، قال من لا يأمن جاره بوائقه».
تلك هى مبادئ المواطنة التى أرساها القرآن الكريم وأيدتها السنة النبوية المباركة، والسؤال الآن، هل ما تفعله داعش أو الجماعات الجهادية فى شتى أقطار العالم وقتلة أبنائنا فى الفرافرة وفى غزوتى رفح الأولى والثانية  هل ينتمى إلى هذه المبادئ من قريب أو بعيد؟! هل يوجد قتل على المذهب فى الإسلام، هل توجد مذهبية أساساً؟! ثم لمصلحة من ذلك الصراع المرير بين السنة والشيعة، ذلك الذي أشعلت ناره داعش وأيقظت فيه الفتن من كل حدب وصوب، هل يبيح الاختلاف الفكرى أو المذهبى الدماء!! إذن ما الفارق بين داعش وبين قتلة فرج فودة، لا فرق، كلهم واحد، كلهم أعداء للإنسانية وللفكر البشرى، بل أعداء للإسلام ذاته الذى ادعوا شرف الدعوة إليه والذب عنه، ليتحول الاختلاف فى الرأى إلى مبرر للقتل، وليتحول الاختلاف فى المذاهب إلى بحار من الدماء لا يعلم مداها إلا الله، أفيقوا يا سادة، فنحن بتلكم المذهبية والطائفية نقتل أنفسنا بأيدينا لمصلحة أعدائنا المتربصين، وياليت داعــــش والذين يسمون أنفسهم بالجهاديين يفهمون.