رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل الدم العربي رخيص الى هذا الحد؟

شهد تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي منذ اعلان استقلال حماس بقطاع غزة في يونيو ٢٠٠٧ ومقتل ما يقرب من ١٢٠ فلسطيني من حركة فتح وإصابة حوالي الألف، مناوشات تمثلت في هجوم او خطف جندي او قتل شباب يهود أعقبها حرب إسرائيلية مدمرة بعدة وعتاد انتهت بتدمير القطاع وبنيته التحتية وعزله وانتهت أيضاً بمفاوضات متأخرة تأتي بعد الدمار.

وعادة ما يساوي مقتل إسرائيلي واحد في المقابل قتل ٦٥٠ عربي وجرح وإصابة. ٦٥٠٠ عربي فلسطيني لا ناقة لهم ولا جمل. زد على ذلك تدمير البنية التحتية للقطاع والعودة به مائة سنة للخلف.
ترى ما هو الغرض الحقيقي من المناوشات ألحمساوية في هذا النمط المتكرر الواضح فيه التفوق العددي الاسرائيلي الذي لا يخفى على طفل ؟ وكذلك رد الفعل المتوقع مع وجود رؤساء وزراء متعطشين للدماء ومساندة أمريكية وأوروبية غير محدودة أعتقد ان هناك اهداف لذلك منها:
ابقاء الصراع العربي الاسرائيلي في دائرة الاهتمام وهل يتحقق ذلك بقتل مزيد من الفلسطينيين وتدمير القطاع
وكذلك كسر اللحمة الفلسطينية بعد الاتفاق بين فتح وحماس للعودة ككيان واحد على طاولة المفاوضات، فها هي حماس تقاتل وها هو محمود عباس يشجب ويندد؟
ومنها ايضا أضعاف الدور المصري امام المجتمع الدولي بالعناد ورفض دور مصر المحوري في إنهاء الحرب الجارية، وذلك في محاولة لإظهار الدور القطري/التركي بعد سقوط الاخوان في مصر
و توسيع دائرة الصراع وإشعال المنطقة فوق اشتعالها وخلق بؤرة جديدية للتوتر بالجوار قد ينتج عنها انفلات زمام الأمور الحدودية وتوريط الجيش المصري في أتون حرب او إعطاء فرصة لإسرائيل بتوسيع نطاق الحرب

وقد تمتد لضرب مفاعلات إيرانية او التمدد بلبنان او سوريا ،
وحتى يعلم الجميع انه بعد حين طال او قصر ستنتهي الحرب الإسرائيلية على غزة بعد تدميرها ، فترى كم ستكلف فاتورة الحرب هذه المرة ومن سيدفع ثمنها ومن سيستفيد؟
ان الدخول في حرب مع عدو أقوى يجب ان يكون له هدف، واستراتيجية وخطوط مناورة واضحة وان كسب الحرب ليس "بالصرعة" ولكن "بضبط النفس عند الغضب" ولن تسمح اسراءيل بحرب عصابات تكون فيها هي الطرف الخاسر، ولاحظ عدم وجود اي عملية نوعية في العمق الاسراءيلي وستستمر في اكتشاف وتدمير الإنفاق من جهتها لشهور عديدة (لاحظ ان الجيش المصري لا يزال يكتشف أنفاقا على الحدود رغم السيطرة شبه الكاملة على سيناء)
فما هي الدوافع الحقيقية لاستدعاء مارد أهوج في ظروف إقليمية مشتعلة؟ وهل يستحق الامر ان نرخص الدم العربي لتساوى روح يهودية ما يقرب من مائتى روح عربية و٢٠٠٠ مصاب بين عجز وحرق وتشويه؟ الى متى ستظل العشوائية والتهريب والمصالح الشخصية سيد الموقف؟
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقائدها.