رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«الفساد والإفساد وكيف الخلاص»

يخطئ من يتصور أننا وحدنا نعيش في عالم يكتنفه الفساد في كل مناحي الحياة إلا ما رحم ربي... لسنا وحدنا في هذا الأمر الخطير.. فالفساد والإفساد لا زمان متلازمان منذ بدء الخليقة وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كما أن القتل والاقتتال بين الناس بعضهم بعضاً وبين الأمم والشعوب على اختلافهم أمر راسخ ومتلازم مع الإنسان منذ أن هبط آدم وزوجه إلى

الأرض. ولقد كانت أول جريمة بشرية حين قتل أحد ولدى آدم أخاه للغيره ولحب الاستئثار.. ولهذا فلا أمل ولا نجاة أبداً من تواجد هذه الشرور طالما تواجد الإنسان، وليس معنى أن يكون الشيء متواجدا بحكم النوازع والأطماع والرغبات الإنسانية الجامحة أن نتركه يستشري وينتشر ليصير عادة وأمراً واقعاً لا فكاك منه ولا أمل في الخلاص أو حتى التهذيب أو التوجيه للوصول إلى درجة أدنى لا تمثل خطورة بالمجتمع والناس..
الفساد والإفساد في كل بلاد الدنيا وكذلك القتل بكل أنواعه وجرائمه يستوي في ذلك الدول الكبرى التي وصلت لدرجات متقدمة في الحياة العصرية الحديثة بكل أبعادها وخصوصياتها أو الدول الأقل تقدما أو الأدنى أو البدائية التي ما زالت تعيش عيشة البدايات للإنسان على كوكب الأرض... الكل... الكل بلا استثناء فيه الفساد.. وفيه الإفساد... وفيه جرائم القتل... وجرائم الإرهاب بصورها المختلفة... لكن ما يمكن أن يميز بين دولة وأخرى هو طريقتها في التصدي لكل هذه المعاول الهدامة التي خلقها الله مع خلق الإنسان بكل نوازع نفسه الشريرة والآثمة.. والطيبة أيضاً..
الطرق التي تنتهجها الدول الأكثر وعياً وتحضراً وحرصاً على كينونتها وعلى استقرار أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية هي التي تحد أو تقلل إلى حد كبير خطر تلك الفيروسات القاتلة للإنسان والتي تهدد حياته.. وسلامته وسلمه الاجتماعي واستقراره على الأرض التي وهبها الله له ومهدها وجهزها بكل ما تحمل من خيرات لبنى آدم منذ هبط إليها..
أقول هذا بمناسبة الحديث عن الفساد في عصر مبارك ثم في الفترة الوجيزة لمرسي والذي أتخذ أشكالاً مختلفة لكن المحصلة في النهاية... هي... لكني أتساءل... ألم يكن في عصر السادات فساداً؟؟ ألم يكن في عصر عبد الناصر فساداً؟؟ بالتأكيد كان هناك فساداً في عصر السادات وصل للركب وظهرت فئات كثيرة خاصة بعد انتصاره في حرب أكتوبر وزهوه البالغ بهذا الانتصار لدرجة أن خرجت الفئات المحظوظة ترفع شعار الفساد والإفساد بكل بجاحة لتستحوذ على الثورة والمناصب والمراكز المهمة.. فيما سموا بالقطط السمان.. حتى أن السادات نفسه في إحدى خطبه قال «من لم يثرى في عهده فلن يثرى أبداً» وتلك إشارة واضحة منه إلى توغل المحظوظين في الثروة والسلطة معاً وفي عهد عبدالناصر كان الفساد والإفساد متواجدين وأن كان متواريا خلف الإنجازات المجتمعية الهائلة التي كانت سائدة خاصة في مجالات التصنيع والزراعة والتعليم والثقافة والفن الرفيع في المسرح والسينما والغناء وغيره... مع بروز نوابغ في كل هذا وذاك وعمالقة في شتى فروع العلم والمعرفة والأدب والفن قلما يجود الزمان بأمثالهم وهو ما طغى على الفساد والإفساد والذي كان يقوده بكل تبجح كثيرون ممن

في المراكز المهمة في الدولة وغيرهم ممن سموا بمراكز القوى.. ولو عدنا للخلف لأكثر من ذلك لوجدنا أن الفساد والإفساد كان مستشريا أيضاً في العهد الملكي سواء في عهد الملك فؤاد أو نجله الملك فاروق والذي وصل معه هذا الأمر لما لم يكن أحد يتخيله، ما أدى إلى قيام شباب الجيش بحركتهم الموفقة للقضاء على الملكية وما بها من فساد وإفساد.. وهو نفس السبب الذي قامت به حركة الشباب الواعي المثقف في مصر يوم 25/1 لإنهاء عهد فاسد وصل للركب مع مبارك ومن معه... وكلا الحركتين الموفقتين مع اختلاف الظروف سموا بثورة... وهو اسم لا نعترض عليه رغم بعض الملابسات.
أما القتل والاقتتال بين الأفراد بعضهم بعضاً لأي ضغائن أو نوازع أو أطماع أو غيره فهذا أمر واقع لا محالة ما دامت الدنيا وما بقى الناس فيها يعيشون... وكذلك الحال مع الأمم والشعوب.. وما ينطبق على الأفراد من بني آدم ينطبق على الشعوب والأمم بعضها البعض والتي هي من بن آدم أيضاً وجموحهما ورغباتهما في الاستحواذ والسيطرة والاستعلاء واحدة ولا ريب... ولهذا أقول إنه يجب ألا نجلد أنفسنا بسوط الفضيلة ليل نهار على ما نحن فيه من فساد أو إفساد أو قتل أو اقتتال بين بعضنا بعضاً... ولكن يهمنا هنا ونركز عليه تركيزاً شديداً ومهماً وهو.. الطريقة... أو الطرق العصرية لمواجهة هذه العوامل الهدامة في المجتمع.. الطريقة... والأساليب الرادعة التي تحد من انتشار هذه الفيروسات المزمنة والخطيرة هي ما يجب أن نركز عليها وأن نفعِّلها سواء في القوانين الرادعة أو في الحوار المقنع البناء أو بالوعي والإرشاد سواء الديني أو الثقافي أو المجتمعي.. تلك وغيرها هي ما علينا أن نفعله وأن نعضِّده وأن نطوره لمحاولة درء المخاطر المهلكة مما يحدث من آثار لتلك الموروثات الإنسانية عبر الدنيا والعصور... وأرى هذه من أهم ما يجب أن يطلع به الرئيس القادم لمصر والذي سيتم انتخابه قبيل نهاية هذا الشهر... والله معه أينما كان وأظنه المشير إن شاء الله تعالى..