عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محاكمة مرسي.. وباسم يوسف!

منذ أكثر من عام والنصف.. كتبت في هذا المكان.. وقبل اجراء الانتخابات الرئاسية الأولي بعد ثورة 25 يناير.. بضرورة اجراء كشف طبي ونفسي علي مرشحي الرئاسة.. والحصول علي شهادات طبية ونفسية تفيد بسلامة كل مترشح قبل خوض السباق الرئاسي.

وما دفعني للكتابة في ذلك الأمر.. هو ترشح خيرت الشاطر في البداية والذي تم رفض ترشحه بعدها لأنه كان ممنوعاً من مزاولة أي نشاط سياسي.. وبعدها تم استبداله بالاستبن محمد مرسي. ولو أن اللجنة المسئولة عن قبول أوراق المترشحين قد أخذت بهذا الرأي.. ما أصبح مرسي العياط رئيساً.. ولتجنبت مصر أحداثاً جسيمة وكوارث لا حد لها.. بسبب نجاح مرسي في الانتخابات.
فمرسي.. الرئيس السابق الذي أثبتت الأحداث.. والسنة التي قضاها في حكم مصر.. انه رجل مهزوز.. ليس صاحب قرار.. ويعاني من خضوعه المرضي لمكتب الارشاد ومرشد الجماعة.. اضافة إلي عدم قدرته علي الحسم وتردده الدائم.. وعدم قدرته علي قراءة الأحداث بشكل جيد لاصدار القرارات المناسبة.. اضافة إلي أمراضه العديدة التي تم اخفاء بعضها عن الرأي العام.. كل ذلك كان يمنع ترشح مرسي للرئاسة.. ولكن ما ظهر بعدها مما يعانيه مرسي من أمراض ومشاكل نفسية أخري ظهرت في المحاكمة.. تثبت انه رجل يعيش في عالم وهمي ويلجأ دائماً للهروب من الواقع.. لذلك كانت الجلسة الأولي من محاكمته مهزلة كان بطلها رئيسا سابقا.. ما كان يجب أن يصبح رئيساً لشركة صغيرة.. لا دولة مثل مصر.
وإذا كان مرسي يحاكم بتهم عديدة.. منها التخابر مع جهات معادية.. والتحريض علي قتل المتظاهرين في أحداث قصر الاتحادية.. فقد اندهشت من عدم وجود قيادات أخري عديدة للإخوان غير من كانوا في القفص معهم.. وأولهم مرشد الإخوان الذي كان مرسي يأتمر بأمره.. فتعليمات مرسي بقتل المتظاهرين- انما تلقاها من مكتب الارشاد ومن مرشد الجماعة.. فهم محرضون علي كل ما اتخذه مرسي من قرارات.. وكان يجب أن يشملهم قرار الاتهام.. فالمحرض له نفس عقوبة الفاعل الأصلي.. وأرجو أن تتنبه المحكمة الموقرة لذلك الأمر.. وتضم الجميع للائحة الاتهام.. وان كنت أرجو في الوقت ذاته.. أن يعامل مرسي في محبسه كما عومل مبارك بالضبط.. فبالرغم من كل جرائم مرسي التي يحاكم عليها.. فإنه في النهاية كان رئيساً لمصر في وقت ما- رغم سواد هذا الوقت.. ولكن مصر العظيمة عليها أن تكون كبيرة دائماً.. كما كانت وكما ستظل.
وقد تابعت الضجة الكبيرة التي أحدثتها حلقة باسم يوسف الأخيرة والتي اعتبرها الكثيرون فيها تجاوز وإهانة للجيش المصري ولرموزه.. والتي أغضبت الرأي العام بشدة.. إلا أن ما حدث في تلك اللحظة يكشف أموراً كثيرة جديرة بالتوقف عندها.. وأولها ان باسم يوسف سبق وانتقد مرسي بقسوة.. وتعرض للاتهام بسبب ذلك- غير ان

الرأي العام المصري وحتي العالمي تضامن مع باسم يوسف.. فكراهية مرسي وحكم الإخوان كانت لا حد لها.. ولعل سخرية باسم يوسف من مرسي والإخوان المستمرة وكشف سواءتهم- كانت من أسباب تعبئة الرأي العام المصري وصولاً إلي يوم 30 يونية الفاصل في تاريخ مصر.
ولهذا اعتقد ان باسم يوسف قد خانه ذكاؤه.. في انتقاده لمؤسسة الجيش والرئيس المؤقت.. وكان نقده لهما فيه الكثير من التجاوز.. ولهذا كان غضب الجميع علي باسم يوسف.. الذي كان عليه أن يراجع حساباته كثيراً قبل تقديم هذه الحلقة.. وأن يتخلص من بعض غروره الذي بدا واضحاً وكأنه يقول للجميع انه غير قابل للنقاش أو الانتقاد.
أمر آخر كشفته اذاعة تلك الحلقة.. وهو رفض الرأي العام المصري لها، لما بها من تجاوز.. وكان هذا الغضب عارماً.. تمثل ليس فقط في انتقاد الاعلام المصري بأكمله له.. بل وحتي كل من اتصل بتلك القنوات من أشخاص عاديين.. وكان غضبهم لا حد له علي باسم يوسف.. الذي كان بطلاً يوماً ما.
وإن كنت في الوقت ذاته أرفض اتهامات العمالة والخيانة التي طالته.. والتي كشفت جلياً اننا صرنا نعاني من مشكلة نفسية.. وهي ان كل من ليس معنا تماماً.. فهو ضدنا وهو خائن وعميل.. وقد تكرر نفس الأمر من قبل مع البرادعي بعد استقالته.. فعلينا أن نعيد حساباتنا.. وأن نسمح بالنقد الذاتي إذا كان لا يخرج علي حدود اللياقة والمسئولية.
كما انني حزنت لإيقاف برنامج باسم يوسف.. وتنصل قناته منه- وادعائها بأسباب أخري لايقاف البرنامج.. فبالرغم من قسوة باسم يوسف علي مرسي والإخوان.. فإن أحداً لم يوقف برنامج باسم يوسف وقتها. ولذلك أتمني من القناة أن تراجع نفسها.. وباسم يوسف كذلك- ليعود لنا باعثاً للبهجة وللسخرية من كل ما هو جديد بالسخرية في مصر.. وما أكثر ذلك!.