عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شكراً.. لمن قتل مريم أمام الكنيسة

يقول السيد المسيح في وصاياه: «باركوا لاعنيكم.. أحسنوا إلي مبغضيكم».. ويقول أيضاً: «من ضربك علي خدك الأيمن.. فأدر له الأيسر».. لذلك فأنا أوجه شكري لمن أطلق الرصاص علي مريم «الطفلة البريئة ذات الثماني سنوات أمام كنيسة الوراق»، فأصابها وهي الزهرة الرقيقة بثلاث عشرة رصاصة استقرت في جسدها الصغير البريء.. لتكون عروس السماء وملاكاً شهيداً لم ترتكب في حياتها خطأ ما.. وكذلك ثلاثة شهداء آخرين من أقارب مريم، انضموا إلي آلاف الشهداء الأقباط علي مر العصور.. بدءاً من عصر الاستشهاد الذي استشهد فيه ما يقرب من مائة ألف قبطي، لأنهم رفضوا التخلي عن دينهم، وهو الأمر الذي جعل الكنيسة القبطية المصرية تبدأ تقويمها ببداية عصر الشهداء.

والشكر واجب لمن نفذ العملية الإرهابية ومن حرضهم، لأنهم أكدوا له للمرة الألف كم هم شياطين وقتلة وإرهابيين، وكم هم علي استعداد لأن يقتلوا حتي الأطفال الأبرياء، حتي يفكر ألف مرة من يريد التصالح مع القتلة والإرهابيين وفتح صفحة جديدة.
والشكر واجب لمن حرض ومول القتلة في رابعة والنهضة وقناة الجزيرة واستعدي الأقباط والشكر لهم لأنهم أكدوا أن الأقباط لا يخشون القتل أو الإرهاب، وأنهم لن يتنازلوا عن وطنيتهم ولا وطنهم أبداً، وأنهم جزء من نسيج هذا الوطن وتاريخه، ماضيه وحاضره ومستقبله، وأنهم حاضرون ومشاركون في مستقبل هذا الوطن مهما نالهم من جراح وآلام.
والشكر لمن أطلق الرصاص علي كنيسة العذراء في الوراق، لأنهم أثبتوا وأكدوا للمرة الألف أنهم دعاة قتل وتخريب، وأن ما يدعونه من سلام وشرعية وكذب وتضليل، وأنهم يدعون ما لا يفعلون، خاصة ببيت من بيوت الله، كنيسة تحمل اسم العذراء مريم، علي اسم الشهيدة مريم، العذراء مريم التي ذكرها القرآن الكريم ووصفها بأنها أطهر نساء الأرض أجمعين، وبدلاً من توقير الكنيسة واحترامها وصون من يدخلونها.. قتلوهم بلا رحمة وأطلقوا الرصاص علي منارتها وصليبها، ليؤكدوا أنهم لا يحترمون ما نص عليه القرآن الكريم والسنة النبوية من احترام وتقدير كنائس الأقباط ومن يدخلها للصلاة، وكأنهم يؤكدون بفعلتهم هذا أنهم ليسوا مسلمين، بل خوارج هذا العصر، وهم أعداء للمسلمين قبل المسيحيين.
والشكر واجب لمن أحرق خمساً وثمانين كنيسة منذ أحداث رابعة والنهضة لأنهم أعادوا تلاحم صفوف أبناء هذا الوطن، عندما تصدي المسلمون قبل الأقباط لحماية باقي الكنائس في مصر، وطاردوا الكثير من هؤلاء الإرهابيين، بل وكان نتيجة لذلك الاعتداء إعلان الجيش إعادة بناء تلك الكنائس علي نفقته، بل وكان من نتيجة ذلك الاعتداء أن عادت الكنائس تمتلئ بجموع المصلين من الأقباط، حتي ممن شغلتهم الدنيا في السابق فكانوا لا يذهبون للكنائس إلا بين

الحين والآخر، فجاءت المحنة لتوقظ فيهم حرارة الإيمان والاقتراب من أمله مرة أخري.
والشكر للداخلية التي تركت الكنائس بلا حراسة رغم ما يتهددها من أخطار، لدرجة أنه لم يكن هناك عسكري واحد يؤمِّن كنيسة الوراق، رغم ما يحيطها من جماعات سلفية وإخوانية كارهة للكنائس ومن يصلي فيها، والشكر للسيد اللواء من قيادات الداخلية الذي قال في مداخلة تليفزيونية إنه لو كانت هناك حراسة أمنية حول الكنيسة لزاد عدد الضحايا بسبب تبادل إطلاق النار بين الأمن والإرهابيين، وهي نظرية أمنية جديدة نشكر السيد لواء الداخلية عليها، ولتكشف حال الداخلية الآن بعد عشرات التفجيرات التي وقفت الداخلية أمامها وقوف المتفرج، لتؤكد لنا أي غيبوبة تعيشها وزارة الداخلية وقياداتها، ويبدو أن الحكومة تنتظر حوادث أخري علي مثال حادث كنيسة الوراق قبل أن تفكر - مجرد تفكير - في إقالة وزير الداخلية!
والشكر واجب أيضاً لأمريكا ولدول الغرب التي أقامت الدنيا ولم تقعدها لضحايا رابعة المدججين بالسلاح، ممن قتلوا ولا يزالون يقتلون عشرات الضباط من الداخلية والجيش، يضاف لهم من ماتوا وقتلوا علي أبواب الكنائس فلم يحرك ذلك مشاعر أمريكا ودول الغرب وأصيبوا بعمي البصر أمامها، فصاروا لا يجدون إلا قتلي الإرهابيين، أما المصلون الأبرياء أو من يرتادون الكنائس لفرح أو عزاء، فإن قتلوا فعزاؤهم عند الله وليس عند أمريكا أو الغرب.
شكراً لكل هؤلاء.. وخالص العزاء لأسر الشهداء، ولمن لا يعلم فإن عقيدة الاستشهاد لدي الأقباط هي عقيدة راسخة، والشهادة هي أسمي درجات الإيمان، ولها أعلي درجات الثواب عند الرب، الذي يمنع أي قبطي من أن يأخذ ثأره بيديه، فيقول لكل البشر في إنجيله «ليّ النقمة وأنا أجازي»، ونحن ننتظر انتقام الرب، لا الداخلية ولا الحكومة!