رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تخاريف .. مظلوم !

لا ينبغي أن تخجل من جراحك.
إن كل جرح في جسدك أو روحك شهادة بأنك كنت أكثر إنسانية من غيرك . أنك كنت المظلوم ولم تكن الظالم . جرحك هو حكم البراءة الذي تعطيه لك الأيام حتى وان لوثته دماؤك !
احمد الله على أنك جرح كبير . وأنك لم تكن السكين التي أحدثت هذا الجرح أو غيره . حاول أن تصدق أن السكين هي التي تتعذب وتتألم . أنت تستطيع إذا غالبتك الآلام أن تصرخ وتقول آه. السكين لا يمكنها . السكين جماد في البداية والنهاية . وفى كل طعنة قد تلتوي أو تنكسر وتكون نهايتها الأكيدة .

إن المجنون لا يعرف أنه مجنون . ولو عرف سيكون عقله قد عاد إليه وتخلص من جنونه . هكذا الظالم لا يعرف أنه ذبح وقتل . قد يشعر براحته وهو يشاهد دماء ضحيته . لكن هذه الراحة سرعان ما تنقلب إلى عذاب غامض يؤرقه ويصاحبه حتى الموت !
إن أفضل ما تفعله ألا تفكر في الجرح ومن جرحوك . لا يكفى أن تعمل على تضميد جراحك . إنما يجب أن تتناساها ثم تنساها تماماً وكأنها لم تكن . وأن تفسر أيضاً الظالم الذي أصابك بالسهام .
إن الصياد يتمنى أن يظل شبحاً يهدد الفريسة الهاربة ودماؤها تسيل . وأن تظل الفريسة دائماً في دائرة الخوف الجهنمية من الصياد الظالم . ومن السهام وآلام الجرح النازف .
لا تعط الذي ظلمك متعة مشاهدتك وأنت تتألم وتتعذب وتحتضر . إنه يشعر بالقوة وهو يمارس الشماتة

من آلام الضحية . فأي داع لأن تعطيه هذه السعادة المريضة ؟
لقد اختلطت الدماء بالسهام . وحابل المظلومين بنابل الظالمين . واقتربت المسافة بين الطرفين حتى أصبحنا لا نعرف من الظالم ومن المظلوم . وحتى أصبح الظالم يحمل وجه ولسان المظلوم !
بعض الناس . أو ربما كثير من الناس . انتزعوا قلوبهم من صدورهم . ووضعوا مكانها حجارة صلبة وصخوراً جامدة .فأصبحوا بلا مشاعر ولا إنسانية . والحجر لا يعرف الحب . والصخرة لا تعرف الرحمة . فلماذا نتعجب من قسوة الذين ظلمونا . ونتساءل في دهشة كيف جاءتهم الجرأة على هذه القسوة؟
لكن لكل ظالم يوم !
ولابد له من لحظة يتجرع فيها نفس الظلم في وقت آخر ومكان آخر . وعلى يد شخص آخر . إنها حكمة « دائن تدان « التي ابتكرتها الحياة لمن يعيشون فيها . الدنيا تدور . والجرح قد يتحول إلى سكين . والسكين لابد له من يوم يصبح فيه جرحاً .
وهذه كلها ..
تخاريف .. واحد مظلوم !