رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«مصر بلد الله»

اللهم اجعل بلدنا هذا في عامنا الجديد بلدا مطمئناً آمنا .. سخاء رخاء وعوض شعبه الصابر الأبي عن غابر عامه الماضي والعامين اللذين سبقاه، اللهم أرجع خفافيش الظلام إلى جحورهم،

أولئك الذين يريدون أن يحكموا الوطن بمعتقداتهم الفاسدة.. أو يحرقوه. ويدعون حرصهم على الإسلام وهم أشد عداوة له من ألد أعدائه. إنهم خوارج العصر الحالي مثل سابقيهم من الخارج الذين ظهروا في عصر الخلافة الذي يتشدقون به،  ولقد شهد التاريخ الإسلامي نماذج أخرى للخوارج كان جل همهم الحكم والسلطة والسيطرة على البلاد والعباد، نذكر منهم القرامطة وفئة الحشاشين الاسماعلية. وغيرهم ممن يزج بهم التاريخ في وجه الحياة والناس.. حتى وصلنا إلى خوارج عصرنا ممن يطلقون على أنفسهم الإخوان المسلمين، والذين أسسوا جماعتهم منذ نيف وثمانين عاما على يد ساعاتي يدعى حسن البنا مدّ يده للاستعمار الإنجليزي في مصر ليكوَّن بأموالهم جماعته التي أسماها إسلامية ودعوية ولم يكن ذلك إلا في الشكل العام فقط.. أما المضمون فاتضح ونضج على يد منظرهم سيد قطب وتحولوا إلى قتلة وسفاحين وخرابين ومحِّرقين للوطن وهمهم الحكم والسيطرة أيضا وإلا عاثوا في الأرض الفساد.
هذه مقدمة كان لابد منها .. أما ما أحببت الكتابة عنه فهو إعجابي الشديد بالشيخ الجليل أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر الدكتور أحمد كريمه الذي استضافه الإعلامي والكاتب الصحفي النابه حمدي رزق من يومين وكان الرجل متفائلا جداً بالعام الجديد وبأنه سيحمل لمصر الخير الكثير وسينزاح فيه الكابوس الذي ابتليت به في عامها الماضي .. كما أسعدني قوله الأثير والذي اتخذته عنوانا لمقالي بأن «مصر بلد الله» .. واستدل على ذلك بأن الله عز وجل لم يتجل على أرض في الكون كله إلا في أرض مصر في سيناء، حين طلب منه موسى عليه السلام أن يراه .. وهذا التجلّي من المولى عزّ وجل على أرض الكنانة يعطي لمصر العزة والفخر ويطمئنها أنها في أمن وفي خير إلى يوم الدين مهما حاول المفسدون الظالمون.
كما ذكَّرنا الشيخ الجليل بما، ربما نسيناه كمصريين وعرب، من أن المصريين هم أخوال العرب .. وأنه إذا كانت بعض الدول العربية الأصيلة الشقيقة كالسعودية والكويت والإمارات تقف مادياً ومعنوياً بجانب مصر بعد ثورتها الثانية في 30 يونيو فإنما هي بذلك وصلت رحمها ممثلا في أخوالها شعب مصر .. حيث إن هاجر المصرية أم إسماعيل عليه السلام وزوجة إبراهيم الخليل والتي أمر الله نبيه الكريم أن يرحل بها إلى جوار بيته العتيق الذي كان متواريا تحت الرمال في أرض لا زرع فيها ولا ماء.. ثم أتت المعجزة وانبثق الماء من تحت الطفل الصغير .. وتمر قبيلة جرهم العربية ويكون «زمزم» سبباً لاستيطانها المكان.. ويكبر إسماعيل ويتزوج من بينهم.. وتكون العرب العاربة التي تنتشر الآن في الجزيرة العربية وفي الخليج وجدهم جميعاً الأكبر هو إسماعيل عليه السلام ابن هاجر المصرية .. كلام جميل ذكرنا به شيخنا الجليل .. وأن الذكرى لتنفع المؤمنين حقاً .. كما أشار فضيلته إلى شيء مهم آخر يبين مدى رحابة الإسلام ومدى سماحته ومدى رؤية نبيه الكريم وخلقه الرفيع في التعامل مع أصحاب الأديان السماوية الأخرى حين تزوج الرسول الكريم من مارية القبطية التي أهداها له عظيم مصر المقوقس، ومازال المسلمون إلى يومنا هذا يصفونها وهي زوجة الرسول وأم ولده إبراهيم بالقبطية .. أي سمو أعظم من ذلك ؟! بل إنه صلوات الله وسلامه عليه تزوج أيضا بنت كبير يهود بني قريظة حيي بن أخطب .. وتكون المسيحية واليهودية زوجات

