عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كبوة الجوادي!


 

حقاً لكل عالم هفوة ولكل جواد كبوة! كثيراً ما يتحقق هذا المثل مع كثير من كبار الساسة والعلماء والأدباء وعديد من الأذكياء وهذا ما حدث بالفعل مع من كان له مقعد بالهيئة العامة

للكتاب أحد العلماء في الطب وصاحب الطاقة الفكرية والأدبية الناضجة. الأديب المرموق أحد الحكائين النشطاء وعضو مجمع اللغة العربية صاحب الدور البارز  في أدب التراجم هو أيضا مؤرخ حاذق لما قبل أحداث 23/7/1952 وجبرتي سير كل ساسة مصر في عصرها الليبرالي، الدكتور محمد الجوادي ومع ذلك كانت له سقطة كبيرة مدوية فيما أبداه عن ثورة 30 يونية، تابعته مراراً في حواراته بالقنوات المختلفة أو فيما يبديه بالصحافة ونفس الموقف كان للأستاذ الدكتور أحمد شوقي إبراهيم أستاذ القلب بعين شمس وعضو المجمع والبحوث بالأزهر الشريف.. أذكر في إحدى مداخلاتي مع د. جوادي على القناة الثقافية التي كان يرأسها الأستاذ جمال الشاعر والتى أدارها أ. محمد مرسال عن اللغة العربية ومدى إمكانية ترجمة العلوم الطبية والهندسية إليها، كانت مداخلتي معه عن إمكانية الترجمة الكاملة لهذه العلوم إلى لغتنا العربية الجميلة، من طب وهندسة وعلوم وكيمياء، بل وأراها من أدق لغات العالم استيفاءً لكل جديد وعرضت فيها لأمثلة عديدة من المصطلحات الهندسية والميكانيكية والكيمائية إلخ. في نهايتها أبدى مقدم البرنامج أنها جرعة كبيرة في العلوم السابقة! علق عليها الدكتور جوادي بقوله بل هي في الانتماء الوطني، لقد رأى الحوار من منظور آخر بالرغم من أن الحديث كان علمياً بحتاً إلا أنه حوله إلى منحنى الانتماء الوطني، فكيف لمثله أن يتحول فجأة ليصدر أحكاماً تمس الانتماء الوطني بكل جوانحه للغالبية الساحقة للشعب المصري.. وكيف لمثله أن يكيل اتهامات لا أساس لها من منطق، أي منطق، على رموز وطنية سامقة، وكيف يلقي بهذه الترهات من قناة الجزيرة، ما شاء الله، إنها أكثر من هفوة وأكبر من كبوة يقع فيها دكتور الجوادي، تعلم يا دكتور الجوادى استحالة السير

بسرعات عالية في المنحنيات و«المكعبرات» كما السير في الطرق المستقيمة، المنحنيات والدورانات الحادة بعد أحداث 23/7/1952 عميقة كماً ونوعاً ونما بها وعليها واقع أخطر من كل خيال حتى أضحى المصريون فيما قبل 23 يوليو يختلفون جذرياً عنهم في العقود التي تلتها بل يمكن القول بأنهم مصريون من معادن أخرى صهرت بعضهم الخزعبلات الشيوعية والماركسية والاشتراكية العلمية فكان من الطبيعي أن تفرز أحفاداً يشكل بعضهم جماعات إرهابية، الجوادى تنادي بحكومة منفى يتولى وزارة الدفاع بها الدكتورة نادية زخاري ووزارة الداخلية فيها حازم أبوإسماعيل!! أهو الحنين إلى ماضٍ تليد أو قريب عندما كان يتولى وزارة الحربية مدني وكذلك وزارة الداخلية، ولكن أين هؤلاء من صاحب المقام الرفيع مصطفى النحاس باشا وفؤاد باشا سراج الدين ومحمود فهمي النقراشي باشا؟ وأحمد وعلى ماهر باشا.. نكبة 48 هانت بجوار كارثة 67.. وبهذا الصدد وفي ختام تجاهل الدكتور الجوادي تماماً الواقع الذي أفرزته مجموعة 23 يوليو وعدم وضوح رؤية وإدراك لما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية حينذاك وقد خلط بهذا الصدد بين أمور ثلاثة: (1) بين علاج الأسباب وعلاج النتائج. (2) معالجة الأمور بمنطق الواقع الآن بين الأفضل والأصح. (3) الأمر الواقع بين الواقع والواقع المهجن.. وفي نهاية المقال فليهدي المولى الجميع إلى صراطه المستقيم والحق المبين.