عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحية لهذا الرجل.. سعد عباس

 

لعلي أكون قد استشعرت الحرج في الكتابة عن سعد عباس.. رئيس مجلس إدارة شركة صوت القاهرة السابق وهو في منصبه.. أما الآن وقد خرج الرجل علي المعاش.. فلا أجد حرجاً في الكتابة عنه.

ولعل سعد عباس هو أكثر من واجه مشاكل في شركة صوت القاهرة.. التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون.. مما لم يعانيه من سبقوه في هذا المنصب.. وذلك لأنه تولي منصبه في ظروف استثنائية بعد ثورة 25 يناير بقليل.. ومنذ ذلك التاريخ وهو يقاتل من أجل توفير الدعم لصوت القاهرة ودوران عجلة الإنتاج، وكان حماسه لعمله عظيماً، لدرجة أنه أنتج في أول عام له أحد عشر مسلسلاً، لم تكن موارد الشركة تملك من تكلفتها مليوناً واحداً.. ولكنه غامر وأنتج، وتولي القطاع الاقتصادي برئاسة محمد عبدالله تمويل تلك الأعمال بقدر المستطاع، حتي تم إنتاجها جميعاً.. وقد شارك في هذه الأعمال مخرجون كبار مثل إسماعيل عبدالحافظ - رحمه الله - ومحمد فاضل وأحمد صقر وغيرهم من كبار المخرجين.
ووقتها اندهش الكثير من قدرة سعد عباس علي المخاطرة والإنتاج في ظل أزمة مالية طاحنة.. ولكن رغبة الرجل في الإنجاز وقدرته علي المخاطرة المحسوبة جعلته يبذل كل جهده في عمله.. بل إنه أنشأ أيضاً مسجداً بجوار مقر الشركة وقام بتطوير مبني إداري آخر تابع للشركة.. وأنشأ مطعماً لتقديم الوجبات لأعمال الشركة.. وقام بتطوير ستوديو الجيب.. وغير ذلك الكثير.
ولعل الجميع تابعوا وقتها أخباراً شبه يومية من شكوي كثير من الفنانين لعدم صرف مستحقاتهم أو تأخرها بسبب أزمة صوت القاهرة المالية دون أن يلتمسوا عذراً للرجل الذي فتح بيوت آلاف الفنانين والفنيين والعمال بهذه الأعمال، وكان تأخر صرف مستحقات البعض هو شأن عام لكثير من القطاعات الحكومية، خاصة أن صوت القاهرة تدفع أجور موظفيها من أرباح أعمالها، فالدولة ليست ملزمة بسدادها رغم أن عدد العاملين في صوت القاهرة عدة آلاف، تبلغ أجورهم ما يقرب من خمسة ملايين جنيه شهرياً، غير مصاريف الكهرباء والتليفونات والتأمينات والإيجارات وغيرها.
وقد حاول سعد عباس تكرار تجربته الناجحة في العام التالي، فبدأ في تصوير أربعة أعمال ولكنها توقفت بسبب أزمة مالية خانقة تمر بها الشركة ووزارة الإعلام عموماً.
وبالرغم من كون سعد عباس كان رجل أمن في المقام الأول، إلا أنه استوعب العملية الإنتاجية سريعاً وبرع فيها، وبالرغم من ذلك فقد كان هذا الأمر مدخلاً للبعض للهجوم عليه، ربما لأنه لم يحقق مصالح البعض، فقد كان

رجلاً نزيهاً شريفاً.. لا يعمل من أجل مصلحة خاصة سواء له أو للآخرين، وقد لمست في الرجل روحاً ريفية لا يزال يحتفظ بها، فهو رجل حقاني، لا يرضي بالظلم، ينصف كل من يلجأ إليه ويحاول إرضاء الجميع بقدر ما هو مستطاع.. وما تسمح به ظروف صوت القاهرة الصعبة، وقد اتخذ سعد عباس سياسة حميدة هي فتح أبواب مكتبه للجميع، حتي أصغر عامل في شركته، وكان يجلس معهم ويستمع لشكاواهم.. وحتي أصغر فنان كان يستطيع مقابلة سعد عباس، وقد شاهدته في أكثر من موقف ينفق من ماله الخاص علي أمور عاجلة لا تحتمل التأخير، مثل حاجة بعض العاملين للعلاج وعجز موارد الشركة عن سدادها.
والآن وقد خرج سعد عباس علي المعاش.. فعليه أن يفخر بعمله.. وآن له أن يستريح استراحة المحارب.
وفي نفس الوقت فإنني أوجه التحية الخاصة للأستاذ محمد عبدالله رئيس الشركة الجديد، خاصة وقد قبل الرجل تولي مسئولية شركة صوت القاهرة في ظل تلك الظروف المالية القاسية، خاصة وكان يشغل منصب رئيس القطاع الاقتصادي باتحاد الإذاعة والتليفزيون وهو أكثر الناس علماً بصعوبة ظروف صوت القاهرة المالية، وعجز مواردها ليس فقط عن الإنتاج بل وحتمية دفع مرتبات الموظفين، وما أرجوه وآمله من محمد عبدالله أن يحاول توفير الدعم المالي للشركة في ظروفها الصعبة، وهو بخبرته الاقتصادية والمالية قادر علي ذلك، لاستكمال الأعمال المتعثرة في صوت القاهرة، ولعودتها لمسيرتها الإنتاجية، لتستمر صرحاً للإنتاج الدرامي ولتواصل رسالتها الإعلامية، وما أرجوه من وزيرة الإعلام هو دعم محمد عبدالله بكل طاقتها.. حتي لا يتهاوي صرح إعلامي وإنتاجي كبير، مثل صوت القاهرة.