لرسول الإسلام وفي بيت النبوة أي عظمة وسماحة وسمو أكبر من ذلك لكي يتعلم الضالون المفسدون باسم الإسلام العظيم الذي يحترم كل الديانات السماوية السابقة عليه ويؤمن بها بنص القرآن الكريم .. «آمن الرسول .............» إلى آخر الآية الكريمة .. انتبهوا يا من تسيرون على طريق الضلال كمن سبقكم بدهور من أمثالكم من الخوارج على الدين الحق الحنيف الذي ليس فيه أبداً تخريب ولا حرق ولا قتل للمسالمين الأبرياء .. ولا لكيانات الدولة وأجهزتها التي تعمل لصالح الخلق .. إن الأفكار الهدامة والتي أسس ونظر لها زعيمهم الروحي سيد قطب ليست في واقع الأمر من الدين ولا من التدين في شيء .. وإنما الهدف من ورائها السيطرة على البلاد والعباد .. ليس إلا .. ولهذا فأنا أيضا متفائل بالعام الجيد، وأقول مثل ما قال الشيخ الجليل إن ذلك ليس رجماً بالغيب وإنما هو استنتاجات وقياسات على ما سلف من ثوابت التاريخ المصري .. وكذلك من آيات الله الذي يقول.. «فإن مع العسر يسراً.. إن مع العسر يسرا» وعقَّب رسوله الكريم على ذلك بقوله لن يغلب عسرٌ يسرين.. ولقد كنا في عام مضى كله عسر بكل ما تحمل الكلمة من معان.. والله يجعل لنا في عامنا الجديد يسرين لنعوض العسر الذي سلف..
لكني أدعو كل المصريين أن يتكاتفوا من أجل مصر وأن يحبوا بعضهم بعضاً من أجل مصر وأن يراعوا ظروف بعضهم البعض من أجل مصر .. فلا يجوز أبداً ونحن في هذا المعترك أن يستغل بعضنا بعضاً.. لا يعقل ونحن جميعا في هذه الظروف الصعبة أن يغالي التجار والصناع والباعة من كل لون في أسعارهم .. هذا غير مقبول ولا معقول . لن نسترد بلدنا مصر ولن تعود إلينا حلوة كما كانت إلا بأن نتكاتف ونعمل لها في محبة صادقة فيما بيننا وأن نصبر عليها حتى نخرج بها وبأنفسنا إلى ما نحب ونرضاه ونتمناه في العيش الكريم والحرية الحقيقية والعدالة الاجتماعية .. فالحب هو طريق الأمل لعودة مصر لنا حرة أبية عصية على أعدائها الذين للأسف يعيثون في أرضها ويخربون ويتعاونون مع أعدائها في الخارج لكسرها وضياعها.. اعملوا لها.. اعملوا لبلد الله.. حتى يرضى الله ويرفع عنكم وعن مصر الابتلاء وتعود لكم صافية كماء نيلها مشرقة كشمسها مثمرة بزرعها وخيراتها .. والله معكم..