عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«السيسى» و«صباحى».. وجهاً لوجه

 

جاء إعلان حمدين صباحي ترشحه لرئاسة الجمهورية ليضفي سخونة بالغة علي الانتخابات الرئاسية القادمة، وبعد أن كان البعض يتقول بأن السيسي سينافس نفسه في الانتخابات القادمة، وأن الأمر سيكون أشبه بالاستفتاءات الرئاسية السابقة، تغيرت المعادلة كثيراً، فلا أظن أن «عنان» أو غيره ممن يتأرجحون بين دخول الانتخابات من عدمها حتي تلك اللحظة، لا أظن أنهم قادرون علي تغيير نتيجة الانتخابات الرئاسية التي كانت شبه مضمونة للمشير السيسي بنسبة 90٪ علي الأقل، وهو ما كان البعض يعارضه ويرفضه بحجة أن الغرب لن يرحب بالانتخابات المصرية أياً كانت نتيجتها بتلك الطريقة السابقة.

ولذلك سعدت بقرار ترشح حمدين صباحي للرئاسة لأسباب عديدة.. أهمها أن الانتخابات ستجري بين متنافسين حقيقيين حتي وإن كان المتنافسان الرئيسيان ينتميان لنفس معسكر 30 يونية، وأن برنامجيهما سيتقاربان في الكثير من تفاصيلهما وبنودهما، وكذلك لأن حمدين صباحي كان أحد رموز ثورة 25 يناير وله تاريخ نضالي سابق ضد حكم مبارك، وكان صباحي رمزاً يراه الشباب خاصة أحد وجوه ثورة يناير، وانحازوا له في الانتخابات الرئاسية السابقة، وكان الكثيرون - وأنا أحدهم - يتمنون لو أن صباحي كان قد نافس في الجولة الأخيرة علي سباق الرئاسة، لفاز بها دون شك ولأغنانا ذلك عن سنة مرسي السوداء، ولو أن «صباحي» كان قد تحالف مع عمرو موسي - مثلاً - لكان فوزه مؤكداً بفريق رئاسي وطني صميم.
ولكن ليست كل الرياح تأتي بما تشتهيه السفن، ولعل بعض الأنانية لدي البعض وعدم قراءة خريطة الانتخابات السابقة بالشكل الصحيح هي السبب في أن «صباحي» لم يكن رئيساً لمصر بدلاً من «مرسي».
ولكن تأتي مشكلة «صباحي» الحقيقية في أنه بعد خسارته الانتخابات الرئاسية فقد خسر الكثير من الأصوات التي دعمته في الجولة الأولي، بسبب انزوائه بعد فوز «مرسي» ووقوفه موقف المتفرج علي حكم استمر عاماً طويلاً من الكوارث فلم يتحول وقتها إلي معارض أو زعيم سياسي حقيقي، وحتي عندما ظهرت جبهة تمرد لتجمع توقيعات الملايين لإسقاط «مرسي»، فإنه لم يشارك فيها إلا متأخراً جداً، كذلك فإن توجهات «صباحي» السياسية تجعله أقرب إلي الماضي بكونه ناصرياً أقرب إلي اليسار.. في وقت لم تعد تلك النظريات تفيد الوضع السياسي والاقتصادي الحالي في مصر.
شيء آخر ينقص حمدين صباحي وهو الخبرة الاقتصادية الحقيقية التي يمكن أن تقود مصر في الفترة القادمة بكل ما فيها من تعقيدات حادة طرأت علي المشهد السياسي بعد سقوط الإخوان، وسوء حال الاقتصاد المصري، فصباحي يمثل وجهاً نبيلاً للثورة، ولكنه أقرب إلي الرومانسية إلي أنه أكثر منه إلي الواقع القاسي، فصباحي قد يكون خطيباً مفوهاً.. صنعته ومهارته

في خطبه وعباراته الثورية، لا في خبرة حقيقية يمكن أن يفيد بها مصر، ولذلك إذا ما وضعنا حظوظ «السيسي» وخبرته وكفاءته وحتي شعبيته أمام «صباحي»، فإن الأخير سيكون حظه من كل ما سبق ضئيلاً، فعلي أرض الواقع وبعيداً عن الرومانسية الثورية فإن «السيسي» كان هو من تصدي للإخوان ومن أسقط حكمهم نزولاً علي إرادة شعبية عارمة، وهو الذي استجاب لنداء الوطن وخاطر حتي بحياته لتمكين الشعب من وطنه الذي أوشك علي الضياع علي يد الإخوان.
و«السيسي» الذي كان مديراً للمخابرات العسكرية من قبل - هو شخص عليم بكل ما يحيط بمخاطر ضد الوطن - وهو القادر علي التعامل معها بحكمة وبشكل عملي وعلمي، وأيضاً فإن «السيسي» الذي صار وزيراً للدفاع، والجميع يعلمون أن وزارة الدفاع تدير جزءاً كبيراً من اقتصاد الوطن، هو الشخص المؤهل لإعادة الوطن والعليم بكل مشاكله الاقتصادية، فالسيسي هو من حمي مصر في فترة من أصعب الفترات في تاريخها، والجيش هو من ساند الداخلية في حربها ضد الإرهاب، لذلك فلا مجال للمقارنة بين «السيسي» و«صباحي» في تلك الأمور علي الإطلاق.
يضاف لذلك كل ما يتمتع به «السيسي» من إجماع شعبي عارم يصل به لمرتبة الزعيم الذي يلتف حوله الناس، في وقت تحتاج فيه مصر إلي مثل ذلك الزعيم الذي رفع راية الوطن وكرامته قبل أي شيء، ولم يخضع لضغوط أمريكية أو غربية لتنفيذ أي أجندات غربية تحت أي ضغط.
وبالرغم من كل ما سبق من مبررات وأسباب تجعل فوز «السيسي» شبه مضمون بالانتخابات الرئاسية القادمة، فإن مغامرة «صباحي» بمنافسة «السيسي» هي أمر جدير بالاحترام، وربما في انتخابات رئاسية بعد القادمة، وبمزيد من الخبرة الحقيقية والعملية، يكون «صباحي» هو الرئيس التالي لمصر بعد «السيسي».