رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدرس الأخير!

كثيرة هى دروس الحياة.. لكن من يتعلم؟ من يفهم؟ ومن يستوعب ومن يستفيد؟
إنهم يحاولون من البداية تعليمنا ونحن صغار بعد. لم نختبر قسوة الدنيا ولا عذاباتها. يلقون على مسامعنا المواعظ ويكررون التحذيرات. لكننا لا نفعل شيئاً أكثر من أن نحفظ ونردد كالببغاوات. خلاصة خبرة من عاشوا قبلنا وعلمتهم الحياة دروس الحكمة.

ونكبر ولا ندرك أبداً أن النار تحرق من يقترب منها. إلا إذا دفعنا الجهل أو الطيش أو الغرور. إلى وضع أيدينا أو قلوبنا فى النار. فنحترق ونتألم ونصرخ. وساعتها فقط نتعلم الدرس. لكن بعد أن ندفع الثمن غالياً. حروقاً تكوى وتلهب. وتترك أثاراً قد لا تزول حتى مع الزمن!
وكم من الدروس نتعلمها بين يوم وليلة. أو حتى فى دقيقة واحدة. ودروس تستغرق العمر كله أو معظمه حتى نتعلمها. وقد لا نتعلم حتى بعد طول العمر!
وما اسهل علينا أن نلقى المواعظ على غيرنا. وأن نقول للآخرين أين الخطأ وأين الصواب. لكن إذا عشنا نحن التجربة. ننسى تلك المواعظ والتحذيرات.
وهكذا نرسب فى أبسط امتحان. ونرتكب ما

حذرنا الآخرين من عدم فعله. أو لا نفعل ما أوصينا الناس بفعله. فهل هناك أكثر من ذلك غباء انسانى؟!
وأنا كانت دروسى كثيرة مثلكم. لكننى كنت مثل التلميذ البليد فى الفصل. أسمع لكنى لا افهم. وتطلب الأمر منى عمرى أو معظمه لأتعلم وأستوعب أبسط الدروس وأغلاها.
والآن فقط وبعد أن انتهى وقت الامتحان. ونجح من نجح وفشل من رسب. الآن فقط بعد أن سجلت اجاباتى الخطأ منها والصواب. الآن فقط عرفت الاجابات الصحيحة والدروس التى لم أفهمها طوال تلك السنوات.
لكن بماذا تنفع الحكمة تلميذاً بليداً بعد أن فات الوقت؟
وكيف يستفيد بالدواء المريض الذى رحل عن الدنيا أو أصبح على وشك الرحيل؟
وهل ترانى حتى فهمت الدرس الأخير؟!