رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رجاء المؤمن وخوفه (2/2)

في 12/8/2013 وعلى إحدى القنوات الفضائية طالعنا أ. د. أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، مبدياً رأياً خطيراً حيث قال إنه ولد في عام 1951 وبالتالي لم يشهد أحداث 23/7/1952 ولكنه أردف ذلك موضحاً،

طبعاً بعد مراجعة ما قيل وما كتب وبعقلية الباحث المحقق المدقق، أنه ما كان ينبغي أن يخرج الشعب على الملك!.. انتهى.. مع دقة وروعة وأهمية ما أبداه أ. د. كريمة إلا أنه قد فاته ما قاله عبدالناصر فى إحدي وسائل الإعلام من أنه يعرف أن كثيراً من المصريين لم يوافقوا على ما فعلوا مع الملك ولكن الخوف منعهم والأهم من ذلك اعترافه الصريح فيما جاء بكتابه فلسفة الثورة وهاكم النص (ثم فاجأنى الواقع بعد ٢٣ يوليو.. قامت الطليعة بمهمتها، واقتحمت سور الطغيان، وخلقت الطاغية، ووقفت تنتظر وصول الزحف المقدس للصفوف المتراصة المنتظمة إلى الهدف الكبير وطال انتظارها).
وفي نفس الاتجاه كان ما أبداه أ. د. يوسف زيدان عندما سئل عن أحداث 23 يوليو 1952 قائلاً كان الأفضل ألاَّ تقع!.. أيضاً ما يستحق التفكير والتأمل ما قاله العقيد رشاد مهنا أحد ضباط الحركة المباركة وأحد قادة الحركة وعضو مجلس الوصاية على العرش والذي كان متهماً بأخطر تهمة تواجه عسكرياً فيما قبل أحداث يوليو 52 وهي محاولة قلب نظام الحكم، والمدهش أنه عندما لم تثبت عليه التهمة بالقانون عاد إلى عمله وإلى وظيفته وبنفس رتبته، وعندما حوكم للمرة الثانية في أكتوبر 52 قال: «تذكرت هذه الفترة أثناء التحقيق معي خلال محاكمتي أمام الرئيس جمال عبدالناصر وأعضاء مجلس الثورة، وبخيالي قارنت بين أجهزة الملك فاروق وأسلوبها وبين جمال عبدالناصر وبعض رفاقه وأسلوبهم، ولا يسعني اليوم أن أقول عن تلك الأيام الماضية من عام 1947 إلاَّ أنها كانت فريدة أيام سيادة القانون قبل إجازته الطويلة».. وهاكم نقاط أخرى أترك للقارئ تفسيرها حول ما عقب به الرئيسان الأمريكي والفرنسي على موقفين ومقولتين للرئيس السادات!.. ففي إحدى زياراته للولايات المتحدة الأمريكية أشاد الرئيس السادات، مجاملاً الرئيس ريجان، بأحد أدواره التمثيلية فرد عليه الأخير بما معناه أن الدور الذي قام به في أحداث 23 يوليو كان هو الدور الأكثر براعة!.. وعلقت بعض الصحف على هذا الرد باستحياء وحذر شديدين، والتعقيب الثاني كان للرئيس الفرنسي الذي انتقد فيه السادات باعتقال معارضيه من السياسيين والصحفيين وبعض كبار علماء ورجال الدين وتشبيهه الباشاوات بالإقطاعيين وملك

مصر بلويس السادس عشر!.. فرد عليه بأن ملك مصر لم يفعل شيئاً مما فعله السادس عشر!.. وأن أحداً ممن اعتقلهم لم يسيء إلى الشعب المصري في شيء!
وأخيراً وليس آخراً وبعد هذه المدة الطويلة منذ بدء أحداث 23 يوليو 52 وبالرغم من ظهور حقائق كثيرة تترى سنة بعد سنة بل شهر بعد شهر بل يوم بعد يوم لتقلب ثوابت وأدوار مجموعة يوليو رأساً على عقب، كان يتحتم بالتأكيد فتح كل ملفاتها وأخطرها الأصابع الخارجية التي قيل إنها أشعلتها!.. لا أعرف ولا أذكر أن أحداً قد سُمِح له بأن يطالب برد اعتبار الملك فاروق عن كثير أو قليل مما نسب إليه تزويراً تاريخياً وبهتاناً فجاً ومع ذلك وللمفارقة أن يَرِدْ هذا علناً في مقال لوزير وكاتب ومفكر جزائري مرموق هو الدكتور محيي الدين عميمور على صفحات جريدة الأهرام منذ عدة سنوات!!.. ليس هذا دفاعاً عن فاروق وبالتأكيد كانت له أخطاؤه وخاصة بالنسبة لـ «الوفد» ولكنها لم تكن تصل أبداً إلى جرائم مجموعة يوليو.. وفي الحديث الشريف: «لو وزن رجاء المؤمن وخوفه بميزان تريصٍ، ما زاد أحدهما على الآخر».. ولكن رجاء المؤمنين وخوفهم غير رجاء غير المؤمنين وجزعهم.. المؤمن كيس فطن لا يخشى في الحق لومة لائم ولا يخاف إلاَّ الله جل في علاه ولا يبدي إلاَّ ما يعتقده ولو خالف جماهير حاشدة لأنه في الأول والآخر لا يرجى إلاَّ أن يكون ما يسطره يراعه في ميزانه يوم الفزع الأعظم.. وعلى الله جل جلاله وتقدست أسماؤه وآلاؤه قصد السبيل لإزاحة الزيف المبين وتطهير التاريخ منه!