رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الآذان الشبعى

بقلم: د.  حسام شاكر

بعُد القال عن الحال  فهبطت مكانة الكلمة وخفت صداها فقلما اتعظنا بلفظ واحد لأن الخطيب يعظ الناس على المنبر بحرمة التدخين نهارا وينكب على الشيشة فى المقهى ليلا ، والسياسى

يصدعنا بحقوق التظاهر فجرا ويهرب من الميدان ظهرا والمدرس ترهقنا لمحاته بيقظة الضمير وسرعان مايفتح بابه بالدروس الخصوصية لينهب كل أموال الفقير ،  والقاضى يصمم أذنك  العدل أساس الملك وفى أول جلسة له فى قضية متكاملة الأركان يبرىء المدان ويدين البرىء ،والطبيب يقسم القسم بأن يكتم الأسرار ولايهتك الأستار وأن يراعى حقوق المرضى فتذهب له فى المشفى لتفاجأ بتحويلك لعيادته (محل جزارته ) وهناك يجزرك بالأتعاب ومصاريف العملية - طبيب يداوى والطبيب مريض- حتى الحانوتى التى تدمع عيناه بجوار الجثة مواساة لك قبل أن تجف دموعه  يهمس فى أذنك (فين الحلاوة يابيه ) ‘ لقد قضت حكمة الخالق أن تأثير القول رهن بانغماسه فى قائله وقيامه به ؛ لقد وقف الحجاج بن يوسف الثقفي يوم الجمعة يقول: لا إله إلا الله كم من مستقيم يدعو الناس للتقوى ولا يتقي، ماذا أعددتم للقبر؟ لا إله إلا الله ما أضيقه ولا إله إلا الله ما أظلمه ولا إله إلا الله ما أوحشه فلم يبكى الناس  لأن المتكلم الحجاج - الذي قتل مائة ألف وقتل العلماء، وأخاف الناس-  فأخبر الحسن بهذه الموعظة فقال: سبحان الله! يلبس لباس الفساق، ويعظ وعظ الأخيار، ويضرب رقاب الناس ويقرأ القرآن على لخم وجذام، هذا ما كان له قبول.
لكن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وأرضاه الزاهد. يقف وهو  في الثامنة والثلاثين من

عمره على المنبر في أول جمعة قامها بعد الخلافة، فيأتي وينظر إلى الأمه فيبكي ويجلس ثم يقوم يتكلم فلا يستطيع أن يتكلم، قال: يا أيها الناس بيعتكم في أعناقكم، الله حملني الشيخ الكبير والعجوز والأرملة والمسكين، ماذا أقول لربي يوم القيامة؟ ثم بكى.قال  الفقيه رجاء بن حيوة والله لقد نظرت إلى الجدران هل تبكي معنا أم لا، قال: ما بقي أحد، بكى الناس كلهم، فيرى هل تبكي الجدران؟ لأنه صادق وعلم الله صدقه
(إن العالم الذي ينفع الناس ولا ينفع نفسه كالشمعة تضيء للناس وتحرق نفسها) ولذلك ما هي الفائدة أن ينجو الناس وتهلك أنت؟وما الفائدة أن يستفيد الناس ولا تستفيد أنت؟ فقبل أن ندخل فى أعماق الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية  ووعود المرشحين تغمرنا بأقوال دون أفعال هيا نرجع إلى ما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال :مررت حين أسري بي برجال تقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال خطباء أمتك الذين يقولون مالا يفعلون
وليتذكر الجميع أن الآذان شبعى من الكلام والعيون جوعى لرؤية الأفعال.