عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الطوبة المرهونة!!

القطاع العقارى لن يستعيد عافيته إلا من خلال وضع قوانين ثابتة، تصدر عن حكومة قادرة على حماية وتنفيذ تلك القوانين واتخاذ القرارات الصعبة وكل هذه الأمور مرهونة بالطبع بانتخاب رئيس جمهورية وبرلمان فاعل.

هذا القطاع الذى تم تمزيقه إرباً من قبل حكومات متغيرة، وقرارات أحياناً تصدر لها قوة القانون، وأخرى تلغى ما صدر من قوانين، وتأرجح لا يحدث إلا فى الموالد وملاعب الأطفال الرضع!
كيف ينتج المستثمر؟ كيف يستقر، مع من يتعامل وعلى أى أسس يطبق القانون؟ هل نريد نهضة حقيقية لبلادنا، أم أننا نلعب بكرات النار، التى لا تحرق إلا ثرواتنا الحقيقية؟!
المستثمر المستقر الناجح القوى فى موقعه يستطيع أن يجذب معه آلافاً من المستثمرين الأجانب ورؤوس الأموال، التى لاتزال تقف على الجانب الآخر من الشاطئ وتراقب عن بعد ماذا يحدث للسوق الاقتصادية المصرية ومنهم من جازف ودخل إلى الدوامة لكنه حذر وليس بعيداً أنه يحضر «شنطة هدومه» فى أى لحظة للهروب ويده الأخرى على رأس ماله ليهرب به فى أى لحظة.
لماذا نلعب لعبة «القط والفار» مع رؤوس الأموال ولماذا نحاسب البعض أو نزج بهم فى السجون من أجل قوانين ثم تغييرها فجأة؟ فهذا فلان الفلانى قد أخذ أراضى قيمتها كذا.. وفى وقت كذا وفجأة ننعته ونستدرجه إلى التحقيقات وتصدر ضده الأحكام ويصبح متهماً.
نحن لا ندافع عن أى جريمة من نوعها أو أى شبهة لها رائحة كريهة من الفساد بل نطالب أن نضرب بيد من حديد على الكبير قبل الصغير، لكن رفقاً بالقوانين واحترامها وتطبيقها، هذا نهج يجب أن يكون فوق رأس الجميع، فنحن دولة قانون أولاً وأخيراً، لكن لا تلقوا إلى المستثمرين بالحبال ليشنقوا بها أنفسهم، ويكون موتهم هو موت للاقتصاد المصرى أيضاً، فإما

القانون وإما لا قانون والأخير لا يحدث ولن يحدث فى بلد أعادت للدستور هيبته، بل سالت الدماء من أجله.
أيضاً ننتقل لنقطة مهمة.. ما هذا الكم الهائل من الرهن العقارى من محال تجارية وجراجات.. أراض وعقارات؟ لماذا لا نفرج عن هذه الأموال التى هى فى نهاية أموال مصرية تستطيع أن تغطى ميزانيات الدولة لسنوات دون الحاجة لمن يحاولون أن يلاعبونا أو أحياناً يرهبونا؟
أين فكر العقل المصرى المتحرر أين خبراء الاقتصاد الحقيقيون أصحاب الأفكار البناءة من أجل إقامة اقتصاد قوى؟ لماذا لا تكون هناك مرونة فى إطلاق عروض لهذه الرهائن من عقارات وأموال متراكمة، هى خير وأرصدة تعد بالمليارات تغنينا سؤال اللئيم!
لماذا لا ندرك نبض الشارع ومتوسط الفرد الذى يحلم بأن يدخل المزاد المتوسط بكراسة شروط معقولة، من الشباب أو المستثمرين الصغار، حتى نشجعهم على الإقدام وفك الرهينة، وإحلال السيولة والأموال للخزانة العامة. لماذا نقف أمامه حجرات عثرة دائمة؟ حرروا عقولكم وأفكاركم الاقتصادية وانطلقوا مع خبراتنا من الصيارفة والاقتصاديين وأصحاب الخبرات التى تضفى للاقتصاد المصرى كل بريق، لا أن نهيل عليها التراب.. ويبقى الرهن العقارى أو الطوب والحجر هو رمز لأفكارنا المتجمدة!