رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر فى خطر

لم تكد الجراح تبرد والألم والحزن يتناوشهما النسيان حتى تفجرت النفوس هلعة والقلوب ثكلى فى حادثة العمرانية القريب.. ما بين طفلة الوراق الملائكية مريم نبيل وصبى العمرانية البرىء محمد. لا الجراح ستطيب ولا الألم سينزوى ولا الجهالة ستكف ولا مصر سترفع عنها رداء الأسى لتعود وترتدى لباس الحياة المخيط من الهدوء والاستقرار والمحبة بين خلق الله أيا كان لونهم او عقيدتهم فالناس جميعا كما قال الشاعر القديم: «من بدو وحاضره بعض لبعض وان لم يعرفوا نسب».

مريم نبيل الطفلة كانت فى لباس الفرحة تلعب مع أترابها من الصغار فى عرس تتهيأ له كنيسة الوراق المسماة بكنيسة مريم العذراء والتى سميت الصغيرة باسمها. وهى فى مرحها الطفولى البرىء هبط من الظلمات والجهالات من اغتالها واغتال الفرحه كلها فى عيون الصغار والكبار. أما محمد الصبى الصغير والتى صورته فى الجرائد بابتسامته العفوية وحلقته الحديثة لشعره والتى تبين مدى حبه للحياة وتجاوبه مع روح العصر الذى يعيشه وقد كان الصبى جائعا وأعطته أمه ما يشترى به علبة كشرى ولكن نفس اليد السواء التى تخرج من كهوفها الظلماء أمدت فى خسة وندالة وأطلقت ايضا الرصاص فى صدر الصغير ليلقى حتفه ويستشهد وهو الصغير الذى لم يرتكب بعد من ذنوب الدنيا شيئاً. وتأتينا صور الحادثة البشعة عبر الشاشات ونرى جاره الشاب الشهم وليد يحتضنه فى عذاب والطفل صار بين يدى الله وجثمانه بين يدى وليد جاره فيما يذكرنا بألم قديم حين احتضن والد الطفل محمد الدرة ابنه فى آلام إنسانية بشعه مرتكنا إلى الجدار بعد ان أطلق عليه الصهاينة نيرانهم الغادرة فقتلوا البراءة وأدموا قلب الأب وكل العرب الشرفاء. ولكن شتان بين من يقتل طفلى وهو صهيوني عدو لى ولبلدى ولكل بلاد العرب وهو مغتصب لقطعة عزيزة من قلب العروبة «فلسطين». وبين من يقتل طفلا مصريا وهو مصرى قد باع عقله وقلبه وروحه وفكرة للشيطان وللجهالة والجاهلين فصار أسوأ من الصهيونى الغادر وكلاهما اتفق على الغدر. فقد تحصن الصهيونى كالعادة وأطلق النار على الدرة ضمن من اطلق. وتحصن المصرى وتلثم واطلق الرصاص فقتل الصبى البرىء ضمن من قتل أو أصاب.
والسؤال الآن: إلى متى هذا الابتلاء؟ لم تعرف مصر فى تاريخها البعيد أو القريب هذا الوضع المأساوى التى تعيشه هى وشعبها الطيب. لم تكن هناك فرقة أو تناحر بين الناس بعضهم البعض خاصة فى مجال السياسة يصل إلى هذا الحد من الترويع والقتل والتخريب. كنا نسمع عن جرائم قتل تحدث فى القرى والنجوع فيما يسمى بحمية الجاهلية أو النزاعات بين العائلات بعضها لبعض على الأرض او الثأر القديم او رغبة فى التسلط والسيطرة فى مجتمعاتهم الصغيرة وكثيرا ما كانت تنجلى هذه الأمور بالصلح بين الناس بعضهم بعضاً أو بدفع بعض الديات وغيرها والأمر كله يدخل فى دنيا الصراعات الإنسانية التى لا تخلو منها أى مجتمعات. أما ما نراه الآن من عصابة كبرى مسلحة بكل الأسلحة ومدربة على القتل فهذا لم يحدث أبدا فى تاريخ مصر الطويل. وهذا من عجائب زماننا الآن ولسوف يلوك التاريخ ذلك كثيرا عندها يأتى الوقت لإيداعه بين دفاتره.
لا أكذب على نفسى ولا على السادة

القراء وأقول إنها أمور عابرة وستنتهى من تلقاء نفسها مع الصبر والنفس الطويل. لا. لا أثق فى ذلك وعندى إن الأمر يحتاج الى المواجهة الصلبة القوية سواء من المنوط بهم أمن وسلامة البلاد والعباد أو من الناس أنفسهم. لا يمكن ان تسمح لنا نفوسنا وضمائرنا ابدا بأن نرى فى المشهد المأساوى للمكلومين المشيعين لجنازة الصبى الشهيد من يخرج فى شرفات مسكنه ويرفع يده بعلامة رابعة الصهيونية الأصل إمعانا فى التشفى والتحدى والسخرية. ثم يلقى بالطوب والحجارة على الجنازة من شرفات مساكنهم. أى ناس هم؟ اى بشر هؤلاء؟ أهم من بنى آدم حقا ام من بنى الشيطان اللعين. من يتشفى فى الموت! من يسخر من الشهيد الطفل. لله درنا ودر ديننا الحنيف الذى يحض على الرحمة. بئس الناس هم وبئس من علمهم ما يصنعون. ووليد الترزى الجار الذى أسرع للطفل الضحية واحتضنه على قلبه كأم رؤوم ثكلى فهو زميل ابنه وجاره يأتيه أحد العاملين فى قناه الغدر والخيانة ليساومه أن يصوره كأب للطفل وان يقول انه والطفل من الجماعة الفاشية. عجباً. ثم وإذا به يذهب لما يسمى المستشفى الإسلامى بالحى فترفضه. أى إسلام هذا الذى الصق بهذا المستشفى المجرم. وقد رفض وليد الشهم إغراء قناة الجزيرة الصهيونية بل انه حرر محضراً بالواقعة يتهمها فيه بالتزوير والتحايل خاصة أنها أذاعت رغم كل هذا ما حاولت شراء ذمة الرجل فيه. لا حول ولا قوة إلا بالله.
لابد ان يرى الناس ان القتلة والمخربين قد نالهم العقاب الرادع لتهدأ نفوس الثكالى ويطمئن الشعب على نفسه وحياته. الشعب المصرى ليس فى نزهة أو فسحة من الوقت وليس لديه الوقت أيضا للانتظار اكثر من ذلك وكفاه معاناه قرابة ثلاثة أعوام خسر فيها كل شىء ولم يكسب أى شئ. الشعب يخسر والدولة تتهاوى وتنتهك حرماتها والمجرمون لا يرتدعون وكيف يرتدعون وهم إما فى الشوارع يقتلون أو يخربون أو يدمرون أو يحرقون. وأما فى السجون يأكلون ويشربون وينامون بل ويتدللون وإذا مرضوا فهم يعالجون. اى معادله قبيحة يعيشها شعب مصر لا. لا وألف لا. الحسم ثم الحسم.