رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مات الفارس النبيل.. هشام عكاشة

مات هشام عكاشة.. ولا أكاد أصدق الخبر الأليم حتي هذه اللحظة.. مات صديقي وحبيبي هشام في عز شبابه.. وقبل أن يحقق الكثير من أحلامه الفنية التي سعي كثيرون لوأدها وإجهاضها قبل أن تكتمل.

مات هشام عكاشة.. ربما حزناً علي والده الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، رغم ما يزيد علي عامين ونصف العام علي وفاة أسامة أنور عكاشة، ولكن من يعرفون هشام يدركون حجم فجيعته في وفاة أبيه الذي كان صديقاً لابنه قبل أن يكون أباً له.
هشام الذي كان يموت كل يوم أثناء فترة مرض أبيه الأخيرة.. حزناً وألماً علي آلام أبيه الذي نهشه المرض بضراوة.. وكان هشام وقتها يستقبل زائري أبيه ومحبيه.. محاولاً أن يبدو صلباً قوياً.. وكنت أعرف حجم آلامه ومعاناته.
مات هشام عكاشة لأنه جاء في زمن ليس زمنه.. زمن ليس فيه مكان للطيبة والبراءة وأخلاق الفرسان.. مات هشام عكاشة لأنه لم يكن يجيد تدبير المؤامرات وحبكها.. وكان يؤثر الانسحاب لا القتال.. حتي مع من سلبوه حقوقه الفنية وأنكروا عليه موهبته.
أذكر أنني شاهدت له مسلسلاً قبل أعوام، تبدت فيه موهبة طازجة.. أدار فيها العمل ببراعة بالرغم من وجود أسماء عملاقة في عمله مثل الراحل محمود مرسي، وبدلاً من الإشادة بهذا العمل ومخرجه، هاجمه البعض في قسوة وعدوانية، وأنه تجاوز هشام وقتها ولم يدر.. أو لعله أدرك متأخراً أن طابور أعداء النجاح هو أكبر حزب في مصر، فأصابه الإحباط من وقتها، ربما لأنه لم يدرك قواعد اللعبة وقتها، وأذكر أنني واجهت موقفاً مشابهاً كبيراً، وبالرغم من ذلك، وجدت العديد من الأقلام النقدية التي هاجمتني بضراوة بدلاً من أن تحتفي بكاتب جديد قدم عملاً متميزاً.
ولكن ما أكثر كارهي النجاح في مصر، وبالنسبة لهشام عكاشة، كان الأمر مختلفاً بعض الشيء.. فهشام هو ابن هرم الدراما المصرية.. وأسامة رحمة الله كان له مئات الملايين من

المعجبين، ولكنه كان له الكثير من الأعداء أيضاً.. وعندما فشلوا في النيل من أسامة أنور عكاشة.. وجدوا وسيلتهم لذلك في هشام.
وقد حضرت أكثر من واقعة.. كان أبطالها بعض المسئولين عن الدراما في مصر في بعض الجهات الإنتاجية الحكومية.. وكلما رشح هشام لإخراج أحد الأعمال كانوا يرفضون.. وكأنهم يصفون حساباتهم لأسباب أخري يعرفونها جيداً، ولن يسامحهم الله عليها.
مات هشام عكاشة محبطاً.. لأنه لم يكن ممن يجيدون التملق أو طرق أبواب المنتجين.. فهو لم ينس أبداً أنه ابن عميد الدراما العربية.. وكان يعتبر كرامته من كرامة أبيه.. لا يسمح بخدشها أبداً.. في زمن يبيع فيه الأبناء آباءهم.. لأي مصلحة تافهة.
وأذكر أنه جري حديث بيني وبين الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة، وسألته لماذا لا يعطي إخراج أحد مسلسلاته لهشام؟.. وكان رد أسامة أنه لا يريد أن يقول أحد إن ابنه صعد علي أكتافه.. وأنه يريد لابنه أن يشق طريقه معتمداً علي موهبته لا علي اسم أبيه.. وقد يكون أسامة علي حق.. فالمبادئ لا تتجزأ.. ولكن ما أكثر من فرضوا أبناءهم علي الساحة الفنية حتي إن غابت عنهم الموهبة الفنية.
رحم الله هشام عكاشة وأسكنه فسيح جناته.. فقد ارتاح من قسوة هذا العالم.. وخالص العزاء لأسرته.